لماذا لا تفتح الأبواب المغلقة أمام الشباب ليؤدوا دورهم الأصيل؟ لا بد (للقنصلية) في جدة وعلى رأسها (خالد الترس) أن تبدل صمتها بحديث فاعل في هذا الصدد أما جهاز شؤون العاملين في الخارج فبعد أن لاذ بالصمت الرهيب لمدة طويلة فقد حان موعد الكلام المباح والترفق بتوسلات المغتربين في جدة. أما بشان قرار السلطات السعودية بحصر نشاطات الجاليات والجمعيات السودانية فهو ترك أثراً جميلاً في قلوب المغتربين.. فكانت بمثابة جرعات من المياه العذبة التي روت القلوب!! و(الفرح) أو (الغبطة) كانت بادية في وجوه المغتربين أثناء تناولهم لهذا الموضوع.. وفي هذا النقاش الذي كان يدور فيما بينهم في أماكن ارتيادهم مثل المقاهي والمطاعم في مدينة جدة التي تزخر بمثل هذه المواقع.. فقد اعترتهم غبطة شديدة وتهللت أساريرهم فالتمسوا من السلطات السعودية المزيد من القرارت التي تكبل نشاطات الجالية السودانية لاسيما وان هذه الجالية وبسذاجة قيادتها دأبت في مزج الشأن السياسي بالعمل الاجتماعي!! كان أكثر الفئات السودانية شدواً وتغريداً لهذا القرار هم أولئك القاطنون في ربوع المنطقة الغربية من المملكة لأنهم كانوا أكثر الفئات توعكاً من هذه التصرفات القميئة التي كان يمارسها قيادات الجالية في هذه المنطقة خصوصاً فإنها وعلى الرغم من رعونة سلوكياتها تجاه المغتربين أشعلت فيما بينها نيران حامية فتحولت إلى طوائف مختلفة وكل طائفة كانت تبحث موقعاً مهماً في هذا التنظيم حتى يتسنى لها الاستحواذ على كل المغانم.. وفي النهاية فإن هذه الطوائف انكمشت إلى طائفتين وتلوّنت بالعنصرية الفاحشة أو الجهوية التي أصبحت في الوقت الحالي سمة من سمات الشعب السوداني الذي كان مثالاً رائعاً في التعايش والانصهار في بوتقة الوطن الواحد وفي أتون هذا الصراع المحتدم من أجل الإمساك بمقود السفينة والتبحر بها في وسط المياه الآسنة نست هذه القيادة تلك الهموم التي تدلت من رقاب (المغتربين) ولم تمنح لنفسها فرصة التحري ان هذه المعاناة التي يكتوي بها معشر المغتربين وما حاق بهم من ملمات وبالتالي تعمل على تضميد جروحهم الغائرة حتى ولو بالقليل من الضمادات أو العقاقير كان الأحرى من هذه القيادة التي نصبت نفسها رعاة لهذا التنظيم أن تسعى قليلاً من أجل تخفيف حدة معاناة بعض المغتربين الذين انهكهم مشوار الاغتراب.. إلا أنها كانت بعيدة جداً عن هذه الأنات التي تصدر من تلك الصدور حيث إن هذه الفئة (النكرة) التي ملكت زمام أمور الجالية كل هذه السنين الطويلة لم تعد تشغل بالها بأوجاع المغتربين بل كانت ترنوا بحدقات عيونها إلى تلك الحدائق المخضرة لقطف أزهارها الجميلة والركض بمناكبها بغية الوصول إلى مراميها وأهدافها الزائفة حتى جاء الوقت المناسب فوقع هذا التنظيم صريعاً مكباً على وجهه فسرعان ما انطوت هذه القيادات فتباً لهم جميعاً الحادبون من المغتربين الذين توجعوا من هذه السلوكيات الرعناء من قبل هذه القيادات المنهوكة والتي اشتهرت بالفساد في كل مكان وزمان كان لهم آراء صائبة حول هذه القيادة فنادوا برحيلها والرجوع إلى ثكناتها بعد أن تفتح للشباب أبواب الولوج إلى ساحات هذا التنظيم ذلك لأن هذا الشباب له القدرة الفائقة في إيقاظ هذا التنظيم من مرقده هذه النداءات المتكررة لم تجد آذاناً صاغية بل سارت القافلة رغم انحرافتها الشديدة في طرق وعرة حتى ضلت طريقها ورسمت فوق هذه الدروب خطوطاً حمراء حتى لا يتعداها الآخرون ذلك بعد أن اتخذت من (الطغاة) جداراً للاحتماء به.. وراحت تقذف بالحجارة كل ذي رأي حصيف بينما امتلأت ساحات التنظيم بمجموعة من الأوغاد ولا غرو أن السبب الرئيس في وأد هذا التنظيم هو تلك الممارسات الرعناء من قبل هذه القيادات الشمطاء التي خوت من كل أنواع الأدب وأدركت سبل التسول والارتزاق والوقوف طويلاً أمام أبواب السلاطين والتقرب لهم، حيث إن بعضاً من هذه القيادات التي اعتلت منصة تنظيم الجالية السودانية في جدة وصل بهم قطار العمر محطات الخريف.. ويقيني أن الجمعيات هي المواقع الوحيدة التي يمكن أن تجمع الشمل لأنها ومنذ عقود طويلة كانت السفينة التي تمخر عباب البحر دون أن تبتل بادران السياسة. أحمد دهب المسؤول الإعلامي بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة