جملة من التوصيات والتوجيهات يحملها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت عائدًا من الولاياتالمتحدةالامريكية بعد أن التقى الرئيس الامريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتينياهو، فى وقت تنوقلت فيه انباء عن زيارة مرتقبة نهاية الشهر الحالي من رئيس حكومة الجنوب الى الخرطوم والتى تعد الزيارة الأولى له بعد إن اختار مواطنو دولته الانفصال عن الشمال، وتأتى الزيارة فى ظل توتر الاوضاع فى ولايتي النيل الازرق وكردفان وقد اجمع مراقبون على ان الزيارة تأتى بعد ضغوط من وساطة افريقة وغربية على دولة الجنوب لإعادة وتحسين العلاقة بينها وبين حكومة السودان وإعادة بناء تلك العلاقة بشكل ورؤية مختلفين خاصة في ظل الأزمات التي بدأت تضرب الدولة الجنوبية الوليدة اهمها الشح والنقص فى الغذاء عقب الأحداث المتصاعدة في جنوب كردفان والنيل الأزرق التى بسببها تم اغلاق الحدود بين البلدين علاوة على الصراعات القبيلية والانتقاص من هيبة الحكومة من خلال المساس بمناطق البترول، وقد ذكرت تقارير أن منسق الأممالمتحدة في جوبا ديفيد فيدسلي قد بعث برقية سرية لسلفا كير ميارديت تحذر من حدوث مجاعة بالولاياتالجنوبية العشر وأكدت البرقية أن آلاف المواطنين محاصرون بالمجاعة والعشرات لقوا حتفتهم مما يؤكد ان هناك مخاوف من تفاقم الاوضاع الانسانية بدولته والتى قد تزيد من نقمة شعبه الامر الذى قد جعل من زيارته المحتملة الى الخرطوم أن تحمل طابعًا خاصًا يحمل فيها الكثير من الملفات التى تحتاج الى التباحث بشأنها من بينها وضعية قطاع الشمال بعد احداث مدينة النيل الازرق وجنوب كردفان ايضًا ملف النفط الذى يعتبر من اهم الملفات التى تسعى دولة الجنوب لايجاد حل لها فضلاً عن ملف الحدود الامر الذى يجعل من الزيارة تحمل قدرًا من المرونة فى التعاطى مع مجمل القضايا التى تحتاج دولة الجنوب إلى حسمها . بينما ربط الدكتور علي عيسى نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بين حدوث فجوة غذائية حادة فى الجنوب و مطالبة الحركة الشعبية وحكومة الدولة الجنوبية بفتح ممرات آمنة بين الدولتين لضمان انسياب التجارة والسلع من دولة الشمال الى الجنوب الذى سيظل فى حاجة الى الشمال دون أي دولة اخرى وهذا سيدفع رئيس دولة الجنوب الى ابداء المزيد من المرونة فى حل الكثير من القضايا العالقة بالمناطق الثلاث الأمر الذي اوجد ضغوطًا غربية كبيرة تدعو الى محاولة تهدئة الخواطر وذلك لأن الشمال متمسك ولا يقبل اي تفاوض خاصة ان الجنوب يحتاج الى الاستقرار مع الشمال خاصة وان دولة الجنوب قد جربت كل انواع التعاون مع دول يوغندا وكينيا التى كلفتها اموالاً طائلة خاصة فى مجال التجارة واستيراد السلع الاستهلاكية الضرورية للمواطن، ويبدو ان حكومة الدولة الوليدة قد وعت تمامًا ضرورة تحسين العلاقة بين البلدين. بينما ذهب مصدر ل«الانتباهة» أن زيارة كير للخرطوم قد تكون تزامنت مع توجيهات غربية وذلك اثناء زيارته للولايات المتحدة للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة فى دورتها الحالية وذلك للتعاطى بصورة منطقية مع وضعية قطاع الشمال فى ظل تحذيرات فى شأن تعاطى بعض قيادات ما يسمى بقطاع الشمال الذى اصبح يشكل تهديدًا وذلك باعتبار ان اي دعم لهذه الحركات يعد بمثابة تهديد حقيقي للعلاقة بين البلدين مستقبلاً. وبين ما تشهده دولة الجنوب الوليدة من توترات فى شتى المجالات ومن ازمات انسانية كانت قد اقرت بها الاممالمتحدة وعلى لسان مساعدها والامين العام لها جون هولمز كان قد اعلن فى مايو الماضى عن أن تدهور الوضع الانسانى فى الجنوب سببه الرئيس نقص الغذاء والعنف المتزايد يشكل مهددًا كبيرًا لدولة الجنوب الحديثة، ويبدو ان الزيارة قد تأتى بالعديد من تنازلات ومرونة في التحاور بعد ان اصبحت العديد من الأحداث والتوترات تشكل خطرًا على دولة الجنوب الوليدة.