٭ ترى ما المقصود من قتل عشرات السوريين يومياً من المدنيين؟! هل المقصود هو تصغير حجم الأغلبية السورية التي ترفض استمرار النظام الطائفي في دمشق الذي يتدثر بثوب حزب البعث العربي الاشتراكي؟!. وكانت المجموعة الطائفية التي تحكم سوريا تظن أنها تحت ستار حزب البعث يمكن أن تجد التأييد من قطاع كبير من الشعب السوري، ولم تكن تعي أن الستار هذا من زجاج يكشف ما وراءه ويتعرض للتهشيم بحجارة الشعب المستاء جداً من هذا النظام الدموي منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويمكن أن نقول إن النظام السوري وجد واحدة من ضالاته في المظاهرات السلمية التي انطلقت في سوريا متزامنة مع هبة نسمات الربيع العربي، وهي محاولة تحجيم الأغلبية من الشعب التي ترفض هذا الحكم الطائفي الحاقد عليهم. وما نستغرب له أن النظام السوري رغم التحذيرات الإقليمية والدولية مازال مستمراً في قتل الشعب، وكأنه لا يخطر بباله أن كل هذه المجازر وحمامات الدم تضعه أمام مصير يجد فيه نفسه بعيداً عن السلطة.. ترى هل هناك ضمانات يطمئن بها نظام بشار الأسد استمراره رغم حمامات الدم التي يقيمها ضد الشعب السوري؟!. بعد عدة شهور من انطلاق الربيع السوري قال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن بلاده كانت بصدد التوقيع على تسوية مع النظام السوري بشأن منطقة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام «1967م». وإذا كانت الأممالمتحدة هي الجهة الوحيدة التي يمكن أن تحسم الأزمة السورية لصالح حقن دماء الشعب السوري بواسطة القوة العسكرية الأمريكية، فإن هذه المنظمة الدولية كما هو مفهوم لا يسعها أن تتجاوز مصالح السياسة الخارجية الإسرائيلية، وكذلك واشنطن لا يسعها أن تفعل ذلك، أي أن مأساة الشعب السوري يمكن أن تقف أمام حسمها إسرائيل، وبهذا يستفيد النظام السوري من الكيان اليهودي رغم شعارات النفاق التي يطلقها ضد إسرائيل لتخدير الشعوب العربية والإسلامية. ولا ينبغي أن ننتظر نحن بوصفنا دولاً إسلامية الفرج للشعب السوري من جهات هي أيضاً تعتبر عدواً للدول الإسلامية مثل واشنطنوالأممالمتحدة والاتحاد الأوربي، وإنما المطلوب هو أن تقوم هذه الدول الإسلامية بخطوة في اتجاه حسم الأزمة الحادة جداً التي يعيشها الشعب السوري، ويمكن أن تكون هذه الخطوة هي طرد كل السفراء السوريين وإغلاق سفاراتهم، وسحب كل سفراء الدول الإسلامية من سوريا، وقد يبقى بعضهم هناك وعددهم «ثلاثة سفراء» يمثلون ثلاث دول إسلامية وعربية يقفون مع استمرار نظام البعث الدموي، لأنه في باطنه نظام طائفي. وهناك قوى خارج سوريا لا يهمها ما يؤول إليه النظام السوري من سقوط في نهاية المطاف واعتباره ثماراً للربيع العربي في سوريا، بقدر ما يهمها ألا تكون هذه الأغلبية من الشباب السوري مستقبلاً بحجمها الكبير الذي كان منذ بداية انطلاق التظاهرات.. وذلك كي لا تتأثر الأقلية الطائفية التي يمثلها حزب البعث الآن مستقبلاً، ولا تجد حظاً في المعادلة السياسية التي ستحكم البلاد بعد سقوط نظام بشَّار الأسد. وهذه طبعاً أهداف تتبناها جهات خارج سوريا وهي تدعم الآن هذا النظام السوري، وتضع تحوطاتها السياسية لاحتمال سقوط هذا النظام. وفي النهاية يبقى الشعب السوري ضحية مصالح مشتركة بين النظام السوري وهذه الجهات والكيان الصهيوني وروسيا والصين، لكن هل أغلبية الشعب السوري هم جالية أجنبية في سوريا؟!