مازالت شحنات السلاح المتجهة إلى العاصمة الخرطوم تتواصل وبعد ضبط الشحنة التي أرسلتها ما تُسمى الجبهة الثورية بولاية النيل الأبيض ولم يمر أسبوعان من ضبط هذه الشحنة لتسجل الأجهزة الأمنية انتصارًا جديدًا على من يودون زعزعة استقرار البلاد وتهديد أمن الوطن بضبط شحنة سلاح أخرى في مدينة كوستي وقد حذر القيادي البارز في المؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي من وجود خلايا نائمة في الخرطوم وطالب في الوقت ذاته السلطات بقيادة حملة منظمة للكشف عن أي سلاح غير مشروع داخل الولاية وتشديد الرقابة على مداخل العاصمة لمنع دخول أي سلاح عن طريق التهريب، داعيًا الجهات المختصة لأهمية توعية المواطنين وحثهم على التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مريبة بالأحياء والمدن لأن القضية تهدد أمن الدولة واستقرارها. لافتًا النظر إلى أن مسألة الخلايا النائمة في غاية الخطورة ولم يستبعد قطبي في تصريح ل «آخرلحظة» وجود مخطط من قبل الحركات المتمردة لضرب العاصمة وإحداث نوع من البلبلة مشيرًا لتكرار ضبط الشحنات الكبيرة من بعض الولايات للعاصمة، موضحًا أن الجهات التي ترسل السلاح للخرطوم تسعى لاستخدامه بواسطة عناصر مدربة عليه لتنفيذ مخططات وأهداف معينة.. إذًا هذه التصريحات والتحذيرات من قيادذ بالمؤتمر الوطني وصاحب خلفية أمنية بحكم تقلده سابقًا لإدارة الأمن الخارجي يجب أن تجد هذه التحذيرات الاهتمام المتعاظم من الجهات ذات الصلة وأيضًا للمواطن دور كبير في العملية الأمنية والتبليغ الفوري عن أي نشاط مشبوه، وهل يمكن أن نتوقع سيناريو مشابه لأحداث المرتزقة في سبعينيات القرن الماضي عندما تسللت مجموعة كبيرة من المرتزقة إلى داخل العاصمة وعملت في مهن هامشية وفي وقت محدد فتحوا فوهات رشاشاتهم داخل العاصمة القومية وعلى الرغم من اختلاف ظروف تلك العملية الانتحارية في ذلك العهد وما حدث الآن من تحولات كبيرة في المشهد السياسي من عداء خارجي مستمر وتمرد داخلي يخدم المخططات الخارجية وظهور حركات عنصرية مسلحة وشر مستطير تضمره دولة الجنوب تجاه السودان وإصرارهم على تسمية دولتهم بجنوب السودان يؤكد أنهم ماضون في تنفيذ مشروع السودان الجديد الذي لم يستطيعوا تحقيقه عبرالوحدة، وقد صرح المدعو باقان اموم مؤخرًا بأنهم ماضون في تنفيذ مشروع السودان الجديد ولن ننسى فعلته المستفزة لكل الشعب السوداني عندما أخذ علم السودان من فوق تابوت قرنق وقام بتمزيقه أمام كل الفضائيات التي حضرت هذه المناسبة واستبداله بعلم الحركة الشعبية في خطوة تُظهر مدى حقده على السودان وأهله.. إذًا الرفض الواسع لاتفاقية الحريات الأربع مع دولة الجنوب يصبح أمرًا منطقيًا في ظل هذه المؤشرات العدائية من دولة الجنوب وستتيح هذه الاتفاقية دخول عناصرهم الأمنية وكل فرق الاغتيالات التي تم تدريبها في كوبا وإسرائيل لزعزعة أمن البلاد ودخولها في دوامة من العنف والفوضى حتى إعلان دولة مشروع السودان الجديد العلماني كما يريد الغرب.. لذلك على الجهات الامنية أن تكون في حالة تأهب قصوى لأن هولاء لهم أعين ترصد وتراقب الأوضاع عن كثب وفي حال شعورهم بأى تراخٍ أمني سيتحركون كما يجب على كل كتائب المجاهدين أن تكون في أتم الجاهزية لردع هذه القوة الشريرة.