«فوزية» و«إبتهال» فتاتان سودانيتان، تقيمان مع ذويهما بالمملكة العربية السعودية لأكثر من عشر سنوات، كحال أبناء وبنات المغتربين الذين «أكلتهم» الغربة وسنواتها الطويلة تُشكّل البرامج التي تُناقش مشكلاتهم وتعكس أنشطتهم واحدة من الحبال القوية التي تربطهم بوطنهم السودان، وتنقلُ لهم عبير و«ريحة» وطنهم كما أفادتا في زيارتهما الأخيرة الى السودان قبل شهر. لكنّهما أشارتا الى أنّ هذه البرامج تنصرُ في الغالب على متابعة المهرجانات الكبيرة التي تُقيمها الجاليات هناك، إضافة الى الأحداث السياسية. وهو ما دعاهما للسؤال عن الكثير من القضايا التي يعاني منها جيل كبير وعريض نشأ في الخارج بعيداً عن وطنه وثقافته وتقاليده وتراثه وأهله، من أين لهذا الجيل أنْ يتعلّم هذا إنْ لم تنقله لها الفضائيات السودانية. دور إيجابي.. ليس بعيداً عن فوزرية وابتهال، ف سلمى عبد الله، والتي تُقيم بسلطنة عمان تقول بأنّ هناك فرقاً شاسعاً للفضائيات السودانية بين ما كان في السابق والآن؛ حيث كنا نكتفي فقط بمتابعة أخبار السودان عبر هذه الفضائيات، أما الآن فنحن نتابع أغلب البرامج التي تبثها هذه القنوات السودانية، بالأخص التي تهم شريحتنا «المغتربين»، وهو ماساهم في تخفيف «معاناة» و«عذاب» غربتنا، وبالمقابل كان لهذه القنوات دور إيجابي ومهم بالنسبة لأطفالنا، حيث ربطتهم كثيراً بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. لكن سلمى تُشير الى قلة برامج الأطفال وجودتها في القنوات الفضائية السودانية وعدم تطورها ومواكبتها لما هو متاح في القنوات الفضائية الأخرى. المتابعة بشغف.. و في ذات السياق ترى رزان محمد عبد الله المقيمة بالمنطقة الغربية من الملكة العربية السعودية «جيزان» وهي تتحدث ل «نافذة مهاجر» بأنّ ابنتيها تتابعان بشغفٍ شديد برنامج «قطار الشروق» الذي تبثه قناة الشروق الفضائية يومياً. للدرجة التي تقوم فيها بتسجيل البرنامج لهما في حال موافقته زمن دراستهم حتى يمكنوا من مشاهدته وقتما يحضروا للمنزل. نطمع في المزيد.. في المقابل يرى عبد الباقي إبراهيم «سوداني مقيمٌ بالرياض لما يقرب العشر سنوات» أنّ المغتربين السودانيين بالمملكة العربية السعودية وحدها أكثر من «550» ألف سوداني حسب إحصائيات سفارة السودان السنة الفائتة، وقال بأنّ هذا عدد كبير يستحق أنْ تُفرد له مساحة مقدّرة في خارطة برامج الفضائيات السودانية، واستدرك عبدالباقي بأنّ هناك فضائيات سودانية تهتم جداً بشريحة المغتربين واستدل ببرنامج «أوتار الحنين» الذي يربط السودانيين المغتربين بوطنهم وينقل أخبارهم. لكن عبد الباقي ابراهيم يقطع بالقول بأنّنا «نطمع في المزيد». برنامج واحد يكفي!! وفي ذات السياق قال مخرج برنامج «مراسي الشوق» الذي يبث عبر الفضائية السودانية شكر الله خلف الله ان برنامجًا اسبوعيًا متخصصًا بناقش قضايا وهموم المغتربين كافٍ لأن الفضائية السوداية كل ما تقدمه من البرامج المنوعة سواء كانت برامج سياسية او اجتماعية اواقتصادية... الخ فهي برامج مقدمة لهم وتربطهم بالوطن بطريقة مباشرة.