ما زالت الإنقاذ تقدم في أمر الشريعة رجلاً.. وتؤخِّر أخرى.. فلا هي قادرة على أن تعتمد على التي أخرت.. وقد ظلت تماطل في أمر الشريعة منذ ربع قرت من الزمان.. وأنا أقولها بالصوت العالي والجهير.. تماطل.. تماطل.. تماطل.. وإذا كان هذا الموقف غير المبرَّر وغير المقبول من شريعة الرحمن والذي ظلت الإنقاذ تتخذه عمرها كله إذا كان ذلك بسبب استحقاقات للمجتمع الدولي أو للمجتمع الأممي أو لأمريكا راعية الإرهاب في العالم فتلك استحقاقات ليس لنا فيها نحن معشر الشعب السوداني ناقة ولا جمل. ولا يُقبل بأي حال من الأحوال أن تكون الشريعة ثمنًا لهذه الاستحقاقات أو أن تكون إطاحة الشريعة هي ثمن لسكوت المجتمع الدولي عند هذه الاستحاقاقات. نحن نقول هذا الكلام بعد أن لم يبقَ لنا في قوس الصبر منزع.. وبعد أن أنفدنا كل ما عندنا من حسن الظن ومن جميل الصبر.. ومن طويل الأمل.. وأصبح صمتنا خصماً على آخرتنا.. بل وعلى دنيانا. إن على الإنقاذ أن تفعل أحد أمرين لا ثالث لهما.. إما أن تطبق الشريعة غداً.. غداً صباحاً باكراً.. وبدون دغمسة.. وبدون .. مماطلة.. وبدون إبطاء.. وبدون لجان.. إما أن تفعل هذا .. وإما أن تترجل.. وتترك مقاعدها لرجال ليس عليهم استحقاقات للمجتمع الدولي من أي نوع.. إن مراجل أهل السودان اليوم تغلي وتفور.. بسبب موقف الإنقاذ غير المبرَّر وغير المقبول من الشريعة مراجل رجالات وشباب الحركة الإسلامية تغلي وتفور.. مراجل ورجالات كل شباب السودان وكل نساء السودان مراجل العلماء تغلي.. مراجل الدعاة تغلي.. مراجل الأئمة تغلي مراجل المصلين في المساجد تغلي.. كل من له ذرة من الدين أو قطرة من التديُّن فمرجله يغلي. إن على الإنقاذ أن تحل هذه اللجنة المسماة لجنة الدستور فالدستور لا يحتاج إلى لجنة حوار.. بل ولا إلى لجنة صياغة إن كان الحرص على دستور الشريعة حقيقياً.. إن الدستور يحتاج إلى إعلان.. خاصة الدستور الإسلامي.. فقط إعلان من المذياع.. أو من التلفاز.. إنه لا يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء ولا إلى موافقة البرلمان.. ولا إلى موافقة المؤتمر الوطني.. ولا إلى موافقة الأحزاب.. ولا إلى موافقة الشعب.. مع أن الشعب هو أشد هؤلاء جميعاً حرصاً على الدستور وعلى الشريعة.. ما مجلس الوزراء.. وما البرلمان.. وما المؤتمر الوطني.. وما الأحزاب.. ما هؤلاء جميعاً حتى يُستفتوا في آية أو في كلمة من كتاب الله بعد أن قال تعالى «فلا وربك لا يؤمنون»؟ نعم فورب محمد صلى الله عليه وسلم لا يؤمنون ما داموا يحسون بالحرج في صدورهم أمام المجتمع الدولي من فكرة تطبيق الشريعة. أين النشامى من شباب ورجالات السلفيين؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من السلفية حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!! أين النشامى من أهل التصوف وأهل السلوك؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من التصوف ولا من السلوك حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!! أين النشامى من شباب الحركة الإسلامية ومجاهديها؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم حظ من الجهاد ولا من المجاهدة حتى تعذروا الله في أمر الشريعة!! أين النشامى من علماء السودان ودعاته وفقهائه؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم حظ في العلم ولا في الدعوة ولا في الفقه حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!! هل هذا تحريض؟نعم هو والله تحريض.. ولو استطعت أن أحرض الأجنة في الأرحام.. والنطف في الاصلاب لفعلت ولماذا لا أفعل وقد سودت الإنقاذ وجه أهل السودان أمام إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. كنا بالأمس السابقين الأولين.. وها هو الربيع العربي الذي هو حقيقة ربيع إسلامي يضعنا في ذيل القائمة وها هم الإخوة في تونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي ليبيا وفي اليمن .. وفي مصر يا رعى الله مصر وحفظها.. وفي الشام رغم حمامات الدم فهي تسير بخطى حثيثة في طريق الربيع العربي الإسلامي.. ولسوف تلحق بالركب لا محالة بإذن الله.. ولسوف تتركنا نحن في سأسأة ووأوة وفافأة وتأتأة حتى يُخرج نشامى أهل السودان شمس الإنقاذ من مغربها.. يا أهل الإنقاذ.. خذوا حذركم.. واتقوا أخذ ربكم إن أخذه أليم شديد.. إن شريعة الرحمن لا تحتاج إلى إعداد.. وهي لا تحتاج إلى صياغة.. ولا هي محتاجة إلى إجازة.. إنها فقط تحتاج إلى إعلان.. وتحتاج إلى لسان صدق.. تحتاج إلى رجال من رجال الآخرة.. لا تكفي الواحد منهم إلا قادمًا منها أو مقبلاً عليها.. يا أهل الإنقاذ.. إنني أحرض أهل الإنقاذ على الإنقاذ قبل أن يحرض أعداء الإنقاذ أعداء الإسلام على الإنقاذ. أنموذج من استهداف الإسلام إن الندوة التي عُقدت في قاعة الشهيد الزبير بمجهود مشترك بين صندوق الأممالمتحدة للسكان ووزارة الإرشاد والأوقاف هي دليل واضح وفعل فاضح يبين حقيقة ما تكنّه الإنقاذ للشريعة. ومتى كانت دولة الشريعة في حاجة إلى دولارات الأممالمتحدة وصندوقها القبيح الذي من سياساته تقليل نسبة النمو السكاني في دولة العلم الإسلامي وعلى رأسه السودان ومصر.. الندوة حول زواج القاصرات.. ومن الغرائب التي لا تدل إلا على الجهل أن إحدى الصحف خرجت علينا بعنوان على صفحة رئيسية يقول إن د. محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان يوافق على زواج القاصرات!! الذي صاغ الخبر جاهل.. والذي قبله جاهل. والذي نشره جاهل.. وجهلول.. من فرح به وصفق له. فأقول ابتداءً إنني لم التق بالأخ الدكتور محمد عثمان صالح ولكنني أؤكد يقينًا أنه لم يقل ذلك.. ولا يمكن أن يقول ذلك لأنه رجل عالم ورجل ثبت وهو يعلم أنه ليس في الإسلام قضية اسمها زواج القاصرات.. بل هي قضية في أدمغة وأفئدة عبدة الدولار عندنا وأعداء الإسلام عندهم.. والزواج منوط بالولي.. والولي هو الذي يقبل أو يرفض وهو الذي يحدد ما إذا كانت ابنته سوف تتحمل تبعات الزواج ووظائف الزواج أم لا!! الأمر لا علاقة له بقرار حكومي ولا أممي.. الأمر شريعة.. أما زواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من السيدة عائشة والخوض فيه بغير علم فهو حري بأن يُلقي الخائضين في تنور حام من جهنم.. لسوف نعود بالتفصيل لهذه المسألة إن شاء الله. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.