هبط الجنيه المصري إلى أدنى مستوى في ثماني سنوات أمام الدولار الأمريكي ، بعد ليلة من الاشتباكات الدامية حول قصر الرئاسة بالقاهرة خلفت سبعة قتلى ونحو 350 جريحاً. ونزل سعر صرف الجنيه إلى 6.1340 للدولار من 6.1170 جنيه عند إغلاقه ، مسجلاً أدنى مستوى منذ عام 2004، بينما هبطت البورصة نحو 5% بعد أن ألقت اشتباكات الاربعاء الماضي بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه بظلال قاتمة على اقتصاد البلاد المنهك بالفعل.فيما أدى الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة امس في دار الحرس الجمهوري وسط ضباط الحرس الجمهوري وفي وجود حراسة مشددة.وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن إجمالي المصابين في الأحداث والاشتباكات التي شهدتها محافظة القاهرة وعدد من المحافظات بلغت 27 مصابًا ولا توجد أي حالات وفاة. وقال الدكتور أحمد عمر، المتحدث الرسمي للوزارة، في تصريح له امس، إنه من بين هؤلاء المصابين 12 مصابا في محافظة القاهرة، من بينهم 5 مصابين في ميدان التحرير تم نقل 3 منهم إلى مستشفى قصر العيني ومصابين إلى مستشفى المنيرة العام، و5 مصابين أمام قصر الاتحادية تم نقل مصابين منهم إلى كل من مستشفى منشية البكري، وهليوبوليس، ومصاب واحد إلى مستشفى القاهرة التخصصي، ومصابين أمام مقر الحرية والعدالة بالمقطم وتم نقلهما إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر. وفي السياق طالب المجتمع الدولى جميع الأطراف فى مصر بوضع حد للعنف، وإجراء حوار جاد. فيما اعتبرت صحف عالمية أن مصر فى حالة حرب. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر هناك حاجة لعودة الهدوء ووقف أعمال العنف وإجراء حوار جاد بين الحكومة والمعارضة، ورسالتنا واضحة، هى أننا نريد أن نرى نهاية للعنف، وشدد على أن واشنطن لا تحكم على طرف أو آخر. ودعت نائب رئيس المفوضية الأوروبى كاثرين أشتون، الأطراف المختلفة إلى ضبط النفس، مشددة -فى بيان صحفى- على ضرورة استمرار العملية الانتقالية الديمقراطية التى خاضتها مصر. وقالت شبكة سى إن إن إن استيلاء مرسى على كل السلطات دفع البلاد لما يشبه الحرب. وقال موقع هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى إن عنف الإخوان ضد خصومهم استنساخ لأساليب مبارك الكريهة. بدوره قال نائب مرشد جماعة الإخوان في تصريحات لالأناضول إن الجماعة قادرة على حماية مقراتها ومنع مهاجمتها ولكن لم تفعل حتى الآن حيث اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن ما يحدث من حرق لمقراتها ومنها المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين وراءه أصابع خارجية. وقال محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول: ما يحدث من اعتداء على مقراتنا وراءه أصابع خارجية تريد لمصر ألا تستقر، ولا تريد لها أي نهضة مستقبلية، إلا أنه لم يكشف عن المقصود بتلك الأصابع. من جانبه دعا يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، القوى السياسية في مصر إلى تلبية دعوة الرئيس محمد مرسي للحوار اليوم (السبت)، مضيفا أن كل شئ قابل للنقاش خلال الحوار بما فيها تأجيل الاستفتاء. وقال القرضاوي، خلال خطبة امس بمسجد عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة، : أدعو الجميع.. كل الهيئات.. كل من له رأي ، ينبغي أن يجلس إلى إخوانه، يتكلم لهم، ويستمع إليهم. وأضاف: الرئيس محمد مرسي دعا الجميع للحوار اليوم (السبت) ، وأنا أدعو الجميع للاستجابة لهذه الدعوة، ويجلسوا ويقولوا ما شاءوا، كل واحد يرد على أخيه بالأخوة، لا نريد أن نتقاتل.واعتبر أن كل شئ قابل للنقاش خلال هذا الحوار ، بما فيها تأجيل الاستفتاء.وقال : لو وجد الجميع أنه لا بد من تأجيل الاستفتاء، إذا اجتعموا على هذا، واستمعوا إلى بعض.. يمكن أن يؤجل الاستفتاء ، يمكن أن يغير الاستفتاء، كل شئ قابل للنقاش. وفي الاطار أعربت جبهة الإنقاذ الوطني فى بيان لها منذ قليل تعليقًا على خطاب الدكتور مرسى، ودعوته للقوى الوطنية للحوار عن أسفها العميق وحزنها الشديد وأكدت أن خطاب الرئيس محمد مرسي، الذي ألقاه في وقت متأخر من مساء أمس، جاء مخيبًا لآمال غالبية الشعب المصري، ومخالفًا للمطالب المتتالية التي وصلت له بطرح حلول توافقية تساهم في الخروج بمصر من الوضع الكارثي الحالي وتحقن دماء المصريين.وأضافت الجبهة أن خطاب الرئيس كان مدهشًا في إنكاره للحقائق التي رآها الملايين في مصر وحول العالم على شاشات التلفزيون، ووثقتها الصحف، والتي تبين بوضوح أن الدماء المصرية الطاهرة التي سالت في محيط قصر الرئاسة بمصر الجديدة كانت بناءً على تحريض واضح وصريح من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس ومن حزب الحرية العدالة. كما شارك الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، عقب ظهر امس، في تشييع جنازة شهيدَيْ الجماعة في اشتباكات الاتحادية من مسجد الجامع الأزهر.وكان الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أبرز المشيعين، وطالب بديع خلال كلمة مقتضبة له شباب الجماعة بالصبر والسكينة عند المصيبة، وحذّرهم من مغبة الاندفاع والاشتباك مع أي طرف. وتقدم المحامي شريف جاد الله، منسق حركة المحامون الثوريون، بطلب إلى المستشار طلعت عبدالله، النائب العام، يدعوه فيه إلى البدء في اتخاذ إجراءات رفع الحصانة القضائية عن المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، وعرض الأمر على مجلس القضاء الأعلى لبدء التحقيق مع الزند. وفي الاطار أصيب 4 من أفراد الشرطة المصرية بجروح إثر انقلاب مدرعتهم شرق العريش على الطريق الدولي بشبه جزيرة سيناء، بحسب مصادر أمنية تحدثت لمراسل وكالة الأناضول للأنباء.
