رضا طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر فقط، كان فريسة سهلة لجيوش المرض والألم التي داهمته، ولم تتركه ينعم بطفولته المغتالة بأنياب المرض الفتاك، فقد أطلق أولى صرخاته ليعلن عن قدومه الذي أدخل الفرح في نفوس أسرته ولكنها لم تنعم بفرحها بعد أن كشفت الفحوصات إصابته بثقب في القلب، وكانت الطامة الكبرى فبهتت الابتسامة في شفتيه وكأنه يعلم بما تخبئه له الأقدار، فسلم والداه الأمر لله فهو أرحم الراحمين، وكان الرضا بما قسمه الله خير معين، وبعد فترة أجريت له فحوصات أخرى لتثبت إصابته بالفشل الكلوي... عشرة أشهر عاشها رضا وهو يئن ولا يملك غير صوت مبحوح من الألم وقلة الحيلة فهو لا يقدر أن يوصف ألمه والمرض لا يرحم أيامه القليلة.. قرَّر الطبيب إجراء عملية جراحية للقلب فشع بصيص أمل أخفته التكلفة التي تفوق مقدرة والدته التي تبلغ «7» آلاف دولار، إضافة إلى تكلفة الفحوصات البالغة «500» دولار.. رضا لا يعلم أن صحته وعافيته مرهونة بالألف التي لا تساوي ابتسامته البريئة، ولا يفقه أن حياته مرتبطة بتوفيرها وإلا فسوف يقضي حياته بين الأنات المكبوتة... طفولة رضا تحتاج لوقفة إنسانية تنقذ طفولته وتعيد إليه الحياة فمن حقه أن يعيش طفولته كما ينبغي... ليجعل كل منا في يومه هذا لحظة يتأمل فيها حياة رضا وهو مريض يحتاج ولو لجنيه يكون سببًا في شفائه ولينظر للصورة المرفقة ونظرته البعيدة وهو يرى مستقبله مكبل بالمرض وفي يد كل واحد منا جنيه سيساعد في حريته... رضا في انتظارنا فماذا ننتظر. كرم الله ابتلاء المرض والفقر فمن يعينه! كرم الله رجل ستيني كان يعمل بالسعودية ليعول أسرته الكبيرة، فقدَّر الله أن يصاب في حادث حركة بكسور وغضاريف وحالة تبول لا إرادي، فأصبح غير قادر على الحركة أو حتى الاعتناء بنفسه، تم ترحيله للسودان ليواجه أصعب معاناة، فكان نعم العبد صابراً محتسباً لأمر الله، فقرَّرت زوجته الصبورة أن تبحث عن ما يخفف عن زوجها ألمه ومرضه، ومضت تجوب الأرض بأمل وتفاؤل علها تعثر على طوق النجاة الذي ينتشل زوجها من الحيرة والألم والفقر.. فجاءت تحمل أملها بأيدٍ مرتجفة لتقدمه في طلب بسيط كل كلمة سهم على خاصرة الزمن وهو أن تجد منزلاً يأويها وزوجها المريض ليجد راحته بعد ستين عاماً من المعاناة بين العمل والاغتراب والمرض، فحالته تزداد سوءًا بمرور الأيام ويحتاج لمنزل منفصل حتى لا ينفر منه الناس.. هذا فقط حلم كرم الله وزوجته الصبورة منزل ولو غرفة واحدة تأويهم حتى يتعافى لا غير. وهذه صرخة الإنسانية لذوي القلوب الرحيمة وملائكة الرحمة أن ساعدوا فاطمة وزوجها كرم الله ليتجاوزوا هذه المحنة ولكم الأجر والثواب الجزيل. من لهذا المعاشي نال المعاش وأصبح لا يملك مصدر رزق يصرف به على أسرته التي كانت تعتمد عليه بجانب زوجته المريضة التي تحتاج لقيمة فحوصات وأدوية وما يسد به رمق أسرته الفقيرة، هذا المعاشي يطلب العون من ذوي القلوب الرحيمة فمن يجيب نداءه. صدى القلوب الرحيمة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، كلمات قيلت في زمن ووجدناها تتجسد في أصحاب القلوب الرحيمة وكأنها قيلت فيهم، يتسارعون رحمة وطلباً للأجر والثواب الجزيل ورضا الخالق بكل تفانٍ يقدمون الخير كله إلى المحتاجين وذوي الاحتياجات ومن عركتهم رحى الفقر والضيق في العيش فكانوا نعم العباد ونعم العاطين يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا ممن أنعم الله عليهم بالخلف بعد العطاء ويتزاحمون ليبعدوا عن التلف وإن كانوا غير ممسكين إنهم أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء والعيون التي تحمل الرأفة والرحمة والتي تذرف الدمع وهم يطالعون حاجة إخوتهم تناديهم.. إنه الخير في الأمة إلى يوم القيامة كما قال سيد الخلق ونحن نتلمس أثرها كل يوم ويزاد يقيننا بأن للخير أبوابًا كثيرة وتبرعات الخيرين وأصحاب القلوب الرحيمة باب لا يصد سائلاً مستحقًا وصاحب حاجة.. سرنا وأدخل السرور إلينا وأزال بعض همنا تفاعل الخيرين وذوي الأيادي البيضاء فقد تبرع فاعل خير بمبلغ «2500» للطفلة الرحمة لتسديد رسوم العلاج الطبيعي، كما تبرع فاعل خير بمبلغ «150» للطفلة دعاء.. تبرع غاعل خير من مدني بسماعة أذن للطفلة نعمات، كما تبرعت جمعية سلامات للأطباء السودانيين بإنجلترا بسماعة أذن للطفلة نعمات.. والشكر أجزله لكل من ساهم أو ساعد أو شارك بالدعاء في تخفيف هموم الغلابى والمساكين، وجزى الله عنا الخير كله لأصدقاء المحتاجين داخل وخارج البلاد، وتقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال.