دون شك هنالك صفات متميزة اتسم بها السودانيون بالمهجر وخاصة في دول الخليج حتى اصبح للسودانيين مواقع متميزة في اوساط الجاليات العربية والإسلامية في تلك الدول بما تميزوا به من الصدق والأمانة مما جعلهم في مصاف الجاليات المختلفة، وبل هنالك الكثير من المواقف التي اشادت بها حكومات تلك الدول وشعوبها عرفانًا لمواقف بطولية قدمها ابناء السودان في الصدق والأمانة ليشهد لهم التاريخ وسجلوا لنا اروع شهادات التقدير في صدر كل السودانيين بالمهجر في نماذج ومواقف متعددة ومتكررة، وتناقلت وسائل الاعلام المختلفة والمواقع الالكترونية العديد من تلك المواقف والتي تجسد امانة الانسان السوداني، ومن تلك المواقف التي ادهشت الجهات المسؤولة ما قدمه المواطن السوداني ابو آمنة والمقيم بالمملكة العربية السعودية من نموذج لأمانة وصدق الشعب السوداني وتعود تفاصيل القصة للمواطن أحمد بن عوف أبو آمنة وهو زميل ورفيق لعياش سوري الجنسية والذي وافته المنية، وبعد مضي فترة طالب المواطن السوداني ابو آمنة مدير الشركة أن يسمح له بشقة عياش ليسكن فيها هو وزوجته وتوأمين، لم يتردد المدير وبعث اثنين من الجنسية الآسيوية لنظافة الشقة، وذهبوا وكعادتهم رموا كل شيء في القمامة، إلا قارورتين من سائل «الكلوركس» كانتا في دورة مياه سكن أبو آمنة وذات صباح قامت أم آمنة لتغسل بعض ملابسه، ورفعت قارورة السائل وأفرغتها في الماء ثم رفعت الثانية وإذا بها ثقيلة غير أنها لا تصب فتحتها.. فإذا بصرها يرتد إليها من هول ما رأت.. غوائش من ذهب تلمع من شدة بريقها.. لم تحرك شيئًا.. وتأكد لها فوراً أن أبو عياش اخفى ثروة عمره وحصاد غربته داخل قارورة كبيرة شقت من أسفل ووضعت داخل دورة المياه تمويهًا للصوص، رفعت السماعة واتصلت بزوجها وما كان من ابو آمنة الا ابلاغ الشرطة واتصلت الشرطة بدورها بأسرة عياش.. وهذا نموذج النماذج المتعددة لما ذكرناه في المقدمة والتي تؤكد صدق وامانة معدن السوداني الأصيل والتي اصبحت سمة متلازمة له في حله وترحاله في كل البلدان العربية منها والغربية، والنماذج عديدة ولا يسعنا الا ان نزداد فخرًا بها وان نرفع رأسنا عاليًا هاتفين: انا سوداني انا..