أبدأ حديثي معك بالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وأنقل إليك امتعاض أهلك بالدامر من مقال أوردته بصحيفة الإنتباهة دعوتنا به لخيار الحرب دون مؤشرات مسبقة فالمساس بتاريخ الدامر يعني جرنا لحرب ما كنا نتمنى أن تكون في مواجهة ابن من أبناء المدينة، فقد ترعرعت بين ترابها الغالي وأرضعتك من ثديها العلوم والمعرفة حتى أوصلتك لدخول جامعة الخرطوم فأهديتها سماً زعافاً بكلماتك الواردة بالمقال والتي تحتوي على معلومات مغلوطة عن نشأتها وتقليل واضح لشأنها ولنستعرض حديثك للقارئ ليقف معنا على حجم النكران للجميل فإلى النقاط التي اختلفنا فيها معك: أوائل السبعينيات من القرن الماضي كان عمنا المرحوم عباس عبد الماجد محافظاً لمشروع الجزيرة.. وكانت وظيفة محافظ مشروع الجزيرة لها من الهيبة والمكانة الرفيعة قدر كبير، ويبدو أن ذلك قد حدث منذ إنشاء المشروع مع افتتاح خزان سنار في عام 5291م، حيث كان محافظ المشروع بدرجة وزير ويعادل حاكم الولاية، ولأن الحاكم كان انجليزياً ومحافظ المشروع «برضو إنجليزي»، فقد تساوت الدرجتان وصار أحدهما مقيماً في بركات برئاسة المشروع والثاني في ود مدني رئاسة الولاية. وهو تقريباً ما حدث في مدينة الدامر، حيث يقيم محافظ المديرية آنذاك، ومدينة عطبرة حيث رئاسة السكة حديد، وفيها يقيم الخواجة مدير السكة الحديد وهو في نفس درجة الخواجة مدير المديرية، وهذا ما جعل حتى اليوم مكتب والي ولاية نهر النيل ومنزله في مدينة الدامر التي تبدو أصغر وأقل شأناً من مدينة عطبرة» انتهى. وقبل أن أبدأ ردي عليك تحضرني أبيات شعر خطها أستاذنا وخالنا الجليل فرح يوسف عبد الماجد أطال الله عمره في السبعينيات من القرن الماضي مخاطباً من خلالها عشقنا دامر المجذوب: أمَّكِ الفقهاء من كل مذهب وكنتِ للطلاب حصناً آمناً وكنتِ حرباً على الدخيل وعونه تصليه ناراً إن تقهقر أو دنا فشتان ما بين أحرفه وأحرفك فمتى كانت الدامر أقل شأناً من غيرها وشتان ما بين مدينة أُسست على نار القرآن قبل مئات السنين وأخرى صنعها الإنجليز لتجارة يبغونها وخيرات يسرقونها، ولا أظن أن المراجع التاريخية تنقصك بعد أن بات العالم قرية صغيرة بفضل التقدم التكنولوجي ونلت أعلى الدرجات العلمية بفضل بداية تلقيك العلوم بخلاويها والتي لولا ارتيادك لها لكنت اليوم أقل شأناً من وضعك الحالي. أخي الدكتور عبد الماجد تقدمت وانبريت للكتابة إليك لأننا بالدامر نسعد بوفاء أبناء المدينة ونتألم للعقوق البائن بحروفك والتي كنا نتمناها دفاعاً عن حقوق الدامر الضائعة بين المركز والقائمين بأمر الولاية والمتابع لكتاباتك يجد اهتمامك بترحيل الجنوبيين المقيمين بالسودان يفوق اهتمامك بمرضعتك للعلوم. ونؤكد لكم مرة واثنتين وثلاثًا أننا لن نسمح لكائن من كان أن يقلل من شأنها يوماً والعاق للنار أقصد الني للنار. ونحسن الظن تأدباً موروثاً من مجتمع الدامر ونحسب أن ماورد بمقالكم خطأ غير مقصود إلى أن يأتينا ردك. والشبكك معانا يحلك يا دكتور قول آمين عبد العظيم حاج عمر عبد القادر 62/ أكتوبر 2102م. ٭ كسرة: شكراً لولدنا عبد العظيم. وبالطبع لم نقل شيئاً يضير مدينة الدامر وقلنا إن عطبرة مدينة مصنوعة صناعة وأن الدامر «تبدو» وبهذه المناسبة نذكِّر بقصيدة المهدي المجذوب «ألا يا دامر المجذوب لا أنت قرية بداوتها تبدو ولا أنت بندر».. وبالطبع سنعمل سوياً كلنا على رفعة مدينة الدامر وجعلها «تبدو» أحسن من عطبرة خاصة وقد درسنا في مدرستها الوسطى في الستينيات. ٭ كسرة ثانية: قالت الصحف أمس إن الجيش الشعبي «الجنوبي» يهدِّد الموسم الزراعي في النيل الأزرق وقالت إن جبريل يزور بانتيو هذه الأيام.. وقالت إن لوكا بيونق يحرض دينكا نوك ضد الاتفاقية ويجهزهم للحرب.. هذا ما قالته الصحف عن الطرف الآخر أما عنّا فقد قالت الصحف إنه يومياً تذهب للجنوب أربعمائة موتر حمولة كل منها لا تقل عن ثلاثمائة كيلو من الحبوب والدقيق والصابون وقالت إن الذرة وصلت الجنوب وقالت إن الاستعدادات تجري لتوصيل البترول الجنوبي وقالت إن كل حاجة تمام مع الجنوبيين. طيب يا جماعة بعد كل هذا أين يقع موضوع الترتيبات الأمنية.. أخشى أننا سوف نجعل الجماعة ديل يأكلون ويشربون ويصدرون البترول على حسابنا وننسى «حكاية الأمنية» وتكون الحريات فعلاً أربعمائة.