أسطورة الكرة السودانية (جكسا) ولد في وسط أم درمان، من حواليه السوق وسوق القش وسوق الموية وزريبة الفحم ونادي الهلال. حيث ولِد في منطقة اشتهرت برموز سودانية مثل حسن عوض ومبارك زروق وعبد النور والمشرَّف وأبو العلا وعلي أحمد طه. ولد (نصر الدين عباس جكسا) ساحر الملاعب ونجم الكرة السودانية في وسط أم درمان بحي البوستة في 13/8/1944م. جدّه لأمّه (إدريس السائر) الذي جاء إلى أم درمان برفقة الإمام المهدي، وكان من المقربين إليه وشارك في تحرير الخرطوم، أصبح (إدريس السائر) مشرفاً على سجن أم درمان وبه اشتهر اسم السجن (سجن السائر). درس (جكسا) في الخلوة ثم مدرسة (الكتيَّابي) ثم حي العرب الأولية والعباسية الوسطى ثمَّ الفلاح. كان في طريقه لدراسة الطب ببلغاريا أو ألمانياالشرقية غير أن أقدار الرياضة كسبته إلى جانبها. نال جكسا دراسات بمعهد الدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم. بدأ الرياضة ب (كرة الشُّراب) ثمَّ انضم إلى نادي الربيع (درجة ثانية) لمدة ثلاث سنوات، واختير لاعبًا في منتخب الخرطوم. إكتشف موهبته الكابتن صديق منزول. تمَّ تسجيله لفريق الهلال في السابعة عشر من عمره، مقابل مائتي جنيه له، ومثلها لنادي الربيع. تألَّق نجمه عندما هزم الهلال المريخ 1/ صفر، وكسر سلسلة انتصارات المريخ على الهلال التي بلغت سبعة انتصارات متتالية. أحرز جكسا هدف الإنتصار الثمين. كان ذلك ليلة المولد موسم 6391 1964م. أشهر المباريات التي لعبها جكسا كانت بين السودان ومصر في الدورة الأولمبية وجرت بإستاد الخرطوم موسم 4691 1965م وانتهت بالتعادل 3/3، حيث سجَّل جكسا هدفين وسجل الهدف الثالث كوارتي (إبراهيم يحي الكوارتي). إشتهرت من إبداعات جكسا في تلك المباراة اللقطة النادرة التي تصوِّره طائراً يصوِّب الكرة من ارتفاع عدة أمتار، وكانت سبباً لإصابته بكسر في السلسلة الفقرية.. انتشرت شهرة جكسا في الأغاني الشعبية وفي تسمية البسكويت (بسكويت جكسا) و(طلمبة جكسا) وفي تفصيلة الملابس (جكسا في خط ستة). في الستينات بدأ انتشار فستان (الميني جوب) الذي حدوده (الركبة) ويكشف الساقين، ثم أعقبه فستان (المايكروجوب) الذي يرتفع عن الركبة عدة بوصات أو شبر أحيانًا، ويُظهِر بعض ما فوق الركبة. وكانت عبارة (جكسا في خط ستة) من عبارات المذيع الرياضي المبدع الراحل الشاعر طه حمدتو (شاعر أغنية الوسيم لأحمد المصطفى)، حيث كان تعبير (جكسا في خط ستة) يعني أن ساحر الكرة جكسا قريب جداً من المرمى في خط ستة وقاب قوسين أو أدنى من إحراز هدف. فاستخدم الشارع السوداني في الستينات عبارة (جكسا في خط ستة) ليطلقها على تفصيلة فستان (المايكروجوب). ولكن أنعم الله تعالى على فتيات السودان بأنوار الشريعة فانتقلن من ضيق (المايكرجوب) إلى سعة الزي الإسلامي. في ذاكرة الكرة السودانية العديد من روائع المباريات التي لعبها جكسا. مثل مباراة السودان ومصر في غانا التي انتهت بالتعادل هدفين لكل فريق، ومباراة الهلال وسانتوس البرازيلي التي انتهت 1/ صفر لصالح سانتوس، حيث واظب لاعب الهلال (ود الشواطين) على مراقبة الجوهر السوداء (بيليه) طوال المباراة مراقبة دقيقة حتى حرم العالم والسودان من إبداعات جديدة يسجلها (بيليه) على حساب الهلال والسودان. لقد راقب يومها (ود الشواطين) بيليه بطريقة إسماعيل حسن (معاي معاي زي ضلِّي) ونافس ملك المريخ (التقر) في لقب (ملك التغطية). وهناك مباراة الهلال و(فاسكودي جاما) البرازيلي والتي انتهت بفوز الهلال 2/1 وسجل جكسا الهدفين. جكسا رياضي شامل فقد كان يمارس السباحة والتنس وكرة السلَّة. في السينما يحبّ جكسا الأفلام التاريخية وأفلام الكابوي، ومن الفنانين يحبّ عثمان حسين وأحمد المصطفى وعبد العزيز داؤود والكاشف والكابلي، ومن مصر يحب أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب. تزوج جكسا من مدينة الأبيض وأهل والدته من أم روابة. لدى جكسا عدد من البنين والبنات منهم سارة وهاجر وإسراء. لم يكن جكسا لاعباً محترفاً. كان مثل نجوم جيله. حيث عمل جكسا بوزارة الدفاع وشركة (موبل أويل). اعتزل جكسا كرة القدم عام 1977م بسبب (الرياضة الجماهيرية) والتي يعزو إليها انهيار كرة القدم السودانية. غادر جكسا الملاعب إلى غير رجعة بسبب ما أسمته حكومة الرئيس نميري (الرياضية الجماهيرية)، وتلك حكاية رياضية أخرى.