نهر الدندر هذا العام قد شهد فيضاناً غير مسبوق وبلغ أعلى معدلاته بوصول منسوبه ل«16.60» متر علماً بأن أعلى معدل وصله النهر كان في عام «2003م» حيث سجّل «13.50» متر مما أدى هذه المرة بعد أن ثار وتمرد إلى تدمير أكثر من «5» آلاف منزل كلياً وقطع الطرق الشرقية التي تربط المناطق الشرقية بمدينة الدندر وعمل على إتلاف مساحات كبيرة من البساتين والزراعة المطرية فضلاً عن نفوق عدد من الحيوانية البرية والأليفة. حيث شرعت حكومة ولاية سنار في العمل التنفيذي الفوري لإعادة تأهيل الطرق شرق وغرب نهر الدندر بعد انحسار مياه النهر وبمعاونة كبيرة من حكومة المركز في عمل الردميات اللازمة ومعالجة القطوعات لتسهيل حركة المواطنين والعمالة للمشروعات الزراعية لإنقاذ الموسم الزراعي بتسهيل حركة العمالة لمباشرة عمليات الحصاد. وأشاد وزير التخطيط العمراني بسنار المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام بمجهودات وإهتمام المركز بفتح الطرق... وقال ل«الإنتباهة» إنه تم فتح حساب بالبنك الزراعي لكل من يريد أن يتبرع لمتضرري فيضان نهر الدندر على أن توجه هذه التبرعات للمساهمة في بناء مساكن للمتضررين مشيراً إلى أن العمل في فتح الطرق بدأ منذ تأريخ 28 سبتمبر حيث تم الآن فتح الطريق حتى منطقة التكينة والعمل مستمر لفتح الطريق عند خور التكينة وهي أكبر وأعمق منطقة إنقطع فيها الطريق ومن المتوقع ان يكتمل العمل فيه غداً السبت وسيعقبها العمل في كبرى ود الحسن الذي لا يستغرق يوماً واحداً وبهذا يكتمل العمل في فتح الطريق الشرقي الذي يعتبر حيوياً وهاماً ويساعد في حركة العمالة للوصول إلى المشاريع الزراعية للقيام بعمليات الحصاد والتي تقدر مساحتها ب 700 ألف فدان حيث تبقى معالجات بسيطة للوصول بردمية الطريق حتى أم بقرة مشيراً إلى عمل الردميات تعتبر خطوة أولى وسيعقبها إنفاذ كباري ومعابر بصورة هندسية تتلائم وكمية المياه الواردة من النهر إذا ما حدثت فيضانات مماثلة. وأكد مدير عام وزارة التخطيط العمراني المهندس علي المدني حمد النيل ل«الإنتباهة» إهتمام رئاسة الجمهورية بفتح الطرق المنقطعة بالدندر وكشف عن دعم النائب الأول لرئيس الجمهورية بمبلغ 2 مليون جنيه للعمل في إصلاح وفتح الطرق وقال إن للوزارة خطة تستعجل في إنفاذها بعد انحسار فيضان نهر الدندر والخروج من مرحلة صراع الفيضان وإغاثة المنكوبين وإدارة الأزمة إلى مرحلة المعالجة الجذرية عبر ملحمة علمية وواقعية ونهائية حيث تبنى الخطة على محورين الأول هو إعادة ربط الطرق وبناء الكباري والمعابر حتى يتمكن المزارعين من سهولة الوصول للمشاريع الزراعية خاصة وأن الولاية قد بدأت في عمليات حصاد السمسم وعلى أعتاب مرحلة حصاد الذرة مشيراً إلى أهمية الطرق في توصيل الخدمات للمزارعين وحركة المنتوج الزراعي للوصول إلى مناطق الإستهلاك والصادر مؤكداً تسخير كل آليات الوزارة وإستئجار 22 آلية أخرى من شركة سنار للطرق والجسور لدفع وتسريع عملية فتح الطرق. وقال إن المحور الثاني يتمثل في القطاع السكني وما يلي الوزارة فيه هو إيجاد مخططات سكنية بديلة في مواقع آمنة بعيدة عن مجرى النهر وحيث يتم توفير الخدمات لها والعمل على تجميع القرى ما أمكن لتسهيل عملية تقديم الخدمات فضلاً عن نقل الأجزاء المتأثرة من 62 قرية واقعة في خط الفيضان إلى مناطق آمنة ومرتفعة داخل القرى نفسها مع توفير الخدمات اللازمة وأكد 8 قرى تحتاج إلى نقل من مناطقها بعد أن دمرها الفيضان كاملاً أن عملية ترحيل المتضررين إلى مواقع بديلة تسبقها عملية أولية وهي المسح الإجتماعي عن طريق لجنة مختصة وذلك لتلمس رغبات المواطنين حول الرحيل بجانب لجان أخرى كوّنت للمساحة والأراضي كل ذلك من أجل جمع المعلومات السليمة التي تساعد في تحقيق مبدأ العدالة في جانب المساعدات التي ستقدم للمتضررين في إشارة منه إلى صعوبات تواجه هذه اللجان من بينها صعوبة الوصول إلى بعض المناطق لإنقطاع الطرق عنها في الوقت الذي تتواصل فيه الخدمات للمواطنين عبر المراكب وقال من أولى أولوياتنا عمل كبري على خور العقليين الذي هو من الروافد المغذية لنهر الدندر والمواصلة في إنشاء الكباري الأخرى وذلك بالإستعانة بالدار الإستشارية بالخرطوم. وأوضح المهندس طارق سعيد عثمان مدير الإدارة الهندسية ل «الإنتباهة» أن الإدارة أنشأت معسكراً قوامه 42 آلية طرق بمدينة الدندر حيث تم تأهيل 12 كلم من الطريق الغربي مما سهل إنسياب حركة المواطنين والثروة الحيوانية فيما تعمل الآن الآليات بخور ود الحسن حيث يتم تشييد كبري بمواصفات عالية كما ستجرى دراسات فنية لتشييد الطرق والمعابر والكباري ومواقع القرى البديلة بعد تحديد تضاريس المنطقة لتنفيذها بالصورة التي تجعلها في مأمن من مثل هذا الفيضان. وتوقع عوض محمد عبد الكريم المدير الإداري بوزارة التخطيط العمراني انخفاض في أسعار الأضاحي إذا ما تم ردم الطريق عند خور ود الحسن والذي من معوقات العمل فيه عمليات الهدام بسبب التيار وتوقع أن يكتمل العمل فيه اليوم مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من المواشي محجوزة عن سوق مدينة الدندر بسبب انقطاع هذا الطريق وما يؤكد ذلك وجودنا لأصحاب المواشي مع العاملين في فتح الطريق مترقبين اكتماله بفارغ الصبر