رغم أن برنامج الاجتماع الدوري لمنسقي الولايات الذي انعقد بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل لمناقشة تقارير الولايات حول المرض كان ضاغطًا لدرجة الإرهاق حيث يمتد من الثامنة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلاً لمدة ثلاثة أيام إلا أننا حرصنا على اختطاف هذه المساحة لنجلس مع مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز الدكتور إيهاب علي حسن ونتناول معه بعض الجوانب حول مرض الإيدز الذي يُعتبر الصمت عنه أحد أكبر وسائل انتشاره إذ أن مرضى الإيدز يمشون على قدمين بين الناس، وكما قال لي دكتور إيهاب »صحتهم أحسن مننا« فكان لا بد من بعض الإضاءات حول المرض خاصة وأن اليوم العالمي لمكافحة الإيدز سينطلق يوم »1« ديسمبر نهاية العام الجاري. سمعت كثيرًا عبارة »الفئات الأكثر عرضة« منهم؟ هم المعرضون للإصابة بحكم وضعهم الاجتماعي أو سلوكهم أو مهنتهم وهناك بعض اللاجئين ومن في السجون. ما هي أعراض المرض؟ هناك أعراض صغيرة غير ملاحظة مع الإصابة الأولى شعور كالزكام والحمى وآلام في المفاصل، أعراض عادية يمكن أن تحدث مع أي مرض إذا ذهب بها للمريض يمكن أن يصف له مضاد حيوي أو قد يقول له إنه لا يعاني من أي مرض بعد ذلك تظهر الأعراض التي تجعل الطبيب يشك في إصابة المريض بالإيدز كالحمى مستمرة والإسهال متواصل والصداع العنيف وظهور الأمراض الانتهازية وهي موجودة في جسم الإنسان ولكنها لا تظهر على الشخص العادي ذي المناعة الطبيعية كظهور الفطر في أماكن معينة من الجسم وليس بالضرورة أن تكون أعراض إيدز فقد تكون أعراض سرطان ولكن تحدد بالفحص وهناك أيضًا أورام سرطانية مميزة للإيدز« سرطان كابوسي« لو رآه أطباء الجلدية يعرفون أن المريض مصاب بالإيدز ومتى تظهر الأعراض؟ هناك عوامل تتحكم في ظهور الأعراض منها العمر، ومناعة الشخص، وجود أمراض أخرى تضعف مناعة الشخص كالسكري والسرطان فهناك شخص تظهر عليه الأعراض بعد »6« شهور وآخر بعد »15« سنة وآخر يمكن أن يموت بمرض آخر دون أن تظهر عليه أعرض الإيدز وعندما تظهر الأعراض فهذا يعني أن المرض وصل لمرحلة متأخرة والعلاج في هذه المرحلة يصبح غير فعّال. هل يعني حديثك أن من يكتشف المرض مبكرًا ويتعاطى العلاج يمكن أن يشفى؟ الإيدز لديه علاج ولكن لا شفاء منه، فالملاريا مثلاً مريضها يشفى بعد »5« حقن أما مريض السكري فلا بد أن يأخذ حقنة أنسولين يوميًا مدى الحياة وكذلك الضغط والسكري أما الإيدز فلديه علاج يجعل المريض في حالة جيدة ويستطيع أن يمارس حياته بصورة طبيعية ولكن لا شفاء منه. ذكرت في الاجتماع ربع السنوي لمنسقي الإيدز بالولايات الذي انعقد قبل أيام أن نسبة الإصابة بالإيدز في السودان (67 %) أي أقل من 1% هل هذه النسبة دقيقة؟ نظامنا في إجراء المسح يشبه نظام التعداد السكاني ولأن المسح عملية مكلفة لا يجرى كل سنة هناك مسح أجري عام 2002 وآخر مسح كان عام »2010« ويتم تحديث المسح بمعلومات تأتي من مصادر مختلفة مثل عيادات النساء والتوليد ومراكز الفحص الطوعي وحتى الآن لم يعلن تحديث 2012 والمسح هو الطريقة العلمية لتقدير نسبة الإصابة بالإيدز ولديها قواعد علمية متفق عليها عالميًا. كيف نكافح الإيدز؟ بالتوعية ثم التوعية ثم التوعية لأن الخطورة تكمن في أن مريض الإيدز يمشي على قدمين والمشكلة الرئيسية هي الصمت لأن المرض مرتبط بالسلوكيات لذلك يحجم الناس عن الحديث عنه ونحن في وزارة الصحة لا نملك أكثر من »20%« من أدوات المكافحة وما تبقى تتكفل به القطاعات الأخرى التي تعمل شراكات قوية مع البرنامج القومي لمكافحة الإيدز مثل الشبكة السودانية لمكافحة الإيدز التي تضم »72« منظمة ماذا يحدث في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز؟ يصادف الأول من ديسمبر من كل عام لتجديد الشراكات بقوة دفع جديدة للعمل ويستمر حتى فبراير وتقام فيه أنشطة عديدة مناصرة وتدريب وفحص طوعي وتوزيع مواد إعلامية لتقليل انتقال الإصابة من الأم للجنين وهكذا.