٭ بين رؤيتين مختلفتين داخل أمانة الشباب بالحركة الإسلامية تقول إحداها إن الحركة الإسلامية لم يتم حلها وإنما عبَّرت عن نفسها بشكل آخر هو المؤتمر الوطني الذي أرادت أن تطل به على الشارع العام والمجتمع السوداني، وتقول الأخرى إن الحركة الإسلامية قد غابت كتنظيم ما يقارب الأربعة والعشرين عاماً ومعظم جيل الشباب الحالي من الإسلاميين لم يروا تنظيماً مباشراً لها، بين هاتين الرؤيتين ينعقد اليوم مؤتمر قطاع الشباب بالحركة الإسلامية الذي سيخاطبه النائب الأول لرئيس الجمهورية الأمين العام للحركة الإسلامية الأستاذ علي عثمان محمد طه تحت شعار «معاً نصنع النهضة.. نقود التغيير».. وهنا نتساءل: هل الذين يتحدثون عن عدم حلها وإنما قامت حولها دائرة خارجية حسب ما يفهم من رؤيتهم هي حشد العضوية لحزب المؤتمر الوطني هل ينسجم هذا «الشعار» مع ما يرون؟ وهل الذين يتحدثون عن غياب الحركة الإسلامية عن الساحة لما يقارب ربع القرن يرون أن رفع هذا الشعار «النهضة والتغيير» مناسب لتحضيرها على الساحة من جديد؟! أما «الشعار» نفسه، فماذا يعني بالنهضة والتغيير؟! إن الحث على النهضة يؤكد أن هناك قعودًا وإخلادًا إلى الأرض، وهذا يؤكد الحقيقة التي يراها القائلون بأن الحركة الإسلامية قد غابت منذ أكثر من عقدين من الزمان، وهي رؤية المسؤول السياسي بأمانة الشباب بالحركة الإسلامية السيد حامد ممتاز، وربما ما زال متأثراً بخطاب «المؤتمر الشعبي» الذي عاد منه إلى «المؤتمر الوطني» قريباً، وكذلك «التغيير» ترى الإشارة إليه في رؤية حامد ممتاز فهو يقول في حوار صحفي «نسعى لترتيب الحركة ومراجعة أدبياتها ومنهجها». إذن هو السعي «للنهوض والتغيير». لكن صاحب الرؤية الأخرى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله التي تشير إلى وجود الحركة الإسلامية وأنها لم تتعرض للحل إنما حُل فقط مجلس شوراها بعد أن فوّض بعد انقلاب 1989م سبعة أعضاء على رأسهم حسن الترابي للترتيب للمرحلة التالية للانقلاب ترى كيف ينظر إلى هذا الشعار «النهضة والتغيير» من خلال رؤيته؟!. هو يقول إن مؤتمر شباب الإسلاميين سيناقش تحديات الواقع والإصلاح والصعوبات التي تواجه الحركة الإسلامية.. لكن أين كل هذا في الشعار «النهضة والتغيير»؟!.. إن ما سيناقشه المؤتمر يكون من أجل المواكبة والمضي في اتجاه استشراف آمال في صورة إيجابية للمستقبل، ولعل المستقبل السياسي في السودان سيكون من صالح الحركة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإسلامية الأخرى بعد اندلاع ثورات الربيع العربي التي اصطبغ جانب كبير جداً منها بالصبغة الإسلامية، وها هو مؤتمر الشباب يستضيف كما هو مفترض وفودًا من دول ثورات الربيع العربي وتركيا وغيرها. ترى هل نقول بأن هذا «الربيع العربي» هو الذي أحيا من جديد الروح في الحركة الإسلامية وجعلها تستصحب ماضيها بعد أن كاد ينعزل عن حاضرها ومستقبلها بوجود المؤتمر الوطني؟! ربما يكون الربيع العربي وقبله النشاط الإسلامي في تركيا هو الحافز لهذه الهمة التي نراها الآن من قِبل عضوية الحركة الإسلامية. هذا النشاط الدؤوب للحركة الإسلامية ربما يعيد من جديد فكرة جبهة الميثاق الإسلامي التي نفذت في ستينيات القرن الماضي. فهل ستعود الحركة الإسلامية رائدة لهذا الماعون الإسلامي الواسع من جديد وهي تحكم البلاد؟!