فريق ركن/ ابراهيم الرشيد علي/ الدفعة عشرين التحية لرفقاء السلاح وقدامى المحاربين الذين يزودون عن حياض الوطن ويرابطون على الحدود وفي الثغور تأمنياً للأرض وحماية للاستقرار والسلام.شاهدت في الأيام القليلة الماضية عرضًا تلفزيونيًا لعملية نوعية جريئة مشتركة بين القوات المسلحة الجوية والمشاه والقوات الخاصة نفذت في منطقة قيسان كانت الغاية منها والهدف من تنفيذها دعم القوة المرابطة في المدينة التي صمدت أمام هجمات الحركة الشعبية المتكررة في بسالة وثبات حتى نضب معينها من الذخائر والعتاد وكان لابد من إيصال الإمدادات لها ودعمها وتعزيزها بقوات إضافية لدحر القوات المعتدية وتمشيط المنطقة من بقاياهم. كان تنفيذ مثل هذه العمليات يتم عادة بقوات المشاه التي يتابع تحركها العدو ويعد الكمائن لها حتى يستنزف قدراتها وربما يعيق وصولها.. ولكن عملية قيسان التي تم الإعداد لها بدقة وبتنسيق تام بين المشاة والقوات الخاصة والقوات الجوية كما حدثنا ضابط القوات الجوية الذي استعرض مراحل الإعداد والتنفيذ بالتنسيق مع قوات قيسان المرابطة على الأرض حققت قدرًا كبيرًا من المفاجأة للقوات المعتدية واختصرت الوقت والجهد وعكست جرأة أفراد القوات المسلحة وقادتهم ومقدرتهم على تنفيذ عمليت جريئة كانت نادراً ما يتم الإعداد والتنفيذ لها. لقد كانت الجرأة في عملية الاقتحام التي قامت بها طائرات الهيلكوبتر تؤكد أهمية ودور القوات الجوية في مثل هذه العمليات كما أنها تدعو للاطمئنان أن القوات الجوية عنصر مهم مهما كانت المخاطر في مثل هذه العمليات، وهذا يتطلب تجويد التدريب المشترك بين المشاة والقوات الخاصة والقوات الجوية بالإضافة إلى عناصر الدعم المختلفة التي تتطلبها المعركة حسب ظروفها وطبيعتها. إن ما شاهدناه كان رائعاً، وما استمعنا له من تعليق كان مفخرة، وما تم من تنسيق وإعداد للملية يؤكد قدرات قواتنا المسلحة ويدعو للاطمئنان لها ويستوجب علينا مساندتها ودعمها معنوياً ومادياً.. فالتحية للقوات المسلحة من اتكاءة محارب ومن قدامى المحاربين، وبهذه المناسبة نكتب مذكرين الناس بتاريخ القوات الجوية ونشأتها وبعض من قادتها، فقد قامت في الأساس على أكتاف ضباط مشاة غرسوا نواتها ورعوا نشأتها حتى أصبحت قوة لا يستهان بها.. وقادتها من الرعيل الأول خرجوا من وحدات المشاة من الشرقية عرب والهجانة والغربية والشمالية وحامية الخرطوم وبعضهم جاء من مناطق العمليات من الجنوب وحط رحاله على جناح طائر.. التحية للقوات الجوية والتحية لقادتها من قدامى المحاربين الذين على قيد الحياة يعيشون بيننا والمغفرة والرحمة للذين فارقوا هذه الفانية لرحمة مولاهم.. والعزة والشموخ لقواتنا المسلحة ذات التاريخ الناصع والسيرة الطيبة على مر الدهور.