حينما تملك الخوف سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين من تعثر بغلة في العراق لانه لم يسوِّ لها الطريق، كان حينها قد وصل الى قمة العدل بين الرعية، وقمة الاشفاق من ثقل المسؤولية التى تلقى على عاتق حاكم ذاك الزمان الذي كانت الدولة الاسلامية فيه ممتدة في الكثير من بقاع الارض، وليس كما هي الآن دويلات تفصلها حدود وهمية وضعها المستعمر، وحينما يشعر المواطن بظلم الراعي فلا سبيل له إلا رفع الاكف الى الله تضرعا لرفع الظلم، وكذلك نحن رفعنا الاكف لله سبحانه وتعالى لرفع الظلم عنا» الكلمات بين القوسين جاءت على لسان مزارعي القوز والرميلة الذين بعثوا عبر «زووم» برسالة للأخ المجاهد حسب وصفهم النائب الأول لرئيس الجمهورية ونائب الدائرة سابقا علي عثمان محمد طه، ليساعدهم في رفع الظلم الذي بدأت ملامحه تطل من خلال نزع اراضي مزارعي القوز والرميلة التى تقع شرق النيل الابيض والتى يملكها عدد من «التربالة» الذين لا حول لهم ولا قوة، فهم يضربون الارض فجراً لتنبت زرعا اخضر حلالاً لهم ولابنائهم، ولا يملكون حرفة اخرى غير الزراعة التى توارثوها أباً عن جداً منذ عشرات السنين، وبعد صدور قرار نزع تلك الاراضي الذي نفذ في عام 2004م من الساقية الاولى الى الساقية 38 وعوض أصحابها تعويضاً لا بأس به، بدأوا يفكرون في مصدر رزق آخر، ولكنهم فوجئوا بأن مرحلة النزع الثانية التى ستبدأ من الساقية 38 الى آخر ساقية سيعوضون فيها بمبلغ يصل إلى عشرة في المائة فقط من مبلغ التعويض الاول، في خطوة لا يقبلها العقل حسب المزارعين الذين تساءلوا كيف يتم انقاص مبلغ مع تقدم الزمان للامام؟وأين يذهب البسطاء بعد نزع أرضيهم واعطائهم مقابلها مبالغ زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع؟ وكيف يعدل القانون ليصبح في مصلحة الدولة والمستثمرين دون الفقراء؟ وأردفوا «نرجو أن يكون العدل والإنصاف هما السائدان في دولة التوجه الحضاري من أجل علاقة مميزة بين الراعي والرعية».