مثلما طرب الناس فرحا لنجاح خريف هذا العام إلا أن أوجاعا خلفتها السيول والأمطار على العديد من المناطق بالبلاد رسمت ظلالاً مأساوية لا زالت آثارها باقية. فمدينة بابنوسة بولاية جنوب كردفان يمثل نجاح الموسم فيها أحد مقومات الحياة لجهة اعتماد الناس كلية على الأمطار في الزراعة والرعي غير أن بابنوسة كانت على موعد آخر من معاناة الخريف، فالمنازل تبنى غالبيتها من الطين مما جعلها عرضة لانهيار خاصة وأن خريف هذا العام هو الأكثر منذ سنين عديدة. وأشار تقرير القطاع الغربي لولاية جنوب كردفان، محلية بابنوسة إلى تسبب الأمطار في هدم 131 منزلاً و100 انهيار كامل بجزء كبير من المدينة، جملة المواطنين المتأثرين بالأمطار بالمدينة 8710 وهؤلاء المتأثرون بالأمطار يحتاجون (لعون عاجل) ومساعدة تشمل خيماً ومشمعات وأدوية ملاريا والتهابات أطفال وناموسيات وموبيدات بعوض وأواني منزلية وذرة وأغذية للأطفال. كما انتشرت العديد من حالات الإلتهابات الحادة والملاريا في ظل انتشار كثيف للبعوض والحشرات الأخرى مع انعدام الناموسيات والمبيدات الحشرية. وقد بلغ طول الحشائش داخل أحياء المدينة أكثر من متر ونص المتر دون وجود آليات للنظافة في ظل هذا الوضع المتردي ترك الكثير من المواطنين منازلهم وفضلوا البقاء مع أقاربهم. ولم يجد المواطنون الاهتمام من قبل المسؤولين للوقوف على الأوضاع غير الزيارة التي قام بها مدير الشئون الاجتماعية بالمدينة برفقة الصليب الأحمر. وتعالت صيحات المواطنين مطالبين الجهات المسئولة ووالي الولاية ووزير الصحة بتوفير المعينات اللازمة للمواطنين والوقوف على الأوضاع ميدانياً حتى لا تحدث كارثة وسط المواطنين، فيما تسلم معتمد محلية بابنوسة دكتور ضو البيت إبراهيم الحاج تقريراً عن الوضع الراهن، وتم ارساله للعون الإنساني. كما تمت حالات وفيات بسبب الخريف.