وعندما كانت الخرطوم تستعد للاحتفال برأس السنة الميلادية تحت غطاء عيد الاستقلال، يستعد شباب الحركة الاسلامية من اهل «بيعة الموت» للاحتفال بقطع رأس الحلو وعقار وعرمان وباقان وسلفا كير وكل حقير، حيث تواثب إخوان الشهداء من أهل العصابات الحمر والفعل المر والموت الزؤام، الذين طالما أدخلوا الفرح والطمأنينة فى قلوب المستضعفين من كل جنس ودين، بذات القدر الذى أدخلوا به الرعب والهلع فى قلوب المستكبرين والمرجفين في مشارق الأرض ومغاربها.. ما اصدقك اخى المجاهد ابراهيم الشاعر بتعبيرك الملتهب عن جمعوناتنا بقولك «يوم نجمع يمين بالله كل الدنيا ترخى اضانا شان تسمع.. ويوم نجمع.. أمانة عدونا ما نملالو قلبو وجع».. اليوم يوم الجمع والشعار شهادة شهادة شأن ذلك الصحابى الذى سأل الرسول الاعظم عما يضحك الرب، فقال ان تلقاه حاسراً وقد فعلها الصحابى من جانبه، وفعلها الله من جانبه، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم. وفى ذلك اليوم اجتمعت سبع من كتائب الموت التسع عشرة، ولأول مرة تخرج هكذا دفعة واحدة عوضاً عن اثنتين أو ثلاث فى غالب الاحوال، لكنهم يخرجون بعدما تطاول الاقزام وتناسل اللئام ونفد الصبر، فانكسر اللجام ليعيدوا سيرتهم الاولى، وليذكروا بالأهوال والعاديات ضبحاً والمغيرات صبحاً، وطوكر وطوقان وجبال تلشى والمابان وخور كبريت وخور القنا وخور انقليز وكايا وكبويتا وأشوا وكاجوكاجى وسندرو وونكاى وونجبول والكرمك ورساى وسالى وشالى وتوريت ومرافيت وراجا وديم زبير وكوبرى رمرم وكوبرى واو وبور والبيبور والميل أربعين وهجليج الأخيرة.. ومئات المطاحن والمفارم التى ما أبقوا فيها للعدو عظماً ولا لحماً. وتخرج كتيبة الطيارين التى أسسها أميرها الشهيد هشام عبد الله، وطحن بها الكلاب فى ونكاى ورساى وحيثما ولوا.. يتقدمها اميرها المجاهد عبد المنعم محمد أحمد وأخوه المجاهد هاشم شلكاى، وزمرة الطيارين الذين ما سمعوا هيعة للحرب الا طاروا لها فاطاروا رؤوساً اينعت وفقأوا عيونا زائغة... وشعارهم «وعجلت اليك رب لترضى» . وتخرج كتيبة البرق الخاطف التى أسسها أميرها الشهيد محمد عبد الله خلف الله، وجندل بها العلوج فى البونج وتوريت وعشرات الملاحم.. ويتقدمها اميرها المجاهد متولى احمد موسى واخوه المجاهد ابراهيم احمد الطاهر وزمرة البرق الذين طالما خطفوا أعناقاً ضلت الطريق وهامات هائمة فى بحور العمالة والارتزاق. وتخرج كتيبة أنصار الله التى أسسها أميرها الشهيد هشام فرح الذى اقتحم بها توريت وحرر بها همشكوريب بعدما سطر بها ملحمة خور كبريت.. يتقدمها اميرها المجاهد صديق الرباعى وأخوه المجاهد عمار عبد القادر وزمرة الذين نصروا الانقاذ فى مواطن كثيرة حين قدمتهم كأصلب العناصر لأصعب المواقف، فما خذلوها صيفاً او شتاءً. وتخرج كتيبة خالد بن الوليد التى أسسها أمير الدبابين وحامل لواء النصر والتمكين الشهيد علي عبد الفتاح، وجندل بها الخنازير فى كل غابة ووادٍ وجبل، واسألوا عنهم الميل أربعين وتوريت وهجليج الأخيرة وغيرها كثير.. يتقدمها أميرها المجاهد رفعت عبد الله وأخوه المجاهد شهاب برج وزمرة يقتفون أثر سيف الله المسلول النعال حذو النعال شبراً بشبر، ولطالما حسموا المعارك قبل بدئها برعب يسبقهم حيثما قصدوا. وتخرج كتيبة البنيان المرصوص وهي من الكتائب الجديدة التى اسسها أميرها الشهيد عبد الرحيم صديق عيسى، وخاض بها معركتي كادوقلي ودلدكو ليستشهد مع أخويه الشهيدين كمال صالح جار النبى ويوسف منصور المنصور.. يتقدمها اميرها المجاهد فتحى شريف واخوه المجاهد عبد الحليم حمد النيل وزمرة المتراصون فى سبيل الله يسدون الفرقة بأجسادهم كيلا ينفذ لدين الله مارق مثلما فعلها اجدادهم يوم كررى حتى تفانوا، وكيف يفنون وكلما سقط لهم شهيد أنبت كتيبة. وتخرج كتيبة جنود الحق وهى أيضاً من كتائبنا الجديدة التى أسسها اميرها الشهيد أنس مختار ودحر بها جحافل الدهماء والغوغاء فى تكمارى بجبل مرة والحمرة بجنوب كردفان.. يتقدمها أميرها المجاهد سامى نور الدين وأخوه المجاهد الحاج إبراهيم وزمرة الذين يحقون الحق بفوهة المدفع والبندقية والرصاص لا بالقرطاس وقلم الرصاص، فيا معشر المفاوضين فاوضوا بلغتنا لا بلغتهم، فظهركم محمى ورأسكم شامخ والنظر «الساعة اطناشر». وتخرج كتيبة البراء بن مالك التى أسسها أميرها الشهيد الذى دك بها جحور «النجور» فى شالى وسالى ليعبروا منها لتحرير الكرمك التى صلوا بها صلاتى الأضحى والخلاص .. يتقدمها اميرها المجاهد مصعب عبد الفتاح واخوه المجاهد مصعب صلاح كرار وزمرة اهل بيعة الموت، ليعيدوا بها تاريخ من إذا اقسم على الله لأبره، ومن يهابه عمر بن الخطاب الذى ما هاب غيره، وكثيراً ما أوصى ألا يكون البراء على رأس سرية او كتيبة حتى لا يهلك من معه باندفاعه الذى دونه السيل العرمرم. وتخرج الكتيبة الطبية التى أسسها أميرها الشهيد د. عوض عمر السمانى الذى ما باعد بين المصحف والمشرط والبندقية قط، والذى ما تلوثت له عملية فتح رأس او بطن او بتر اجراها تحت الاشجار والامطار أبداً.. يتقدمها اميرها المجاهد البروف محمد سعيد الخليفة وأخوه المجاهد البروف محمد الامين اسماعيل وعلى طقش وزمرة ملائكة الرحمة الذين قال الله فيهم: «ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً» لطالما احيوا أنفساً مجاهدة تقية، ولطالما قتلوا أنفساً متمردة شقية. هذه النفرة الخاصة للقوات الخاصة والمتخصصة فى ركوب الصعاب وضرب الرقاب، يتقدمها اميرنا الاخ المجاهد الصادق محمد على راجل هجليج واخواتها، حيث الجثث مازالت على قارعة الطريق والعفن يزكم الانوف.. واحدى حرائرنا حين شهدت نفرة القعقاع عام 1995م قالت بعفوية صادقة «سجمك يا قرنق»، وأقسم على الله غيباً لو رأتهم الآن لقالت بذات العفوية «سجم أمريكا وإسرائيل». وكان فى استقبالهم ووداعهم قائد قوات الدفاع الشعبى اللواء الركن جمال بشير والمنسق العام المجاهد عبد الله الجيلى، والمجاهد عادل السمانى منسق شؤون المجاهدين، والمجاهد قيس فضل منسق القوات الخاصة، وهنالك فى تلودى ينتظرهم نائبه المجاهد قذافى السر. وكان فى استقبالهم ووداعهم الشيخ المجاهد الزبير احمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية كأول منشط له بعد تكليفه، ومولانا المجاهد احمد هارون والى جنوب كردفان. واصطف للحاق بهم الاب الروحى للكتائب الخاصة البروف عوض حاج على ورموزهم حاج ماجد وسليمان مرحباً وأحمد يوسف وخالد الضو واليسع الصديق واسامة عبد الله ومحمد عثمان عبد الباقى وطارق عبد الله وأحمد عوض خليفة وأحمد المدينة ومعتصم المنقورى وغيرهم كثير. أخى الرئيس المجاهد غداً يرفع الأذان بإذن الله فى كاودا وينادى لصلاة الخلاص.. الآن نقولها بالفم المليان واليقين الصادق «أيها السودانيون استووا.. وتقدم أخى الرئيس فالصلاة قائمة».