اللاعب الدولي النيل حسين احترف دولياً بنادي التعاون السعودي ولعب في المنتخب السوداني ومنتخب الجزيرة... كان صاحب لمسات ساحرة وتفوق بمستواه الرفيع على المدرب القدير كرار حسن ليلعب محترفًا وقضى مع زميله فيصل كوري موسمين ناجحين بالنادي وتم تكريمهما قبل شهور وتركا ذكرى وسمعة طيبة وعلاقات حميدة، فلندخل إلى قلبه لأنه ما زال يحمل اثرًا طيبًا في نفوس أهل وأبناء القصيم.. تسجل بعجلة «دراجة» ومبلغ عشرين جنيهًا التقته نافذة مهاجر في هذه السانحة ليحدثنا عن رحلته في الغربة واضافاتها على مسيرته الرياضية فماذا قال: بدءًا عرِّفنا بنفسك وبدايتك الرياضية؟ النيل حسن فضل من مواليد مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان وترعرعت بمدينة مدني الجميلة عمل والده بمصلحة السجون بمدينة ود مدني ومنها الي سنجة الخضراء وكانت الانطلاقة مع فريق الشبيبة احد فرق الدرجة الأولى وظهرت بين أقراني وكنت صانع العاب وأرسل الكرة للمهاجمين مريحة ومقشرة وما عليهم إلا التسجيل. ماذا عن رحلة انتمائك للنادي الأهلي بود مدني؟ بعد انتهاء المأمورية بسنجة عدنا إلى ودمدني و بها وجهني الأستاذ إبراهيم دياب بخطاب إلى إدارة النادي الأهلي وذهبت للنادي وقابلت المدرب سعد الطيب وأشركني في تمارين اللياقة وكان النادي وقتها حافلاً بالنجوم، واذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر كابتن بابكر سانتو والباقر واحمد حام والسر بدوي وسنطة والقائمة تطول، فكان من الصعب تخطي هؤلاء العمالقة، وقلما تجد فرصة ولو لشوط واحد، وكان ذلك في بداية سبعينيات القرن الماضي، وعند خروجي من التمرين الثاني وأنا في طريقي إلى المنزل وكنت أرتدي ملابس الرياضة قابلني الكابتن منصور الشيخ ويعرف بأنني لعبت بفريق الشبيبة سنجة وسألني إن كنت سجلت بنادي الأهلي وأجبته بالنفي.. أوقف تاكسي وذهب معي إلى المنزل وقال لي بالحرف الواحد: «ما تطلع من البيت وسوف أعود بعد دقائق معدودة وعندي ليك مفاجأة سعيدة..» عاد ومعه الأستاذ عبد الباقي الليثي والكابتن سمير صالح وآخرون وأخذوني لمكاتب الاتحاد العام وفي الطريق أعطوني مبلغًا كبيرًا ووسيلة مواصلات.. فرحت الأسرة وعندما علموا بأنني استلمت مبلغ عشرين جنيهًا وعجلة ضحكوا. هل للتفوق اثر في انتمائك لمنتخب السودان؟ مكثت عامين بالنادي من 1970 إلى 1972 وتفوقت وأصبحت لاعبًا لا يشق له غبار والحمد لله وتم اختياري بالمنتخب السوداني الأول، وطبعًا هي أمنية أي لاعب سوداني أن يمثل الوطن، واتصل الاتحاد العام لكرة القدم وتم اختياري مع الإخوة الزملاء حموري والاسيد وسنطة والسر بدوي ودخلنا المعسكر مع العمالقة وخاصة لاعبي الهلال والمريخ والموردة وبقية لاعبي الأقاليم والعاصمة المثلثة. وبعد تصفية اللاعبين من المعسكر الحمد لله كنت من ضمن المجموعة التي تم اختيارها والمسافرة إلى نيجيريا ولم يمضِ وقت حتى تم استدعائي للمنتخب وهذا بفضل المستوى الذي ظهرت به ودعاء الوالدين وسافرت مع المنتخب إلى زامبيا وأحرزنا نتائج ممتازة وعدنا للمنافسات الداخلية وكل منطقة كانت تهتم بمنتخبها والمنافسات على أشدها بين مدني وبورتسودان وكسلا والأبيض وكوستي. تم اختيار منتخب الجزيرة «مدني» للسفر إلى جمهورية الصين لمدة شهر كامل وتجولنا تقريبًا في معظم مدن الصين الكبيرة ومتعناهم بفنون الكرة السودانية وكنا خير سفراء للوطن. كيف كان انضمامك لنادي التعاون السعودي؟ في عام «1401ه» حضر مندوب من نادي التعاون السعودي ببريدة حاضرة منطقة القصيم ومدربه الفذ الكابتن كرار حسن كرار لاختيار لاعبين دوليين للعب كمحترفين بنادي التعاون ومعي زميلي اللاعب الخلوق فيصل كوري وحضرنا سويًا ولعبنا موسمًا جميلاً وقدمنا عصارة جهدنا وفننا لهذا النادي الكبير وأحرزنا مع زملائنا نتائج طيبة وطلبت منا إدارة الفريق التجديد لعام آخر وقضينا عامين كاملين مع إخوة أعزاء نعتز ونفخر بهم وخلقنا علاقات وصداقات حميمة وعريضة مع إدارة النادي واللاعبين والجمهور وما زالت حتى اليوم ودعونا لتكريم كبير ونحن نشكر أبناء «السكري» على تكريمهم لنا ونتمنى لهم كل النجاح والانتصارات والتقدم.. وكلما يحضرون إلى مدينة جدة مكان إقامتنا لأداء مباراة نحضر لتشجيعهم والوقوف خلفهم في الدرجات وبكل قوة. هل بذاكرتك من زاملتهم في تلك الفترة المميزة؟ زاملت في العهد الذهبي كلاً من الاسيد وحموري وشيخ ادريس كباشي وسمير صالح والجيلي يونس وسانتو المناقل والطاهر ياباني وعمر آدم ومهدي عابدين ومحجوب الله جابو وإخوانه السر وعثمان- الحاج الأمين وسانتو والباقر وحمد والديبة واحمد حامد نتمنى للأحياء بطولة العمر ونترحم على الأموات. ماذا عن التحاقك بمدينة جدة كأحد المدربين الماهرين؟ وكانت عروس البحر الأحمر «جدة» محطتنا الثانية بعد القصيم وزميلي فيصل كوري وحضر إلينا ابن مدني الكابتن سيد مصطفى ومعه عقد نقل كفالة لمؤسسة الشيخ محمد أنور أبو الجدائل ووجدنا الكابتن سانتو قبلنا وكونا فريقًا رياضيًا للمؤسسة وكانت هنالك مسابقات دورية بين الشركات والمؤسسات والبنوك وخرجت هذه الدورات لاعبين لعبوا بالفرق الكبيرة. تحولت وزميلي فيصل كوري إلى البنك الأهلي التجاري وعملنا به من 1982 حتى 1994 ثم تفرقنا وتركت العمل بالبنك الأهلي إلى شركة المجال ومكثت بها «8» سنوات والآن بإحدى المؤسسات ومعي الأسرة ومنهم من تخرج ومنهم من ما زال يواصل دراسته ولله الحمد. كلمة أخيرة ومن تخصه بها؟ وفي الختام الشكر كل الشكر لصحيفة «الإتنباهة» على هذه السانحة والتي تجولنا بها عبر محطات مهمة في حياتي كلاعب سوداني وأرجو أن أكون ضيفًا خفيفًا على القراء واسمحوا أن أتقدم بالشكر للإخوان أمير احمد كباشي وعماد عثمان ميرغني لزيارتهم والسؤال عني وجزى الجميع بخير ويا سودانا بكره تكبر وتحلا.