الحق لإسرائيل أن تخاف من تعيين تشاك هيغل وزيرًا لدفاع الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة خاصة أن سجل الرجل يحمل إشارات جيدة للمنطقة الإسلامية برمتها، حيث إنه وقف ضد الحرب على إيران بل وطالب بالحوار معها إضافة إلى أنه من سيناتورات الكونغرس الداعمين لإقامة حوار أمريكي صريح مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكل ذلك يُرعب إسرائيل لأنها توقَّعت التمديد للوزير السابق ليون بانتيا الذي في عهده سمح لها بالعدوان على غزّة. أما بالنسبة للسودان فإن وزير الدفاع الامريكي الذي سيعيَّن يعتبر من أصحاب المصالح في السودان حيث عمل رئيسًا لمجلس ادارة شركة شيفرون الأمريكية للنفط، حيث قام آنذاك باسم الشركة بإعلان أن شركته ترغب في العمل بالسودان بعد توقيع اتفاق نيفاشا. يُضاف لسجل الرجل أنه سدَّد ضربة قاصمة لأعداء السودان في الكونغرس الأمريكي لأنه كان السيناتور الوحيد الذي وقف ضد قانون العقوبات على السودان وسحب الاستثمارات منه إبان أزمة دارفور حيث وجهت له منظمات «أنقذوا دارفور» الصهيونية وشبكة التدخل لمنع الإبادة الجماعية اتهامات بالخيانة لوطنه بل وصل الحد أن قاموا بحملات ضد انتخابه في ولايته نبراسكا، وجاء ذلك لأنه قام بإخراج قانون العقوبات ضد السودان عام2007م «بدون أسنان» كما وصفه برنادت غاست وآخرون من معارضية، حتى إنه ذكر بصريح العبارة أن قانون العقوبات على السودان «متطرف» لأنه بهذه الصورة تمت معاقبة الشعب السوداني بأكمله وليس الحكومة ويُفترض بالقانون عدم الإضرار بالذين يعيشون بمناطق المأساة، ويقول هيغل إنه سيواصل الدعوة بقوة الجهود الرامية إلى العمل بشكل بنّاء مع شركائنا الدوليين لإنهاء العنف في دارفور، والعثور على المدى الطويل، على السلام المستدام لشعب السودان لكن ليس عبر تشريع مثل هذا. ويرى هيغل أنه لأمر رائع أن الولاياتالمتحدة تقدم مساعدات لضحايا المأساة، ولكن لن تكون جهودنا فعّالة ونحن نوقف الأعمال التجارية بين أمريكا والسودان، وأعلم أن سحب الاستثمارات ليس جيدًا بالنسبة للمستثمرين، وختم حديثه بأن «بزنيس از بزنيس». أما في الكونغرس فقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن هيغل سيكون «وزير الدفاع الأكثر عدائية تجاه دولة إسرائيل في تاريخ أمتنا»، ويقول السيناتور الثاني في ترتيب مجلس الشيوخ الجمهوري ويُدعى جون كورنين من ولاية تكساس، إن اختيار هيغل سيكون «أسوأ رسالة ممكنة ونحن يمكن أن ترسل إلى صديقتنا إسرائيل وبقية حلفائنا في الشرق الأوسط». أما عالميًا فقد ذكرت صحيفة حريت التركية، أن الأوساط السياسيَّة في أنقرة تسودها السعادة والتفاؤل بتعيين الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسيناتور تشاك هيغل لتولي حقيبة الدفاع خلفًا لليون بانيتا الذي تعتبره إدارة تل أبيب صاحب مواقف معادية لإسرائيل خاصة وأنه يُعتبر من أصدقاء تركيا المقربين ومداومًا على حضور الاحتفالات السنويَّة لدولة تركيا بسفارتها في واشنطن. وفي السياق نفسه أعربت وزارة الخارجيَّة الإيرانيَّة عن أملها في أن يقود تعيين سيناتور نبراسكا تشاك هيغل وزيرًا للدفاع إلى تحسين العلاقات الأمريكيةالإيرانية. يُشار إلى أن ترشيح هيغل يواجَه بجلسات استماع صعبة للتصديق على هذا الترشيح، ويقول نقاد إنه معادٍ لإسرائيل، في حين أنه يبدو مرنًا تجاه إيران. وكانت ل«هيغل» مقولة مشهورة إبان حرب العراق «إن إقبال الولاياتالمتحدةالأمريكية على التدخل عسكريًا بالعراق يعتبر أكبر تخبط للسياسة الخارجية لأمريكا منذ حرب فيتنام، ولأجل هذا السبب فإن السودان ومحيطه الإسلامي المناهض لإسرائيل سيكون سعيدًا بتعيين هيغل عقب امتحانه في الكونغرس.