شرعت اللجنة القومية لتأبين الراحل فتحي خليل محمد والي الولاية الشمالية برئاسة الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في الإعداد لهذا الحدث الكبير وذلك بتكوين اللجان الفرعية وتقسيم العمل حتى يكتمل عند الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر أو الأسبوع الأول من ديسمبر القادم، وقد شهد الاجتماع الأول بمقر مؤسسة الزبير الخيرية حضور كبير من عضوية اللجنة القومية وتدافعاً للمشاركة في تفعيل أعمال اللجان المتخصصة وذلك لما للراحل من مكانة خاصة وعظيمة في نفوس أهل السودان من أصدقاء وزملاء مهنة ورفقاء درب ومن لامسوه عن قرب وعرفوا فيه الكثير من الصفات العظيمة والأعمال الجليلة التي تحفِّز الجميع على المدافعة للمشاركة في حفل تأبينه. وقد عرفت فتحي خليل عندما كان نقيباً للمحامين وقبلها مرشحاً للجبهة الإسلامية في الثمانينيات في حلفاالجديدة، عرفته نقابياً عظيماً وهو يعمل لمصلحة الزملاء وخدمتهم، وعرفته مدافعاً عن نقابة المحامين أو اتحاد المحامين عندما حجب اتحاد المحامين العرب إبان رئاسة أحمد الخواجة وأمانة فاروق أبو عيسى، وقد قاتل الراحل فتحي خليل حتى تمكن من الحصول على عضوية اتحاد المحامين العرب التي حُرم منها ردحاً من الزمان وأحد أبناء السودان يُمسك بمقاليد الأمانة العامة ويريد عملية الإقصاء من مقر الاتحاد في مصر.. وعرفت فتحي خليل رئيساً للهيئة الشعبية لمناصرة الشعوب المستضعفة من أنحاء العالم ولجنة مناصرة القدس الشريف وعرفته خطيباً وقائداً فذاً في ساحات التظاهرات وقياداتها وعرفته وأنا أمثل اتحاد الصحفيين السودانيين في حملة كسر الحصار على الشعب العراقي الذي كانت تحاصره القوات الأطلسية براً وبحراً وجواً عندما طرنا بطائرتين محملتين بالمواد الغذائية والأدوات المدرسية للشعب العراقي وتلاميذ المدارس في العراق.. وعرفته والياً للولاية الشمالية قائداً ومعلماً وإمامًا بحكم القانون في كل أمر من الأمور لا يحيد عنه، وعرفه شعب الولاية عفيفاً.. خفيف الدم.. متواضعاً.. يريد أن يعرف تفاصيل الأمور بنفسه لا عن طريق التقارير.. فتحي خليل النقيب.. القائد.. الفقيه.. المنصف.. فقدته الولاية.. وفقدته الأمة.. ولكن ستبقى سيرته العطرة وأعماله الجليلة والتزامه الصارم بالقانون والأصول.. ألا رحم الله الراحل فتحي خليل وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء.. وحسن أولئك رفيقاً.