طه: إن تولِّي الحركة الإسلامية للسُّلطة كان امتحاناً ونقلةً نوعيةً.. الخرطوم: صلاح مختار وضع النائب الأول لرئيس الجمهورية، أمين الحركة الإسلامية بالسودان علي عثمان محمد طه، حداً للجدل الذي يدور حول تجديد دورته لمنصب الأمين العام للحركة في المؤتمر العام المقبل. وشدّد بعدم وجود أي مجال للجمع بين الصلاحيات في الدولة والحزب في شخص واحد أو أن ينال الأمين العام دورة ثالثة، وحدّد لنفسه دوراً في المرحلة المقبلة بأن يكون من الناصحين للدولة والحزب من خلال مجلس الشيوخ، وبدّد مخاوف بعض الناس الذين يظنون أن في ذلك زعزعةً وتشظياً للحركة، وقال: «لا خوف على الحركة الإسلامية». وأكد عزمها قيادة التغيير وتجديد دمائها بدفع جيل جديد لقيادة الحركة الإسلامية، ومن ثَم قيادة الدولة. وأقرَّ بجود بعض الإخفاقات والتراجع شهدته الحركة الإسلامية. وقال: «إن انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية الآن لا يهدف إلى وصاية أو إلغاء دور أحد». وقال طه لدى مخاطبته المؤتمر الثامن للقطاع النسائي بالحركة الإسلامية أمس: «إن توسيع دائرة المشاركة وتجديد دورة القيادات دون تكريس السلطات، من القضايا التي لا بدّ من احترامها». وقال: «لا مجال لجمع الصلاحيات في الدولة والحزب في شخص»، ودعا إلى طرح الموضوعات والقضايا في المؤتمر العام المقبل بكل وضوح وصراحة وشجاعة وموضوعية لتحقيق الشورى. ودعا إلى إقامة شورى حقيقية. وقال: «يجب أن لا يضيق صدرنا من النقد»، مؤكداً التزام الحركة بالنهج الذي قامت من أجله وإقامة أمر الله في الأرض، وحثَّ عضوية الحركة ببذل أقصى الجهد والاستعداد للتضحية، مشيراً إلى بعض المتربصين بالحركة الذين يسعون إلى استغلال الخلاف مدخلاً للهدم، وأوصى بتجديد العهد والتجرد والاستعداد للعطاء دون انتظار الجزاء. وقال طه: «إن الفضاء الإنساني مجال لنشاط الحركة، نتفاهم ونتعامل مع كل الجماعات والطوائف والأحزاب التي تؤمن بذات الأهداف». وأكّد أن قيام الحركة كان تكميلاً وسد ثغرة بالتركيز على تأكيد دور الإسلام. وأشار إلى أنّ تولّي الحركة السلطة كان امتحاناً ونقلةً نوعيةً. وقال: «إن ما نتخذه من اجتهادات وفقه في الحياة، يتجاوز تجربتنا القطرية»، داعياً للبحث عن مكامن القوة لمواجهة التحدي والتخطيط الذي لا يستحي أن يبادر بإعلان نواياه على الملأ، مبيناً أن ذلك من شأنه أن يُولد في الأمة دافعاً ذاتياً، ويعزّز ما جاء به القرآن من إخراج الناس من الظلمات، ويؤسس حركة نهضة جديدة للمواجهة. وشدّد على أهمية أخذ الأوراق التي أُعدت في المؤتمر مأخذ الجّد لضمان عدم الإخفاق في التجربة.