كثير من المنظمات والهيئات تعمل في مجال الدعوة إلى الله تعالى، لكن المنظمة التي نتعرف عليها في الحوار التالي تخصصت في مجال لا يعمل فيه أحد في السودان، إذ تخصصت منظمة«ويلكوم تو إسلام» في دعوة الوافدين إلى السودان خاصة الذين يتحدثون بغير اللغة العربية، وتقوم فكرة المنظمة على أن السودان في هذه الفترة التاريخية يقصده الكثيرون لشتى الأغراض مقيمين أو عابرين، فمنهم من يعمل في مجال الأعمال التجارية، أو موظفين في الشركات والهيئات العالمية، ويقصده البعض للدراسة وآخرون للسياحة، وهكذا تتعدد الأغراض لكن لاحظ القائمون على أمر المنظمة أن هؤلاء الوافدين لايهتم أحد بتبليغهم رسالة الإسلام وتعريفهم بها، فتواثقوا على سد هذه الثغرة والقيام بهذا الواجب. في مقر المنظمة بأركويت جلسنا إلى مدير المنظمة الأستاذ محمد نور علي عبد الله ليحدثنا عن أهداف وبرامج المنظمة، والأستاذ محمد نور من مواليد بورتسودان، درس كلية الشريعة بالمدينة المنورة وحصل على الماجستير في جامعة أم القرى، عمل في الكويت في وزارة الأوقاف، وبعثته وزارة الأوقاف الكويتية إلى الولاياتالمتحدة بعد أن لاحظوا أن الأمريكان السود بدأوا يتجهون الاتجاه السني، وقد رشحه لهذه المهمة المرحوم التجاني أبو جديري، وعمل إماماً للجالية في شيكاغو، ثم انتقل إلى سان لويس مديرًا للمركز الإسلامي، ثم عمل في مؤسسة هاردفورد سيمنري، ثم عاد في العام 2008م إلى السودان حيث عمل أستاذًا مشاركاً في جامعة إفريقيا العالمية بالمركز الإسلامي الإفريقي. أصبح مديرًا لمنظمة ويلكوم تو إسلام في العام 2009م. { هناك العديد من المنظمات العاملة في مجال الدعوة، فما هي دواعي تأسيس منظمة ويلكوم تو إسلام، ما الذي تميزتم به وآليتم على أنفسكم القيام به؟ ومن هم المؤسسون الأوائل؟ * تقوم رؤيتنا على أن السودان الآن أصبح جاذباً للوافدين وبوابة لكثير من القادمين من دول الجوار وغيره سواء أكانوا يأتون للعمل أو الدراسة أو عابرين، وواجبنا أن نبلغهم رسالة الإسلام، وهذا فرض كفاية على الأمة وليست هناك جهة قائمة بهذا العمل في السودان، ولدينا كتيبات عن الإسلام بكثير من اللغات الصينية والأردية والإنجليزية والأمهرية وغيرها، ولنحقق هذا الهدف لابد أن نحدث المسلمين منهم باللغة الإنجليزية. فجاءت فكرة إلقاء خطبة الجمعة باللغة الإنجليزية وعرضنا الفكرة على الدكتور أزهري التجاني، فوافق على الفكرة وعرضنا الفكرة على القائمين على مسجد سودابت غرب عفراء، ومنذ أبريل 2009م وإلى الآن الخطبة مستمرة باللغة الإنجليزية بهذا المسجد. { من الذين يقومون بالخطابة باللغة الإنجليزية في خطبة الجمعة؟ وما هي المسائل التي تتطرقون لها عادة؟ * لدينا فريق من الدعاة لديهم خبرة في هذا المجال، ويتناوب على الخطبة مجموعة من أصحاب الخبرة، أنا أخطب ويساعدني في بقية الأسابيع الأخ الواعظ والدكتور محجوب دقل، والأخ عبد المنعم جعفر شيخ إدريس، والمواضيع المطروحة هي التعريف بالإسلام وربطه بالمواضيع المثارة على الساحة وشرح حكم الإسلام في الأحداث الجارية، ولو تحدثنا عن التربية مثلاً لابد أن نتحدث عن العولمة مثلا والتغريب وضرورة ربط الأبناء بتعاليم الإسلام وهكذا. { ما نوع الجمهور الذي يؤم الصلاة بمسجدكم غالباً؟ * هناك أعداد كبيرة من العاملين بالأمم المتحدة وعدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال، وقد جاءني أحدهم وهو بريطاني وأعجبه أن يجد خطبة بالإنجليزية وتفاعل مع الخطبة، لأن الحديث بلغة الإنسان يوجد نوعاً من الإلفة والانسجام بين الداعية والمدعو، وأحياناً يأتوننا غير المسلمين ليستمعوا للخطبة ويتعرفوا على الإسلام ونبطل تأثير الدعاية الغربية ضد الإسلام. { ما هي علاقتكم بالمنظمات العاملة في حقل الدعوة؟ ومع من تتعاونون للقيام ببرامجكم؟ * لدينا تعاون جيد مع منظمة الدعوة الإسلامية، وسوداتل أيضا تدعمنا، وسودابت توفر لنا المسجد لخطب الجمعة والدروس، بالإضافة لجامعة إفريقيا العالمية. وجمعية القرآن بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، ومنظمة رعاية الطلاب الوافدين. { كيف تصل مطبوعاتكم وموادكم الدعوية إلى المستفيدين؟ * وزعنا أكثر من خمسة عشر ألف مطبوعة عن الإسلام بين المطويات والكُتيِّبات، من أكثر الذين استفادوا العاملون بالأمم المتحدة وغيرهم من الأجانب في السودان، وهناك مجموعة كبيرة منهم دخلوا الإسلام. وهناك طلاب أجانب يدرسون في الكليات التطبيقية وهم غير مسلمين ونستعين بزملائهم من مواطنيهم من المسلمين لتبليغ الدعوة لهم. رسالتكم للمحسنين والجهات المختصة بشأن عمل المنظمة؟ * المنظمة جديدة وعملها متفرد وواجب علينا جميعاً أن ندعمها وبرامجنا متميزة جدًا، وأرى أن تخصص الأوقاف الإسلامية جزءًا لمثل هذه المنظمة، والواقفين أصلاً كانوا يريدون خدمة الدعوة ومثل هذه المنظمات تعمل في مجال العمل الدعوي ويجب دعمها بكل الأشكال.