ضجّت كاريكاتيرات الصحف برسومات داعمة لمقاطعة اللحوم في الوقت الذي تحركت فيه الحكومة عبر صدور توجيهات من النائب الأول لرئيس الجمهوريه علي عثمان باتخاذ التدابير اللازمة والسريعة لمواجهة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، صاحب ذلك تقديم تنوير قدمه والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر حول تدابير لمحاصرة ارتفاع السلع الأساسية عقب إعلان الجمعية السودانية لحماية المستهلك أن اليوم الأحد هو أول أيام حملة مقاطعة اللحوم التي سوف تستمر زهاء ثلاثه أيام والتي جاءت تحت شعار:« الغالي متروك» في أعقاب ارتفاع أسعار اللحوم بشكل جنوني أثقل كاهل المواطن البسيط.. ويؤكد رئيس الجمعية نصر الدين شلقامي أن الحمله لاقت رواجاً كبيراً وسط كافة فئات المجتمع المختلفة، مشيرًا إلى أن المستهلك السوداني يدفع أكثر من غيره مقارنة بنظيره في بعض الدول الأخرى وفي المقابل لايجد سوى المتدني منها في جميع المواصفات، لافتاً إلى أن الدولة لها دور كبير في تخفيض الأسعار وذلك بتقليل الجبايات والرسوم على المنتجين، مطالباً الدولة بضرورة السيطرة على الأسواق إضافة إلى تسهيل الاستثمار في تربية الحيوان في المدن الكبيرة المتاخمة للعاصمة بطرق حديثة، وطالب شلقامي الدولة بفرض سيطرتها على الأسواق وتسعير بقية السلع الأساسية مقارنة بالدول الأخرى. ويرى مراقبون أن كبح جماع الأسعار بالعودة لإنشاء الجمعيات التعاونية وتكوينها على مستوى الأحياء وتفعيل الجمعيات الرعوية وذلك من شأنه إلزام التجار بعدم المغالاة بينما نبه شلقامي إلى دور اتحاد أصحاب العمل والغرف التجارية في وضع هوامش ربحية للسلع وفرض قانون لها من قبل الدولة. جمعية حماية المستهلك وبحسب أنصارها يرون أن الحل يكمن في المواطن الذي بيده حق اختيار أي سلعة وشرائها من عدمه وهو ذات الاتجاه الذي ذهب اليه شلقامي بمطالبته للمواطن بالبحث عن بدائل عن أي سلعة ترهق جيبه، وقال: المواطن هو حجر الأساس في المقاطعة. جمعية حماية المستهلك لها رأي آخر يلي الحملة حيث كشف أمينها العام د. ياسر ميرغني عن عزم الجمعية على الاجتماع مع الجهات المعنية بعد انتهاء مدة المقاطعة من أجل وضع سعر محدد للحوم لا يجوز تجاوزه، ملوحاً عن توسع حملة المقاطعة إلى سلع أخرى إضافة إلى تفعيل قانون الديباجة المودع الآن منضدة المجلس التشريعي لولاية الخرطوم. ويصف البعض الوضع الحالي بالأسواق بالفوضى الكبيرة وسط غياب تام للأجهزة الحكومية في ظل ما أسموه بالتنصل من قبل المسؤولين معللين ذلك بإدخال سياسة التحرير الاقتصادي مسايرة بمقولة «الحشاش يملا شبكتو» فيما أكد عضو لجنة التجارة والاقتصاد والاستثمار بالمجلس الوطني عبدالله ميرغني أن الحملة إيجابية في مواجهة الغلاء مطالباً بتأمين للحياة لمواجهة هذا الغلاء وسط غياب تام للرقابة معلناً وقفته مع المقاطعة داعياً إلى توسيع دائرتها لتشمل بقية السلع. في الجانب الآخر للجهات التي تم الإعلان عن مقاطعتها حمّل تاجر اللحوم نورالدين بشرى المصدرين مسؤولية الارتفاع مبيناً أن المصدر الآن ينافس التجار من داخل حظائر الماشية في تلاعبه بالأسعار وبعقل التجار.. ومهما يكن من أمر فما بين إعلان المقاطعة ونأي «الجزارين» بأنفسهم من الاتهامات فإن جهات ما هي التي «ذبحت» المواطن !! بيد أن المهم في الأمر بحسب كثيرين أن لا يتم إلباس المسألة ثوب السياسة.