بالرغم من أن الموقع المميز الذي تتمتع به محلية شرق الجزيرة وما تحمله من بشريات في مجال النهضة الزراعية علاوة على أن طريق مدني الخرطوم يمر عبر مدنها وقراها ما يجعلها بيئة صالحة للكثير من المشروعات والاستثمارات، إلا أن هذا الموقع المتميز لم ينعكس على واقع حاضرتها مدينة رفاعة وأريافها، فقد خرجت العام الماضي من برنامج تغطية القرى بالكهرباء الذي شمل ألف قرية على مستوى المحليات، ما أدى إلى إحداث تململ وسط المواطنين وقواعد المؤتمر الوطني، بل وصل الأمر إلى قيام رئيس لجنة التخطيط السابق بمجلس الولاية التشريعي، بشن هجوم على وزير التخطيط العمراني ويصف أداء الوزارة بالضعف في هذا الملف الذي حمّلت فيه الشركة مسؤولية القصور في تنفيذها ذلك المشروع حتى وصل الأمر إلى قيام الولاية برفع دعوى قضائية ضدها. كما أن الصراعات داخل المحلية التي بدأت في عهد الفريق /عبد الرحمن سر الختم ليمر عليها العديد من المعتمدين إلى جانب الصراعات في مجلس المحلية التشريعي حتى وصل الأمر إلى أزمة سياسية بين رئيس المجلس الأستاذ/تاي الله أحمد والمعتمد السابق /عمر محمد علي ليحاول الفريق من خلال تعيين د/خوجلي أحمد صديق معتمداً لشرق الجزيرة وهو من أبناء المحلية لامتصاص هذا الصراع السياسي . وعندما جاء البروفيسور /الزبير بشير طه قام بتعيين الأستاذ/تاي الله أحمد معتمداً برئاسة الولاية فكان هذا بمثابة إشارة إلى العديد من القيادات بتجدد الصراع من جديد، لتجيء فترة الانتخابات وسط عملية جراحية قادها نائب رئيس المؤتمر الوطني السابق /عبد الله محمد علي لإحلال قيادات جديدة بدلاً عن القيادات التاريخية ليقوم الوالي بتعيين الأستاذ/عبد المنعم عبد الله محمد الترابي معتمداً لشرق الجزيرة، علماً أنه كان المعتمد السابق للكاملين في محاولة لتعيين معتمد بعيداً عن المجموعات والتكتلات السياسية بالمحلية . إلا أن وتيرة الأحداث تصاعدت وارتفعت الأصوات مطالبة بإقالته نتيجة لضعف تنفيذ المشاريع التنموية بالمحلية لتجيء الأحداث الأخيرة عندما قام معتمد المحلية /عبد المنعم الترابي بمحاولة تنظيم عمل الحرفيين والصناع بحاضرة المحلية رفاعة ليقوم الوالي بالتدخل لإيقاف قرارات المعتمد بعد شكوى العديد من المواطنين للوالي مباشرة دون المرور عبر القنوات الرسمية ما أدى إلى إحتجاجه باعتبار أن هذا العمل من مهامه و اختصاصاته التي كفلها له الدستور ليقوم الوالي بإصدار قرار رقم(54) لسنة 2012 م بإقالته يوم الخميس 20-9-2012 م ويعلن القرار يوم الجمعة 21-9-2012 في إذاعة ودمدني عقب صلاة الجمعة، ويقوم بتعيين الأستاذ/عمر محمد بخيت حمد مدير الشئون الاجتماعية بالمحلية معتمداً لشرق الجزيرة ليؤدي القسم يوم السبت 22-9-2012م وهي أيام عطلة رسمية لتتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى. فقد حدثت عندما تم إقالة معتمد الحصاحيصا الأسبق وتعيين الأستاذ/محمد بشير عثمان معتمد الحصاحيصا السابق يوم العطلة. فهل يستطيع المعتمد الجديد/عمر محمد بخيت مدير الشئون الاجتماعية بالمحلية وأحد الكوادر الطلابية من تجميع المحلية، علماً أنه من أبناء قرية العريباب ريفي رفاعة، أما أن هذا الاختيار يأتي انتصاراً لإحدى المجموعات ضد الأخرى؟ أم أن حضور ناظر قبيلة الشكرية لمراسم أداء القسم بمثابة تزكية للمعتمد الجديد؟ كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات في المرحلة القادمة تنعكس على مواطن المحلية الذي عانى من التردي والإهمال واختيار العديد من المعتمدين للمحلية في إطار الموازنات والمجاملات السياسية.