تراجعت كرة القدم بشرق السودان عموماً وخرجت جل أندية الولاياتالشرقية من الدوري الممتاز، فبعد خروج اندية كسلا الميرغني والتاكا في الأعوام السابقة، لحقت بها البحر الأحمر التي تساقطت أنديتها تباعاً المريخ وحي العرب وآخرها في الموسم الماضي الهلال الذي صارع لست سنوات من أجل البقاء ولكنه سقط في السابعة من جملة «17» عاماً قضاها في الدوري الممتاز ويسوق الرياضيون والفنيون العديد من الأسباب المادية والفنية التي أقعدت فرق الشرق عن مجاراة نظيراتها في الدوري الممتاز. ولكن اكثر ما يراه أهل الشرق سبباً مباشرًا لذاك التراجع ويصوبون سهام نقدهم نحوه هو بطولة الدوري الممتاز نفسها ويرون أنها اضعفت فرق الولايات وأرهقتها مادياً وفنياً وجعلت منها أدوات وإمكانات لتدريب فرق القمة فقط وموارد يستجلب عن طريقها الاتحاد العام الأموال. وطالب عدد من جماهير هلال الساحل آخر الفرق المودعة للممتاز من الشرق حكومة الولاية بدعم الأندية والاهتمام بها وقالوا إن خروج الأندية شوه كل المجهودات التي قامت من أجل تطوير الولاية وإظهارها بمظهرها الثقافي والسياحي الجميل بإخفاق أهم هذه القطاعات وهو القطاع الرياضي، وطالبوا مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد بإعطاء الاهتمام لأندية الشرق مثلما فعل مع أندية اخرى خارج ولايات الشرق. فيما رفض رئيس هلال الساحل سليمان كير الذي ألقى اللوم على جهة محددة ولكنه تحدث عن خلفيات وأسباب عديدة من بينها المغالاة والمبالغة في أسعار اللاعبين بعكس ما كان في السابق حيث أصبح اللاعب يعطي لمن يدفع أكثر فصار لزاماً على أندية الولايات إما أن تدفع إذا وجدت المال أو تظل هكذا، بجانب الممارسات التي تتم في تجنيس اللاعبين بطريقة غير قانونية وقال ل«الإنتباهة» قد تجد فريقاً يجنس له «8» لاعبين في حين يحدد القانون ثلاثة فقط، مؤكدًا أن ذلك يتم بصورة غير صحيحة وفيه استغلال النفوذ والتوازنات والعلاقات وتصبح ضحية ذلك اندية الولايات، وبرر انهم لم يطالبوا بالتجنيس لعدم صحة ذلك قانوناً وعدم قدرتهم على تجنيس عدد من اللاعبين، مؤكدا وجود دراسة الآن لمعالجة الإشكال ومحاولة لحاق اندية بورتسودان بالممتاز مرة اخرى، واشار كير لوجود ولايات تدعم انديتها بسخاء وتجعل لها ميزانيات مفتوحة ويضع ولاتها وجود انديتهم في الممتاز من اولى اهتماماتهم واكد انهم لم يتلقوا دعماً مباشرًا من حكومة الولاية واشار لدعم غير مباشر تمثل في الاهتمام بالإستاد مثلاً، واكد كير وجود وعود من حكومة الولاية وتشكلت لجان لمتابعة هذه القضايا ومعالجتها. ولكن الان وبعد أن أصبح خروج بورتسودان أمر واقعاً فالأمر وفقاً لعدد من الرياضيين يتطلب تضافر الجهود لإعادة انديتها سيرتها الأولى فهناك ناديان سيمثلان المدينة في التأهيلي، فالضرورة عودتهما الاثنين او أحدهما للممتاز، ولكن يتطلب ذلك ان يستشعر كل الناس هناك مسؤولياتهم تجاه هذه الاندية واكد كير ان هلال بورتسودان من اولى الاندية التي صنعت لنفسها موارد ذاتية جعلته يسيِّر نفسه طوال مسيرته. وبدا اداريو هلال بوتسودان اكثر سخطا مما سموه بدعة الاتحاد التي ابتدعها وبموجبها يلعب اخر الترتيب في الممتاز بعد هبوط فريقين مع ثالث التاهيلي بعد ان صعد اثنان للممتاز ومن الطبيعي ان ثالث التمهيدي غير مؤهل واعتبروها تجريباً ليس في مكانه خاصة وان هلال الساحل عندما لعب تلك المباراة كان الارهاق قد اصاب لاعبيه بعد اداء 26 مباراة في الدوري ولعب تلك المباراة بمعنويات منخفضة واصابه الاحباط في مقابل معنويات مرتفعة واصرار من الفريق الاخر الذي لم يكن يحلم بذلك حتى جاءته فرصة الصعود من ذهب.