حوار: روضة الحلاوي تصوير: متوكل البجاوي أكد الأستاذ عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي أن حزبه مازال يطرح خط إسقاط النظام وكل المعارضة متفقة على هذا الطرح، وقال حسن في حوار شامل أجرته معه «الإنتباهة» إن فكرة ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة جديدة لا تعنيهم بشيء لأنهم أصلاً يسعون لإزالة النظام كله، وتطرق في الحوار إلى قضية الملاسنات التي شهدتها الساحة السودانية مؤخرًا بين جماعة أنصار السنة، والدكتور حسن الترابي، مشيرا إلى أن السلفية كانو أعضاء في حركة الميثاق الإسلامي والجبهة الإسلامية القومية التي أسسها الدكتور حسن الترابي، كما تناول الحوار جملة من القضايا الحية التي تمثل الراهن السياسي في البلاد، وفيما يلي النص الكامل للحوار: كيف ترى الهجوم الذي شنّه رئيس جماعة أنصار السنة على الترابي ووصفه بأنه ليس من المجدِّدين بسبب إساءته للسلفيين رغم مساندتهم له في انتخابات «1986»؟ والله أنا أعتقد أن السلفيين عامة، ليس في السودان فقط، بل في تونس ومصر إذ أن هناك خلافًا فعلاً في المفاهيم الإسلامية بين السلفيين والإسلاميين حديثي التعليم المدني، وواضح جدًا الآن في تونس أن هناك مشكلة بين السلفيين والإسلاميين، ومع زعيم الحركة الإسلامية هنا في السودان، لكن صحيح القول إن السلفيين لديهم علاقة تاريخية في السودان بالذات قوية وقديمة جدًا مع الإسلاميين، فالسلفيون أيدوا جبهة الميثاق الإسلامي بعد ثورة أكتوبر مباشرة وكانوا في قيادتها.. الشيخ الهدية الله يرحمه وآخرون من السلفيين كانوا في المكتب السياسي لجبهة الميثاق الإسلامي أيدوها في الانتخابات بل في مناطق هناك أفراد ترشحوا باسمهم وكانت العلاقة جيدة جدًا بينهم وبين جبهة الميثاق، وأيضاً بعد الانتفاضة عام «85» كان السلفيون جزءًا من الجبهة الإسلامية القومية، فالعلاقة التاريخية بين السلفيين والحركة الإسلامية في السودان علاقة قديمة جدًا، صحيح الآن بتطور الزمن وانبثاق الحركات الإسلامية وظهورها في مصر وتونس وفي السودان القضايا تجددت حول الدستور وغيره، فظهر هذا الخلاف، لكن أنا أرى أن هذا الخلاف «ما مفروض» أن يتطور إلى ملاسنات وأن يعرِّض بعضُهم ببعض لأنهما الاثنين حركتان إسلاميتان ومقصدهما واحد وهو الدفاع عن الإسلام، وقد تختلف المفاهيم بين الناس لكن في النهاية هناك أهداف مشتركة بين الإسلاميين والسلفيين وليس من الحكمة أن تكون بينهما هذه الملاسنات. هذا رأيك رغم وصف زعيم السلفيين للترابي بأنه ليس مجددًا وإنما يستند في آرائه إلى الفلاسفة والمعتزلة، أليس كذلك؟ أرى هذا حماسًا وردود فعل على اتهام لكن هو لا يستطيع أن يحكم على الترابي هذا الحكم لأن الترابي أفكاره منشورة لكل الناس وهم مقدرون أن الترابي رجل مجدد له أفكار تجديدية، والترابي لم يقل أنا فقيه أُفتي لكن هو مفكر مجدد في الفكر الإسلامي، وهناك طبعًا فرق بين الفقيه والمجدِّد، يعني الترابي ماقال أنا بتاع فتاوى. رأي الترابي في المسيرات التي خرجت رفضًا للفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم كان مخالفًا للرأي العام لدى المسلمين.. كيف تبرِّرون هذا الموقف؟ هو لم يعترض على المبدأ.. إن المسلمين يحتجون ويتظاهرون أمام السفارات لكن احتجاجه على الطريقة التي فيها تجاوز على السفارات والهجوم والقتل في ليبيا والحرق في مصر وهنا في السودان السفارة الألمانية والبريطانية ومحاولة الدخول للسفارة الأمريكية يرى أن هذه الطريقة لا تليق بالمسلمين يعني المسيرة كمبدأ لا يعترض عليها؟ لا.. أبدًا لا يعترض عليها. وهو قبل ذلك سار في مسيرات لم يعترض على مبدأ الاحتجاج، ويعتقد أن المسلمين حقوا يحتجوا ويظهروا للعالم الذي يحمي عقائده هو ويمنع الناس الآخرين عندما يتحدثون، مثلاً الذين يتحدثون عن اليهودية وإسرائيل يمنعونهم منعًا باتًا ألا يعرِّضوا بالمسيحية أو اليهودية لكن لا يمنعونهم بدعوى حرية الرأي عن الإساءة للإسلام وتشويه صورة الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن هناك من يقول إن حزبكم يرفض مثل هذه المواقف ؟ نحن مع إظهار الاحتجاج القوي جدًا لدى السفارات على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وضد المعايير المزدوجة التي يتبعونها، فهم في مسائلهم الخاصة يستخدمون وسائل المنع، لكن عندما يتعلق الأمر بالمسلمين يقولون هذه حرية الرأي، في وقت هذه المسائل لديهم مقيدة ولا مساس بها، لكن معتقدات المسلمين والمساس بها فهذه عندهم حرية الرأي. كيف ترى اعتزام المؤتمر الوطني ترشيح البشير لولاية رئاسية أخرى كحزبٍ؟ نحن ضد أن ينتظر حتى نهاية الفترة ليترشح، نحن كحزب نطرح خط إسقاط النظام.. والمعارضة عمومًا ضد حزبه وضد النظام أن يكون موجودًا حتى يترشح أو لا يترشح، وكل الأحزاب المعارضة متفقة على أن يزول هذا النظام ومن ثم لا يترشح الرئيس أو خلافه. بروف إبراهيم أحمد عمر قال إن الشعبي لم يعد حركة إسلامية وليس من أعضائها؟ «قال بعد أن ضحك»: أنا أعتقد أن هذا تعليق ساذج، ساذج، وأن الشعبي لم يعد جزءًا من الحركة الإسلامية لأن الحركة الإسلامية هي ليست محدودة أو مقصورة على جهة بعينها، هناك حركات إسلامية قائمة في بلاد مختلفة بل في بلاد غير عربية ومن ثم ليس هناك حجر على الحركة الإسلامية ليقول «هو الحركة الإسلامية» والآخرون ليسوا حركة إسلامية.. الناحية الثانية إبراهيم أحمد عمر ليس من مؤسسي الحركة الإسلامية، إذا كان يتحدث عن الترابي فإن «الترابي» من مؤسسي الحركة الإسلامية، نحن قبله في الحركة الإسلامية حتى من ناحية وجودنا في المدارس والجامعات.. فأنا أعتقد أن تعليقه غير لائق وليس في محله، فهو يقول هذا ليس معنا في حركتنا الإسلامية السودانية.. نعم الحركة القائمة الآن التي تبناها المؤتمر الوطني نحن لسنا جزءًا منها أما أن يحكم أننا لسنا حركة إسلامية فهو لا يستطيع أن يقيم الحجْر على الحركات. هناك حديث للسنوسي بأن عضويتكم تبخرت أو تراجعت.. هل هذا حقيقة والسنوسي أحد قيادات حزبكم؟ هذه طبعًا مسائل نسبية، فكل حزب يرى أن عضويته أكثر من الأحزاب الأخرى ومن الصعب أن تحدد، فالمؤتمر الوطني يقول لديه أكبر عضوية. أليس صحيحًا أن عضوية الشعبي وسط الطلاب قد تراجعت؟ لا.. لم تتراجع، فالشعبي لديه وجود وسط الطلاب وموجود داخل كل الجامعات.. والقطاعات الواعية والمتعلمة المؤتمر الشعبي موجود فيها.. هذا غير صحيح أنا لا أدري ماهو معيارهم هل هم «مسجلين» عضوية الشعبي. في الستينيات قدتم حملات أدت لطرد الحزب الشيوعي من البرلمان بعد إساءته للرسول صلى الله عليه وسلم، لماذا تراجع هذا لديكم بغيابكم عن المشاركة في الحملة ضد الفيلم الذي أساء له؟ نحن لسنا معارضين؟ من الذي قال إننا لم نشارك؟ وكان الخيار متروكًا لعضويتنا من يريد أن يشارك فليشارك أنا شخصيًا ابنتي شاركت «ومشت لغاية» السفارة الأمريكية. لكن على مستوى قياداتكم كنتم غائبين؟ يعني القيادات دي بفروزها كيفن؟ وهسع منو من قيادات المؤتمر الوطني كان في قيادة المظاهرات؟ الوزير كمال عبداللطيف كان هناك؟ كمال عبد اللطيف ما قيادي حتى لو مشى كمال لا يُعتبر قياديًا في المؤتمر الوطني، فكونه وزيرًا ما قيادي، كمال عبد اللطيف عمره ما كان قيادي. طيب كمال لو ما قيادي يكون شنو؟ وزير، لكنه ما مؤتمر وطني، أنا أعرفه جيدًا، كان سكرتيرًا لي، تجي تقولي لي كمال عبداللطيف؟، مع احترامي له يعني، لكن ما قيادي، لكن لو بالمشاركة أنا بتي كانت في المظاهرات أها يعني شنو؟! هل ابنتك مؤتمر شعبي؟ ابنتي إسلامية، أنا أقول خيار المشاركة عند الناس كان فرديًا وليس بالأحزاب، يعني الدعوة للتظاهر كانت فردية وليس بالأحزاب ما بقول منو من الناس شارك أو ما شارك لأنها كانت نداء عامًا للمسلمين تظاهروا دفاعًا عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، فالناس خرجت منهم الشعبيون ومنهم السلفيون وناس المؤتمر الوطني وهكذا.. ماذا يعني مشروع البديل الديمقراطي الذي تناقشه قوى الإجماع الوطني الآن وهل سيؤتي ثماره؟ نعم سيؤتي ثماره، لماذ ا لايؤتيها؟! مشروع البديل الديمقراطي سينجح وهذه الأحزاب ترى أن النهج الذي يسير عليه الحزب الحاكم الآن غير سوي وهي تريد إسقاطه، والدستور الذي يدعو له المؤتمر الوطني يريد أن يعمل دستورًا على مقاسه هو. ما حدود علاقتكم بالحركات المسلحة؟ ليست لنا أي علاقة بها، ونتعامل معها باعتبار أنها جهة تحمل السلاح ولديها قضية واختارت حمل السلاح، ونحن ننتهج العمل السياسي وليس السلاح، نحن الاثنان معارضان للنظام ولكن نختلف في الطريقة، هم اختاروا حمل السلاح ونحن العمل السياسي وليس السلاح، وإطلاقًا ليست لنا علاقة بهم، لكن نعتبرهم قطاعًا سودانيًا يحمل سلاحًا ويبدي آراءه ونحن لنا رأينا لكن علاقة عضوية بيننا وبينهم ليست موجودة. ما قراءتك للقاء الرئيسين البشير وسلفا؟ أنا أقول نحن صحيح معارضون للنظام لكننا نأمل أن يتم وئام بين الشمال والجنوب وأن تحل القضايا بينهما لأنه إن لم تحل القضايا فستظل العلاقة متوترة بينهما، وقد تؤدي في النهاية إلى حرب، ونحن نأمل أن تنجح المفاوضات حتى نتفادى تكرار نشوب حرب بين الشمال والجنوب وأن تُحل القضايا بينهما بالتفاوض ويعيش السودان وجنوب السودان في جوار آمن ويكون الشعبان متواصلين بعضها مع بعض، ومصالحهما مشتركة، وهذا هو رأينا وكل السودانيين في هذا التفاوض أو أي تفاوض لاحق.