ترى هل الأفضل للولايات المتحدةالأمريكية أن تمنح للمقيمين بها من يهود وأقباط حرية الإساءة لمقدسات المسلمين، ثم تضطر لتقديم الطلبات للدول الإسلامية بإرسال قوات مايرنز لحماية سفاراتها فيها من رد «الفعل» الذي أتاحت حرية ممارسته، أم أفضل لها أن تتحمّس لتقييد مواطنيها الأصليين والمهاجرين باحترام عقائد وشعائر المسلمين؟!.. إن واشنطن اختارت السماح بحرية الإساءة للدين الإسلامي لأعداء الإسلام باعتبارهم أصدقاء لها، وواشنطن تراهن على قوتها العسكرية في حماية مصالحها حينما تتعرض لأي عدوان يأتي كرد فعل بسبب توفيرها حرية الإساءة للإسلام ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.. وهذا يعني أن اليهودي الذي أخرج الفيلم المسيء لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومجموعة من أقباط المهجر في أمريكا على رأسها مورس صادق رئيس دولة الأقباط الموهومة وغيرهم من طائفة البروتستانت والكاثوليك، يعني أن هؤلاء ومعهم المؤسسات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية جمعيهم في حلف واحد يقيمون مشروعات التآمر ضد الدول الإسلامية.. كلهم مِلة واحدة يقوم اتحادها على معاداة المسلمين، ينهزمون في أبسط نقاش وفي الدقائق الأولى أمام علماء ومفكري المسلمين.. يحسبون أن المناظرات الفكرية مع الأكاديميين المسلمين تخصم من رصيدهم الجماهيري.. فما يرتد عن دينهم ويدخل الإسلام إلا عالم مفكر مرموق، وما يرتد عن الإسلام ليدخل إلى دينهم إلا جائع جاهل مبهور بملذات الدنيا وبهرجها لديهم. وهم يعلمون هذا وقد تتناوله من حين إلى آخر مراكز دراساتهم ومعاهد أبحاثهم التي تخرج عليهم بتوصيات ضلالية، لا تفيدهم في شيء، والدليل أنهم أي رجال الدولة الأمريكية يسمحون بتشويه الحرية من قبل حاقدين ولا يدركون أن نتائج ما سمحوا به هو استهداف سفير أمريكي أو حرق سفارات أمريكية أو تصعيد استفزاز التنظيمات الجهادية التي تصفها واشنطن نفسها بأنها إرهابية.. وإذا افترضنا أنها كذلك فلماذا لا تتقي واشنطن «إرهابها» بأن لا تسمح بممارسة حرية الإساءة للدين الإسلامي؟! هل لأنها مغرورة بقوتها العسكرية التي لم تحم بها مبنى التجارة العالمية والبنتاغون من هجمات «11» سبتمبر؟! ثم لماذا تجازف واشنطن بوجود دبلوماسي لها في دولة ترى أن ليس لها معها تطبيع. غريب وعجيب ومريب أن تتمسك واشنطن بوجودها الدبلوماسي في السودان وتتحدث في نفس الوقت عن شروط لا بد أن تنفذها الخرطوم لتطبيع العلاقات معها. وأغرب وأعجب وأكثر ريبة أن توفر للمقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية حرية الإساءة للإسلام وتفكر في إرسال قوات مارينز لحماية سفاراتها من رد «الفعل» الذي وفرت له هذه الحرية المتعدية لحدود حرية الغير. ومعروف أن القاعدة تقول ولا أقصد تنظيم القاعدة بأن حرية الشخص تقف عند حدود حرية الآخرين. واشنطن تعتمد نهج العلاقات الدبلوماسية الاستضعافية بينها وبين الدول التي تستضعفها، وتسعى لنسف استقرارها حتى لا تستفيد من مواردها وهي في حالة عدم استقرار لتبقى في حالة استضعاف وبذلك يتسنى نشر النفوذ الأمريكي المفيد للمشروع اليهودي الصهيوني في دول العالم الإسلامي.. ثم إن حماية السفارات الأمريكية أو غيرها لا بد أنه يستصعب جداً في حالة فتح الطريق للحاقدين ليسيئوا لمقدسات المسلمين، الحماية السهلة يمكن أن تكون في الأوضاع الطبيعية لا «الاستثنائية» ودعك من خمسين جندياً ترسلهم واشنطن بل حتى لو ضربنا هذا العدد في ضعفه فإنه لا يحمي في الظرف الاستثنائي وغرانفيل لم يُقتل داخل السفارة.