بحثت كثيرًا في أدبيات الثناء والشكر لأستعير قدرًا من ادواتها لأبعثها حبًا وتقديرًا ووفاءً لكل من اجزل العطاء واحتضن «الإنتباهة» في المهجر.. شكرًا نبيلاً لكل الذين افسحوا المجال لنا وقدموا لنا من الحقائق والمعلومات والإفادات التي لطالما كنا نسعى من اجل الحصول عليها، كم سعدت بالمنتديات واللقاءات وحتى الجلسات العفوية التي تمت دون ترتيب فكانت منتجعًا للتباحث والتفاكر والطرح الموسع والشامل لكل مشكلات الغربة وصعابها ومكتسباتها وحصاد المهاجرين فيها، كل الذين التقيتهم هنا في مكةالمكرمة او المدينةالمنورة او جدة تلك المدينة التي افلح السودانيون في ان يرسموا عليها ملامحهم ومزاجاتهم فكان مدهم قويًا وصعبًا على اهل جدة أن يواجهوا هذا المد بعد ان فرضوا اسلوبًا سودانيًا بحتًا ففقدت المدينة قدرًا من هويتها السعودية فالسودانيون هنا هاجروا بكل موروثاتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم الحياتية والاجتماعية. لن انسى أولئك الإخوة الذين اعتصرتهم الغربة حتى بان معدنهم الأصيل في حسن الخلق والأخلاق فهم صامدون رغم أعطاب الغربة ومآسيها وبلاويها وتقاطعاتها المؤلمة والحزينة كم تحملوا شقاء السنين وظلم الدولة وفقر الأسر المتعففة كنت حريصًا على الاستماع لكل الحكاوي والقصص والقضايا المحزنة والمفرحة والمفجعة فتكونت لديَّ قناعات راسحة بأن الغربة بحر عطاء ومستودع اسرار وقصص، وهي في ذات الوقت سترة حال وحصد منافع، وفي جدة لم اشعر بأني غريب او بعيد الدار رغم ان الغربة موصوفة بالوحشة والحرمان.. شكرًا للإخوة من جزيرة الخير والمحنة.. شكرًا لهذا النشاط والثراء الثقافي والاجتماعي الذي كنا شهودًا عليه.. وشكرًا نبيلاً للاخوة في بحر ابيض، ولن نتجاوز إخوة اعزاء من بني دنقل فهم اهل السبق في المهجر والقدامى الذين سلكوا دروب الغربة، هذا حق يجب ان يعطى لأصحابه. وفي مكة نفر كريم يقبضون على رسن العمل الانساني والطوعي ويحاولون كذلك انتزاع الشرعية والحق القانوني من «الفك القابض» يجتهدون كثيرًا في تجميل الوجه السوداني وارساء قيمه ومكوناته الاصلية، فهؤلاء اصبحوا جزءًا من اهل مكة العارفين بشعابها المدركين لحقيقتها، طوقوا «الانتباهة» في شخصي بعد ان تشربوا فكرة الصحيفة في المهجر واثنوا على جراءة طرحها لمشكلات المغتربين، وهذا الثناء اثقل علينا كثيرًا عبء المسؤولية ولكن سنظل اوفياء لكل ما يعن من قضايا ومشكلات لن نكون جزءًا من المشكلة او معولاً ولكن سنجتهد كثيرًا في البحث عن حلول ولن نتحدث بغير الحق. سنقول لكل الذين وعدناهم او وعدونا باللقاء في المهجر من اجل المزيد من التعريف بقضايا المهجر، نقول لهم سنكتب من الخرطوم بذات الأسلوب والمعرفة والحقيقة التي كتبنا عنها ونحن في حضن المهجر.. وعين الله ترعاكم «0912647861».