للمولد النبوي الشريف مكانة خاصة عند أهل السودان وأهل الدعوة على وجه الخصوص تقوم في الأصل على الفرح بميلاد البشارة وصاحب الرسالة الأمين، وقد درجت العديد من الدول على الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه في السودان يأخذ طابعاً خاصاً ولوناً زاهياً وببصمة وراثية جيناتها مشتركة في كل مكونات الأمة التي أحبت واحتفلت بسيد البرية. وما نلحظه منذ تفتح أذهاننا على الدنيا أن هناك اتفاقاً حول الاحتفال بين جميع الجماعات الدعوية بما فيها جماعة أنصار السنة المحمدية التي نعتبر وجود خيمتها في ساحة المولد دلالة على القناعة بما تقوم به وبذلك نجد الاختلاف كله في الكيفية التي يحتفل بها الناس وإن تساوت أو اختلفت شعائر سلوكهم في الاحتفال. وقد شهدت ساحات المولد في المواسم السابقة احتكاكات عنيفة بين عدد من الطوائف حتى أفرغت المولد الشريف عن مقصده وحرّمت حتى الأطفال من تلك الفرحة التي ينتظرونها عاماً بعد عام، بل تحول الاحتفال إلى مهدد أمني تنظر إليه السلطات ضمن قائمة المهددات الأمنية كما الاحتفالات برأس السنة وعمليات الاستفتاء والانتخابات.. ودونكم هذا الخبر الذي تم نشره في الصحف قبل يومين: «تعهّد معتمد أم درمان الفريق شرطة أحمد إمام التهامي بحسم أي تفلتات من منسوبي الطوائف الدينية في احتفالات المولد النبوي الشريف المزمع إقامتها لاحقاً. وقال التهامي في مؤتمر صحفي: إنه لن يسمح بأخذ القانون باليد من جانب منسوبي الطوائف الدينية المختلفة، وقال إن ولاية الخرطوم وضعت ضوابط مشددة لتأمين احتفالات المولد سيعلن عنها الوالي عبد الرحمن الخضر، وقال إن لجنة أمن المحلية في انعقاد دائم لمناقشة خطط التأمين». سؤال مهم جداً علينا الإجابة عنه في أنفسنا وساعتها سنكتشف مكمن الفتنة، لماذا برزت فتنة الطوائف الدينية في بلاد تحتفل بسيد المرسلين منذ أن عرفت الإسلام وتحولت الخلافات المذهبية إلى صراعات دموية كادت تطيح بالأمة التي حاصرتها التحديات والمحن والوهن، وصار شغلها الشاغل مَن هو صاحب أجمل صوت في الأمة وهو أمر شغل أكثر خمسين مليون مشاهد عربي عبر قناة «إم بي سي1».. حسبنا الله ونعم الوكيل. أفق قبل الأخير: لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا لك يا رسول الله منا نُصرةٌ بالفعل والأقوال عما يُفترى أفق أخير: المولد يحتاج إلى مراجعات فكرية وفقهية وذوقية.