الحديث عن الأدوية المنتهية الصلاحية الذى تناولناه في تحقيق سابق وتحدثنا فيه عن استيراد أدوية غير مسجلة وأخرى منتهية الصلاحية من دولة جاره بواسطة سماسرة الجشع والمتاجرين بأرواح العباد، يكتمل اليوم الحديث عن قيام الهيئة العامة للإمدادات الطبية باستيراد أدوية خارج نطاق اللائحة المالية التي تشترط طرح المناقصات لاستيراد الدواء، لكن الهيئة ممثلة في مديرها خالفت القوانين المتبعة، وقامت باستيراد أدوية من منظمة غير مسجلة، واستوردت أدوية سرطانات من صيدليات خاصة من مصر دون اي عطاء بواسطة السفارة السودانية بمصر باسم المركز القومى للأورام تحت ذريعة انعدام العقار بالبلاد بمبلغ «10.23705» جنيهات بما قيمته 3 ملايين جنيه مصري شراءً مباشراً، رغم أن الهيئة ليس لها الحق في الشراء المباشر دون عطاءات، كما ان الدواء المستورد ليس معدوماً بالبلاد حسب مصادر تحدثت ل «زووم»، ولديه وكلاء مسجلون، ومع ذلك قامت الهيئة بإهدار أموال طائلة بالشراء من منظمة غير مسجلة، ولم يتم إخضاعه للفحص المعملي، وتم توزيعه وبيعه للمرضى قبل نتيجة الفحص، مما دفع الجهات الطبية إلى إصدار قرار في الرابع والعشرين من يوليو 2011م بسحبه من السوق وايقاف توزيعه حسب المستندات التى تحصلت عليها «زووم» بتوجيه من المجلس القومى للأدوية والسموم، وبحسب تصريحات من مصادر خاصة من قطاع الصيدلة ل «الإنتباهة» أكدت أن الإمدادات قامت في 2/2/2011م باستيراد محلول الاستنشاق (Salbutamol solution) من منظمة «هولندية» وهى منظمة عرف عنها توزيع الأدوية فى شكل إغاثات للدول الإفريقية، ولا يتم استخدامها فى دولة المنشأ والدول الاوربية، وقد استوردت الهيئة ما لا يقل عن 8 آلاف عبوة بمبلغ 835.32 الف يورو سعر العبوة «1.4» يورو وتشغيله بالرقم 0121077701 والرقم المتسلسل f-j1009 E-09j10 وتم توزيعه على المستشفيات الحكومية قبل إخضاعه للفحص المعملى، بالرغم من ان مدير الادارة العامة للمشتريات د. نوال الطاهر تعهدت للأمين العام للمجلس القومى للصيدلة والسموم بعدم التوزيع الا بعد ظهور نتيجة الفحص المعملى فى خطابها الممهور بتاريخ 13/6/2011 م، الا ان الدواء وزع للصيدليات بتاريخ 23/6/2011م بعد اسبوع من دخوله للبلاد، ونتيجة الفحص المعملى ظهرت بتاريخ 10/8/2011م، بعد ان وزعت منه حوالى الف وستمائة وثلاثين عبوة للمستشفيات حسب المستندات التى بطرفنا، وقد أثبت الفحص المعملى عدم مطابقته للمواصفات، وبدأ سحبه من العاصمة، لكن مصادرنا أكدت صعوبة سحبه بصورة نهائية من الولايات، وقد تم استيراده ب 4 يورو وبيع بحوالى 34 يورو من شركة Centrafarm وكانت أرباح الهيئة 40% مما يخالف لائحة تسعيرة الدواء متجاوزة الربح الشرعي للشركات . ولم يقتصر الاستيراد على الادوية فقط بل وصل الى استيراد مستهلكات طبية أخرى «فراشات وأكياس دم معقمة وادوية الملاريا وبنج الاسنان» بتاريخ 14/6/2011م بمبلغ 582 يورو، ووزع دون تحليل معملى ايضاً. ومصادرنا اكدت شراء الامدادات لأدوية انتهت صلاحيتها فى الفترة من 31/1/2011م حتى 1/8/2011 بمبلغ ثلاثة مليارات جنيه، إضافة الى الادوية التى تم شراؤها بقيمة480 مليون جنيه سوف تنتهي صلاحيتها فى اغسطس، بجانب أدوية بقيمة1600.000مليار جنيه سوف تنتهي في سبتمبر/ أكتوبر/نوفمبر/ ديسمبر2011م. ٭ من المحرر لا نقدح في الإمدادات بوصفها مؤسسة ذات دور رائد في توفير الأدوية التي لا يغامر القطاع الخاص باستيرادها كالأدوية المنقذة للحياة وأدوية الطوارئ، ولكن نرجو أن تخضع إدارة المؤسسة للمراجعة، واختيار الرجل المناسب للجلوس على كرسي الإدارة.