ظلت مناطق وأجزاء واسعة من مناطق القضارف الطرفية على الحدود مع الدول المجاورة تنشط فيها مجموعات من الشفتة المسلحة )وتشكل خطرًا أمنيًا على طول الشريط الحدودي) وربما تكون قنابل موقوتة لحكومة ولاية القضارف التي ينتظرها المواطن للعب دور أكبر في سبيل استقراره وأمنه، وظلت هذه الظاهرة لفترات طويلة تمثل هاجسًا كبيرًا لكل الولاة الذين تعاقبوا على الولاية، خصوصاً أن بعض جماعات الشفتة ذات طابع إرهابي تظهر بين الفينة والأخرى في منطقة المثلث المتاخم بين ولاية القضارف وولاية سنار والشريط الحدودي لإثيوبيا وهو ما يعرف بمثلث محمية الدندر ذات الأراضي الواسعة التي تمتد وتتداخل في هذه المناطق، فالأمر يحتاج إلى كثير من العمل الأمني المحكم، حيث تباينت الآراء حول الشريط الحدودي في المناطق في هذه المناطق الثلاث. ويرى عدد من المزارعين ضرورة وضع سياج أمني محكم في جميع المناطق على الشريط الحدودي وبين القرى في تلك الأماكن التي يشتبه فيها وجود الشفتة التي تتمركز وتتخفى وسط المواطنين بين القرى في المناطق الجبلية تحديدًا التي تجد مأوى لها.. حيث أوضح معتمد محلية باسندة علي أحمداي الطاهر في حديثه ل (الإنتباهة) أن هناك بعض المجموعات المتفلتة تظهر بين الفينة والأخرى، ووصف الظاهرة بأنها ليست الأولى، ولكنها ظاهرة عادية لطبيعة المنطقة، وأوضح أنهم عدلوا من خططهم الأمنية خاصة بعد الأحداث الأخيرة. وجدد أحمدي ثقته في الجهات الأمنية للسيطرة على العصابات وقطاع الطرق (الشفتة)، موضحًا أنه إذا تكرَّرت مثل هذه الأعمال سينعكس ذلك سلبًا على حركة التجارة بين المنطقتين، وأضاف أحمداي أنه تم الجلوس مع التجار وإخبارهم بالخطة الأمنية لعدم تكرار مثل هذه الأحداث، منوهًا إلى أنهم قبضوا على الشفتة التي تتكوَّن من ثلاثة أفراد بواسطة الجهات الأمنية، ونفى في ذات الوقت وجود أية مشكلة أو نزاع في المنطقة، واصفًا الوضع في محليته بالجيد، وأضاف: هناك لجان مشتركة بين السودان وإثيوبيا بينها قدر من التنسيق التام، في هذه القضايا للخروج بالمنطقه لبر الأمان. من جانبه أوضح أحد مزارعي باسندة رفض الكشف عن اسمه أن هناك الكثير من المشكلات في المنطقة التي بات الأمر يتهدّدها، وأن محلية باسندة تعتبر تجارية، وليست زراعية كما يتصوّر كثير من الناس ولكنها تحتاج إلى جهود كثيرة، خصوصًا في الجانب الأمني لضمان استقرار العمل التجاري بها، واصفًا الحادث بأنه ليس الأول وأنه قبل أيام كان هناك اعتداء على عربة لاندروفر في نفس المنطقة من قِبل جماعات مجهولة، مشيرًا إلى أن أكثر الأنشطة التجارية بالمنطقة هي تجارة الأبقار، ودعا المزارع إلى ضرورة عمل سياج أمني في المناطق المشبوهة التي تتكرر فيها مثل هذه الأحداث خاصة مناطق تايه والعجوزة وغيرها من المناطق التي تمر عبرها الطرق لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية التي يروح ضحيتها التجار والمواطنون الأبرياء. فيما أوضح رئيس شعبة تجار القلابات إبراهيم العوض ل (الإنتباهة) أن الأوضاع في المنطقة مؤمنة تأمينًا شاملاً على طول امتداد الطريق، وأن هناك بعض المشكلات في الشريط الحدوي مع دول الجوار، موضحًا أنه عمل يخص الجهات المختصة في البلدين، وأوضح قائلاً: نحن لا نتحرك دون طوف من منطقة سرف سعيد وأم خرايت بالقلابات، وقال كل هذه المناطق توجد بها قوات الاحتياطي المركزي على طول الطريق، وقال إن مثل هذه المجموعات إذا تكرر عملها سيلقي بظلال سالبة لحركة للتجارة بتلك المناطق.