نجوم شارع المين كانوا في نهاية التسعينات من مختلف الوان الطيف السياسي يتسيدها بلا منازع حين يتقدم الصفوف ليخطب في الناس الراحل محمد سيد حاج محولاً كل باحة الوسط الى اذن وعين تتلقى منه وتضحك لمداعباته وتتمنى الا يصمت يومًا ومن هناك كانت نجومية الراحل التي لم يخفت بريقها حتى بعد رحيله المفاجئ. والفرصة التي تتيحها الجامعات للسياسيين تعد ذهبية وهو ما فهمته جيدًا الاجيال التي توارثت امتهان السياسة واللون ايضًا فخرجت من جيلنا قيادات شابة كانت كوادر خطابية لامعة جاءت بخليفة سياسية معينة امثال تعايشي كادر حزب الامة الذي لا نراه يتجول في مساحات بمثل حماسه في شارع المين وكثير من الوجوه الشابة تمثل حراكًا الآن في صفوف الوطني وعدد مقدر من كوادر الشعبي التي انكمشت لفترة قبل ان تعود لتمارس نشاطها السياسي والمهني بحرية وحتى الاتحادي كانت به كوادر ربما اصابتها الخيبة فتجدها الآن صامتة او متشرذمة تحت مسمى آخر للحزب وجزء منها آثر الهجرة لصفوف المؤتمر الوطني بعد ان صعد عبر الجامعة متخطيًا العتبة الاولى. وعبر اسوارها العتيقة اخرجت جامعة الخرطوم العديد من نجوم السياسة اليوم وصقور المؤتمر الوطني بل الفقرات الرئيسية في الحكومة الحالية بدءًا من السيد علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية الذي درس القانون بجامعة الخرطوم وجاء بخلفية اسلامية قوية واصل بعدها التدرج السياسي. والنائب الثاني للرئيس د. الحاج آدم ايضًا يعد من خريجي هذه الجامعة العريقة كلية الهندسة التي واصل منها نضاله الذي تبلور عبر اطياف عديده ة قبل ان يستقر في منصب النائب الثاني لرئيس الجمهورية. والرجل الذي يعد من اهم صقور المؤتمر الوطني د. نافع على نافع أيضًا اقلع عبر منصة هذه الجامعة حيث درس في كلية الزراعة جامعة الخرطوم ليبدأ رحلة هادئة من جهاز الامن الى مساعد رئيس الجمهورية. ورجل الجزيرة القوي الذي حط رحاله عليها بعد عدد من المحطات ايضًا انجبته درة كليات جامعة الخرطوم بروفسور الزبير بشير طه الذي درس كلية الآداب علم النفس وعمل بها فترة قبل ان يعود اليها مديرًا واخيرًا واليًا للجزيرة. وبالتأكيد لا يمكن ان ننسى المفكر الإسلامي د. غازي صلاح الدين العتباني الذي تخرج في جامعة الخرطوم كلية الطب ليتولى بعد ذلك العديد من المناصب المفصلية في الحركة والحكومة. وعلى الصعيد النسوي نجد ان السيدة اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي ايضًا خريجة هذه الجامعة العريقة وكانت مسؤولة من القطاع الاجتماعي في التنظيم وقتها.. في الانتخابات الأخيرة مما اهلها لمنصب وزيرة دولة بوزارة الاعلام ومازالت امينة امانة الاعلام في الحركة الاسلامية. ودينمو الحركة الاسلامية النشط الاستاذة سناء حمد ايضًا خريجة جامعة الخرطوم وكانت من كوادرها النشطة وتميزت بخطاب عالٍ جعلها مركز قوة بين الطلاب حتى برز نجمها بقوة وبعيدًا عن الحكومة درس بها عدد من السياسيين اهمهم د. الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي ظل في كلية القانون بهذه الجامعة ليقلع بقوة مع مجموعة من تلاميذه الذين اختارهم بعناية ليواصل مشواره بعدها. ومحمد ابراهيم نقد الذي درس بجامعة براغ قد لا يعرف كثيرون ان جامعة الخرطوم كانت المحطة الاولى لرحلته السياسية قبل ان يُفصل منها ويغادر الى تشيكو سلوفاكيا ويكمل هناك. تطول القائمة ولا تقصر وتحتاج لأكثر من تقرير للحديث عن نجوم السياسة الذين فرختهم جامعة الخرطوم أفمازالت تنتج نجومًا ام ان الملعب اعلن اعتزاله؟!