دهشت لمجرد رؤيتي الحشود الجماهيرية الكبيرة التي تميَّز الرجال فيها بالزي السوداني الأصيل الجلابية وهم على متن أسراب من عربات اللوري ومنهم من على الأرض ومن بينهم النساء والأطفال في «لواري» أخرى يقفون على طريق المرور السريع سنجة سنار ممّا جعل الكثير من سائقي السيّارات على الطريق يهدئون السرعة ويتساءلون عن أسباب التجمهر! «إن شاء الله خير يا جماعة؟».. وما هذه الحشود إلاّ لأهل الشرفة بولاية سنار التي تجمعت لاستقبال وفد وزارة التربية والتعليم بالولاية الذي جاء ليعلن ميلاد مدرسة فريق الشرفة لتعليم الرحل بفصل ومكتب... وعند وصول وفد الوزارة علت أصوات الرجال تكبيراً وتهليلاً وأصوات النساء بالزغاريد وصاحبت الابتسامة تكبيرات الأطفال وسط دهشة الزائرين لهم ممّا يؤكد قوة الرباط الاجتماعي لهذه القبيلة وفرحتها بالمولود الجديد المدرسة المتنقلة ورغبة أهلها في التعليم. وأكد وزير التربية والتعليم بولاية سنار دكتور أحمد رمضان داود اهتمام حكومة الولاية بتعليم الرحل والتواصل في فتح المدارس التي فاقت ال «100» مدرسة لاستيعاب أبناء الرحل مثمناً دعم ومساندة إدارة الرحل الاتحادية ومنظمة اليونيسيف وصندوق دعم الرحل لسنار في هذا المجال، وتعهد بإعطاء الرحل حقوقهم كاملة في التعليم لمحو الأمية واللحاق بركب التعليم فضلاً عن توفير كل مستلزمات ومعينات التعليم لمدرسة الشرفة موصياً أولياء الأمور بأن لا يشغلوا أبناءهم خلال فترة الدراسة بالرعي، ووجهت مسؤولة المرأة والأسرة والطفل بالولاية وصال عربي بعمل مركز اجتماعي بمدرسة الشرفة لتعليم الأمهات أمور الدين.. وحمل الوزير مدير إدارة الرحل بولاية النيل الأزرق رسالة شكر لوالي الولاية اللواء الهادي بشرى مؤكداً العمل الجاد لإنجاح التوأمة بين الولايتين. مدير عام وزارة التربية والتعليم بسنار محمد بابكر تعهد بإكمال المدرسة لأهالي منطقة الشرفة الذين رضعوا الكرم والشجاعة ليسهم الرحل في تطوير الولاية والبلاد ولتستنير المنطقة بأبنائها وترتقي.. وقال ما أجمل أن يتزين الكرم بالعلم.. وأضاف: «سنبادل ولاية النيل الأزرق ودًا بود وكرمًا بكرم» لتحقيق ما اتفقنا عليه في التوأمة في مجال التعليم. واستعرض مدير إدارة الرحل الاتحادي الأستاذ محمد علي الدود مسيرة تعليم الرحل في السودان التي بدأت في عشرينيات القرن الماضي إلى أن انتظمت في العام 1993م وقال إن ولاية سنار هي من أميز الولايات في اهتمامها بتعليم الرحل مشيراً إلى خطة إستراتيجية إسعافية بالتعاون مع منظمة قطر الخيرية من أجل استقرار تعليم الرحل. وكان للأستاذ محمد محمد صالح مدير إدارة الرحل بولاية النيل الأزرق ممثل وزير التربية والتعليم وصية لأهالي الشرفة حينما قال التعليم جمرة نار فمن قبض عليها تعلم وارتقى وتطور وقال إن مشاركته تجيء تأصيلاً للتوأمة بين الولايتين في مجال التعليم. فيما أكد رئيس اتحاد عمال الولاية حافظ أحمد الولي اعتماد الدولة كلياً على مصادر الرعي والزراعة في دعم الاقتصاد. وأكد مدير تعليم مرحلة الأساس الأستاذ النعيم محمد أحمد مساندة تعليم الأساس لتعليم الرحل مشيداً بوزير التربية الذي أولى اهتماماً بالتعليم ويتجول متفقداً المدارس من أجل الوقوف على المشكلات لتذليلها من أجل التميز... وقال مدير إدارة الرحل بالولاية عبد الله أحمد يوسف إن تعليم الأساس هو روح تعليم الرحل مؤكداً أن كل البروتوكولات والقوانين تتنزل من أجل مصلحة الرحل مشيراً إلى تسجيل أكثر من «100» طالب حتى الآن بمدرسة الشرفة معرباً عن أمله في أن تكون المدرسة منارة يتخرج فيها الأبناء والعمل من أجل رفعة الوطن. وأكد ممثل الشرفة عبد الله أحمد عبد الله أهمية المدرسة التي تمثل صرحاً علمياً كبيراً ويشع نورها ليهدي العقول إلى الصراط المستقيم وتعمل على الاستقرار، وأشار إلى كمية المواشي الكبيرة التي تمتلكها قبيلة الشرفة التي هي فرع من فروع قبيلة رفاعة ولكن ينقصها التعليم لتجوالها من أجل الرعي.