المكان.. افتتاح المستشفى الجنوبي بالخرطوم.. الزمان.. قبل شهور قليلة.. ماذا حدث؟.. راعي الخرطوم يؤكد التزامه بتوفير الخدمات الصحية لرعيته.. ويبدو أن دكتور الخضر كان متابعًا جيد لمسلسلات شهر رمضان المبارك، ووضح ذلك من خلال إقحامه اهتمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في موضوع اهتمامه بالأوضاع الصحية وقال «انه بعد مشاهدته لهذا المسلسل سيعمل على الاهتمام أكثر بالرعية في الخرطوم»، سبحان الله والي الخرطوم لم يكن يعلم عدل عمر إلا من خلال مسلسل درامي تناول سيرة الفاروق!! «ما مهم» ولكن حديث الأخ الوالي ذهب مباشرة بمجرد خروج سيارته «الفارهة» من أبواب المستشفى، لتتواصل معاناة البسطاء من أهلنا في المستشفيات الحكومية ولا يجدون العلاج الناجع لا في مستشفيات الخرطوم ولا حتى غيرها من المستشفيات «الفخمة»، ولا يزال أهل الخرطوم ينتظرون توفر الخدمات الصحية والولاية عاجزة عن فعل ذلك، والدليل على هذا «هروب» الوالي ومعتمد الخرطوم من مطالبة أهل الرميلة في اللقاء «المصنوع» من ضرورة الاهتمام بالمركز الصحي، حتى أنقذهم النائب الأول بضرورة إكمال المركز، والدليل على ذلك البحث المضني لأهلنا في الريف الجنوبي عن المرافق الصحية ومستشفى جبيل الطينة «يترنّح» من عدم توفر الخدمات الصحية، ومركز صحي السليمانية غرب يهرب من جوفه الأطباء وخدمات التأمين الصحي والأدوية والمعمل ليصبح «خرابة» يسكنها البوم، والدليل على ذلك عجز حكومة الولاية عن افتتاح مركز صحي السليمانية شرق الذي استمرت صيانته أكثر من عامين ونصف العام وحتى الآن أهلنا في تلك القرية يبحثون عن العلاج في الخرطوم وغيرها من المناطق البعيدة، والدليل على ذلك الفوضى الكبيرة التي يشهدها مركز صحي القوز الذي يتعامل فيه الأطباء حسب «أمزجتهم» وفي ستين المرضى، ويكفي فقط أن إحدى العاملات في المركز وجهت عددًا كبيرًا من المرضى بالتوجه لمركز صحي المايقوما لإيجاد العلاج «النص ناجع» هناك لعدم حضور الطبيب، أمثلة كثيرة جدًا تؤكد الفشل الذريع لحكومة الخرطوم في توفير العلاج للمواطن البسيط الذي لا يقوى على مصاريف العلاج في رويال كير والزيتونة وغيرهما من المستوصفات الكبيرة. سيدي الوالي هل تعلم أن قناة «إلام. بي . سي» تعيد هذه الأيام مسلسل عمر بن الخطاب؟ نرجو أن تشاهده حتى ترى كيف كان الفاروق يحقِّق العدل بين رعيته وكيف كان يخاف الله في ظلم عباده وكيف كان يعيش ويمشي بين الناس يتفقد أحوالهم دون أن تفتح له «الخيول» الطريق، وكل هذا مخافة إن يلقى الله وهو ظالم لرعيته. في الواقع نرجو أن لا يتابع دكتور الخضر مسرحية الزعيم عادل إمام التي يقول فيها «الفقراء يدخلون الجنة» حتى لا تدخل أهل الخرطوم في جنان الله.