الدكتور الفياض حمد عبد المنعم من مواليد الخرطوم منطقة «بري» تخرَّج في جامعة الخرطوم كلية الطب. وقضى الاميتاز في مستشفيات الخرطوم الأكاديمي ومستشفى سوبا الجامعي والخدمة الو طنية في مستشفى سنار والأبيض كما عمل متعاونًا في السلاح الطبي، نال الزملة البريطانية لجراحة كلية الجراحين المملكة البريطانية «ادنبرة» والآن يعمل بمستشفى الملك فهد التخصصي بالرياض. «نافذة مهاجر» التقته وخرجت بالحصيلة الآتية. بداية حدِّثنا عن الغربة والاغتراب؟ بداية الاغتراب لها اسباب كثيرة، ومن ضمن الأسباب تدهور في مستوى المعيشة والطبيب في كل النواحي فرصه ضعيفة في التدريب والتأهيل وضعف في مستوى الخدمات الطبية المتقدمة والخدمات المتاحة لم ترقَ لأي ممارسة أخلاقية للمهنة بصورة جيدة حتى في مستوى العيادات، كذلك تحسين الاوضاع المعيشية. مستوى الخدمة اقل من المستوى المتوقع خصوصاً في مستوى الخدمة الجراحية الاتحادية والولائية، كل هذه الاسباب تؤدي الى الهجرة والاغتراب. السنوات الأخيرة شهدت هجرة كبيرة للكوادر الطبية في رأيك ماهو السبب؟ أولاً: الهروب من تدني المستوى المادي والبحث عن فرص أفضل في مجال التدريب والتأهيل في الدول المتقدمة والاطلاع على كل ما هو جديد لنرتقي بمستوى العالم، وتدني الخدمات الحكومية هو الدافع الأساسي والرئيسي لهجرة الكوادر المؤهلة عامة والاطباء بصورة خاصة، فضلاً عن الاوضاع المعيشية والاجتماعية والمالية وفي دول المهجر هنالك فرص جيدة للتدريب بكل سهولة ويتوفر الاكتفاء المادي والاكتفاء المهني في تقديم خدمة ممتازة واكتساب الخبرات في اسلوب الحياة. ما هي الصعوبات التي تواجهكم ككوادر طبية؟ من المشكلات التي تواجه الأطباء هي عدم الاعتراف بالشهادات التخصصية من الجامعات والمجلس الطبي، وبالرغم من ان الطبيب السوداني طبيب ممتاز ولكن ما يعادله من الشهادات من الدول الأخرى على سبيل المثال ماجستير الهندي شهادة تعادل الدكتوراه السودانية وتعادل نائب اختصاصي، وايضاً هنالك اختلاف في نظام اللوائح والقوانين التي تنظم العمل الصحي. تعليم ابناء المغتربين هل تواجهه صعوبة؟ لا توجد مشكلة في المراحل الاولية الابتدائي والثانوي، ولكن المشكلة الاساسية هي المرحلة الجامعية، فدائماً الخيار الوحيد امام الطالب السوداني الدراسة في المدارس العالمية والمحلية السعودية وهذا يفصل الطالب السوداني من الثقافات السودانية والانتماء الى السودان.. ولم يتم فتح مدارس سودانية في المملكة العربية السعودية بصورة رسمية وغير رسمية من قبل السفارة السودانية، وجامعة الدول لم تسمح بفتح مدارس عربية بدول اخرى عربية ولم يوجد دعم من السفارة لفتح مدارس سودانية. علاقتكم بالجاليات الأخرى؟ علاقة جيدة جدًا، وكل الجاليات تحترم الجالية السودانية عموماً، ولكن في الفترة الاخيرة ظهرت بعض الممارسات السالبة من بعض السودانيين المغتربين وخصوصاً في المناطق التي تكثر فيها الكثافة السكانية، في الرياضوجدة يوجد اختلاف النظرة السودانية. كأطباء هل لديكم رابطة او اتحاد يجمع السودانيين لمناقشة القضايا في الحقل الطبي؟ توجد رابطة تحت اشراف الجالية السودانية ورئاسة الجالية التي تأسست من قبل «25» عامًا بصورة غير رسمية، ومن ضمنها رابطة الطب التي تتمثل انشطتها في المجال الطبي لكل الأطباء ومساعدة الكوادر الصحية الجدد في المملكة تعريف القوانين واللوائح و تنظيم هيئة العمل في المملكة ورابطة تشكل مساعد عموم المرضى السودانيين المقيمين في السعودية. كيف تقيم أداء جهاز المغتربين؟ جهاز المغتربين لم يرتقِ بمستوى الخدمات المتوقع ولا يوجد نظام في تسيير العمل، ومن المفترض فصل كل الخدمات التى تخص تسيير اجراءاتنا. ماذا اضافت لك الغربة وماذا خصمت منك؟ الغربة لها ايجابيات وسلبيات ومن الايجابات فرص الاحتكاك بثقافات اخرى من جاليات مختلفة والتعرف على نظام صحي مختلف، وتوجد فرص التدريب والتأهيل وفرص الإحساس بالاكتفاء المادي بمجهودات بسيطة ومن السلبيات الإحساس بالغربة وتربية الابناء في مجتمع وثقافة غير السودان او بلده.