قال تقرير نشره موقع «إيرين» تحت عنوان اندلاع الصراع بن اللاجئين والمجتمعات المضيفة بدولة الجنوب: إن الثروة الحيوانية بالدولة الوليدة مهددة بالانقراض نتيجة الجفاف والأمراض، حيث أكدت وكالة الأممالمتحدة للاجئين أن الثروة الحيوانية فى محافظة مابا تواجه شبح الانقراض بسبب انتشار حمى الوادي المتصدع، وداء السعر اللذين تسببا فى مقتل أكثر من ثلاثمائة رأس من الماشية خلال أسبوع واحد، فضلاً عن الجفاف ونقص المراعي، الأمر الذى دفع السكان المحليين لقتل الماشية التابعة للاجئين من أجل توفير المراعي الجافة والمحدودة لمواشيهم. ويقول خليفة تشام أحد مواطني المحافظة التى يبلغ عدد سكانها «44» ألف نسمة يعانون موجة جفاف غير مسبوقة، إن انعدام مياه الشرب من الأسباب الرئيسة لموت المواشي، وأن أمراضاً مثل السعال والإسهال تؤدي إلى وفاة أعداد ضخمة من الثروة الحيوانية، في غياب تام للرعاية الصحية وانعدام الأمصال المعالجة. صراع دموي ويقول تقرير أعدته الوكالة: إن أجزاء كبيرة من المراعي الطبيعية بدولة الجنوب، تعاني الجفاف الحاد، الأمر الذي أدى إلى اشتعال صراع دموي بين السكان المحليين واللاجئين الفارين من الحروب على طول الشريط الحدودي بين السودانيين، والنزاعات العرقية والقبلية، فضلاً عن الصراع بين المتمردين وحكومة جوبا. وأن الصراع من أجل الغذاء والماء والمراعي أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بمعدلات خرافية، تاركاً الثروة الحيوانية عُرضة للموت، فضلاً عن انتشار حالات السرقة والقتل بسبب الفقر والجوع والتنافس على المراعي، بالرغم من أن موسم الجفاف لم يبدأ بعد. ويقول تشابا لذات المصدر: إن السكان المحليين قد قاموا بقتل ماشية اللاجئين التى وجدوها داخل مزارعهم، بينما طالب آخرون بدفع تعويضات مالية ضخمة، الأمر الذى أسفر فى كثير من الأحيان إلى صراعات دامية بينهما. ويقول مسؤول فى المجال الإنساني فضل حجب هويته، إن المراعي بالمنطقة تعاني الجفاف الشديد، وهذا أحد أهم أسباب الصراع، إذ أن المراعي غير قادرة على توفير الغذاء الكافي للماشية، فضلاً عن أن ازدياد تدفق أعداد اللاجئين، يثير مخاوف المجتمعات المحلية ويحفزها على محاربة الدخلاء الذين سينهكون الموارد الهزيلة أصلاً وسط غياب تام لسلطة الدولة. شبح المجاعة وقالت السلطات الحكومية بولاية الوحدة إن المجاعة التى ضربت الولاية هذا العام، قد وصلت إلى مرحلة الأزمة الإنسانية. وأكد محافظ ولاية الوحدة مايكل جنجوك إن الفيضانات العنيفة التى ضربت الولاية، قد تسببت فى تلف المحاصيل والقضاء على معظم الثروة الحيوانية تاركة الولاية تعاني أسوأ مجاعة. وأضاف أن الفيضانات أجبرت أكثر من «2000» شخص على البقاء فى العراة، منذ سبتمبر الماضي، وأنهم يعيشون على التقاط الثمار وأكل الجذور والصير للبقاء على قيد الحياة، فيما أكد نيال كاجاك لنفس المصدر موت عدد كبيرمن المواطنين بسبب الجوع منتقداً حكومة جوبا بسبب عدم تقديم الدعم للمواطنين، داعياً المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لمساعدة المواطنين الذين يموت جوعاً، فى وقت أكد فيه مكتب الشؤون الإنسانية بدولة الجنوب، تعرض كل من ولايات جونقلي والبحيرات وشمال بحر الغزال والوحدة وأعالي النيل، للمجاعة الطاحنة هذا العام.