ملتقى الاستثمار السوداني السعودي الذي تجرى الترتيبات والتحضيرات المكثفة لعقده بالرياض بدعوة كريمة من العاهل السعودي جلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاية معالى وزير الزراعة يكتسب أهمية كبرى لتميز العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتوجيهات رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للاستثمار بأهمية التحضير الجيد له ينبع من ضرورة وجود استثمارات سعودية بالسودان لتطوير النهضة الزراعية التي تحتاج حقيقة إلى رساميل كبيرة بعد نجاح الشراكات الأخرى في المجال الصناعي حتى أضحت الصناعة السودانية مفخرة لنا وللعرب بفضل التعاون المشترك.. الأمثلة كثيرة ولا نود الخوض في التفاصيل أكثر والآن آن الأوان أن تدخل منتجاتنا الزراعية الأسواق العربية والسعودية طازة ليتذوق المستهلك السعودي طعمها الطبيعي بعيدًا عن المواد الحافظة التي تجمل شكلها الخارجي فقط. والملتقى يمثل فرصة كبيرة للقطاع الخاص لتوقيع شراكة مع القطاع الخاص السعودي الذي يرغب في تطوير هذه العلاقة لتصبح شراكة حقيقية هدفها تحقيق مبادرة الملك لتحقيق الأمن الغذائي وخطوة لإحداث تكامل اقتصادي بين السودان والمملكة لذلك لا بد من أخذ توجيهات الرئيس وتفعيلها ليس داخل المجلس الأعلى للاستثمار أو الوزارات المختصة فقط وإنما على مستوى الجهاز التنفيذي ومجلس الوزراء حتى يطمئن المستثمر السعودي بأن الحكومة عازمة على تغيير السياسة الاقتصادية السابقة وعلى وضع لائحة المشروعات الزراعية أمامهم لاختيار ما يناسبهم من مشاريع زراعية بعد أن وضعوا الكرة في نقطة جزاء الحكومة لوضع الكرة في شباك مشاريعها الاقتصادية، ويقيني أن كل المستثمرين السعوديين على مستوى المحترفين في هذا المجال ليس من بينهم من نشك في إضاعته للهدف لخبرتهم واحتكاكهم بالمستثمرين العرب والأجانب ومستوى أدائهم في السوق العالمي. وموافقة السودان على إنشاء منطقة حرة تمنح من خلالها السعودية فرصة استزراع مليوني فدان في منطقة قريبة من بورتسودان على البحر الأحمر جديرة بأن تقابل بالجميل، وكما صرّح الشيخ الكامل فإنها ستغني المملكة عن الاستيراد من الأرجنتين ودول أمريكا وأستراليا وفرصة لزيادة عوائد الزراعة لتصل إلى «15%» من رأس المال في السنة الأولى.