أمن المجتمع في مواجهة «أم الكبائر»..التفاصيل الكاملة لاستشهاد شرطي أثناء تأدية واجبه بالدروشاب خاص: «الإنتباهة» قدمت شرطة أمن المجتمع بالخرطوم بحري أحد فرسانها شهيداً وهو يؤدي واجبه، عندما كان الشهيد جندي إبراهيم أبو ريد كرنكيلا الرضي بمنطقة الدروشاب، حيث عمل الشهيد على حماية ظهر رفاقه المشاركين في قوة كانت تحارب الرذيلة وأم الكبائر فغدرت به عصا فجت رأسه، واحالته للعناية المركزة ومن ثم الى الرفيق الاعلى. ٭ معارضة القوة: «الإنتباهة» وعبر هذه المساحة تسرد التفاصيل الكاملة، ففي اليوم الخامس من الشهر الجاري وعند حوالى الساعة السابعة صباحاً، تحركت قوة من شرطة أمن المجتمع بالخرطوم بحري يقودها ضابط برتبة الملازم شرطة للقيام بحملة ضد الخمور تستهدف بها منزلاً بمنطقة الدروشاب شمال بالقرب من مدرسة ابو بكر الصديق للأساس، وذلك استناداً للمعلومات المتوفرة لدى مباحث أمن المجتمع حول قيام اسرة بتوزيع الخمور البلدية في الفترة الصباحية، مستصحبة الشكاوى المقدمة من اللجان الشعبية وأصحاب المنازل الذين يقطنون حول المنزل المستهدف، وبالفعل تمت المداهمة وواجهت القوة معارضة من أفراد الأسرة، وحاولت منع إجراءات التفتيش بالقوة. ٭ قسم عظيم إلا أن إخوة الشهيد كانوا قد قطعوا عهداً على أنفسهم بحماية هذه البلاد من كل الرذائل وأقسموا على ذلك قسماً لو تعلمون عظيم، أقروا فيه بأن ما خرجوا له دونه الأرواح والمهج، وبالفعل كان قاطنو المنزل يوزعون الخمور، وتم ضبط الكرستالات التي تم جمعها من القمامة والمعبأة ب «أم الكبائر» المخلوط بالنايلون، وتم اقتياد «ستات العرقي»، وكل من في «الخمارة» وكان جميع سكان الحي شهوداً، تخرج من أفواههم تكبيرات النصر والتهليل التي أشعلت الغيظ في قلب أحد أفراد الأسرة ويدعى «ع،ع» فحمل «عكازه» وتخير لحظة مغادرة القوة، واختار ظهرها الحاميها من الخلف، وسدد له ضربة غادرة على رأسه افقدته الوعي في الحال، وسببت له الأذى الجسيم بجرح كبير في عينه اليسرى وولى هارباً، إلا أنه تم القبض عليه بمحلية أم درمان وسجل اعترافاً بارتكابه للجريمة، بينما أُصيب كل من العريف شرطة سليمان حسين والجندي قمر بابكر بإصابات متفاوتة. ٭ بالعناية المركزة تم نقل الشهيد أبو ريد لتلقي العلاج بمستشفى حوادث الخرطوم بحري وفق أورنيك «8» الجنائي، وتمت إحالته مباشرة إلى حوادث جراحة المخ والأعصاب، وكان التقرير الطبي على النحو التالي: المريض يعاني من إصابة مباشرة في الرأس أدت لفقدان الوعي مع وجود تشنجات، ويوجد جرح قطعي طوله «6» سم وعمق «2» سم، ويحتاج المريض لجهاز تنفس صناعي، إضافة لصورة عاجلة للدماغ. وتم تحويل الشهيد مباشرة لمستشفى الشرطة وتلقى فيها العلاج، إلى أن فاضت روحه الطاهرة ظهر أمس الأول. ٭ في مقابر أمبدة وبمقابر امبدة النموذجية على طريق دنقلاالخرطوم، وتحت الجبل الشامخ سكن ذلك الجسد الطاهر الى مثواه الطيب، بعد توافد ذوي الشهيد وزملائه وقيادات شرطة أمن المجتمع الذين تقدمهم العميد الدكتور عامر وجمع غفير من أهالي أمبدة، وكل منهم كان يعزي الآخر بصبر وجلد، وكان إخوة الشهيد أنموذجاً للصبر الطيب والاحتساب. ٭ قسم بحري يحتسب وفي تلك اللحظات حدثنا الرائد معاذ رئيس قسم شرطة أمن المجتمع بالخرطوم بحري، وقال إن الشهيد يتميز بالانضباط وسط زملائه، ورغم صغر سنه فهو يتمتع بحكمة بالغة ويحمل قلباً وضيئاً ولا يعرف الضغائن، وكانت تتوفر فيه ميزات القائد و «الحبوب» والمتصدي دائماً للمهام الصعبة، فقد كان رحمه الله شعلة من النشاط، وهو يرتب قبيل استشهاده للزواج.. نسأل الله أن يحعله عريساً في الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفقياً.