تعتبر صفحة «نافذة المهاجر» عبر صحيفة «الإنتباهة» ملاذاً للسودانيين التي عبرها يبث المغترب همومه وقضاياه ويطرح مشكلاته وأيضًا ينشرون ابداعاتهم فيها حتى لا يغترب الابداع ايضًا، في هذه المساحة التقينا المغترب علي حسين علي عباس من ابناء الجزيرة الخضراء منطقة شكيرة الوداي، وُلد وترعرع فيها ودرس بها، ابتلعته دروب الغربة منذ عام «1996م» وحتى الآن يعمل بمطابع الصفاء بمكة المكرمة وقبلها عمل «10» سنوات بمطابع الخرطومجنوب بالسودان.. التقته «الإنتباهة» في هذه المساحة وكان لنا معه هذا الحوار.. متى كانت هجرتك وابرز دوافعها؟ كانت هجرتي عام «1996م» بغرض تحسين الوضع المادى والاقتصادى ولكي يساعد الفرد منا اهله واخوانه وأخواته ويخفف عنهم وضع المعيشة الصعبة بالبلاد.. كيف تنظر لعلاقة السودانيين مع بعضهم البعض فى الغربة؟ تتسم العلاقات بينهم بالطيبة وقوة متانتها، كما يصل السودانيون بعضهم البعض ويتعاونون فى السراء والضراء فهم اصحاب شهامة ومواقف سامية فى كل مكان يهاجرون اليه.. ماذا اضافت لك الغربة وماذا خصمت منك؟ الغربة لم تضف لى اى شيء وخصمت عمري كله ببعدي عن الاهل والوطن!! تأثير الغربة والبعد عن الاسرة والابناء؟ تأثير الغربة يتضح على سلوك الابناء بفساد بعض اخلاقياتهم وعدم نجاحهم الاكاديمي، فالمرأة لا تستطيع وحدها تربية الابناء دون سند، ولكن نجد القليل من الاسر تستطيع ان تنجح فى تربية ابنائها تربية صالحة قويمة.. هل تتواصل مع اصدقائك القدامى؟ الغربة للاسف اخذت منا كل شيء حتى الاصدقاء، وانشغالى هنا متواصل ولا اجد السانحة لأتواصل معهم وما اجده من زمن يكفي بعد جهد للاطمئنان إلى الأهل وصلة الرحم.. اتسم السودانيون بالصدق والامانة هل هذه الصفات مازالت موجودة؟ السودانيون فى كل مكان اصحاب مبادئ وقيم وامانة واخلاق عالية ويعكسونها من خلال افعالهم وتصرفاتهم وحتى السعوديون هنا يعرفون هذا ويفضلونهم فى شغل الوظائف ويحترمونهم.. التلفزيون السودانى والاعلام السودانى بالخارج؟ نتابع التلفزيون السودانى والصحف والاخبار والبرامج خاصة برنامج نجوم الغد عبر قناة النيل الازرق وبرنامج بنك الثواب وبرنامج افراح افراح والو مرحبا التلفزيون السودانى مقيم لدى المغتربين فى كل مكان لأنهم يرون الأحداث والوطن من خلاله.. بماذا تنصح من يريد الاغتراب؟ اقول لهم ان مسألة العمل هى مسألة رزق سواء كان فى ارض الوطن او خارجه، وعلى المغترب السودانى ان يلتزم بأخلاقه السمحة واصالة السودانيين فهو سفير لوطنه السودان وعليه ان يكون قادرًا على تحمل هذه المسؤولية.. ما هو تقييمك لاداء السفارة السودانية وعمل الجاليات هناك؟ السفارة هنا اصبحت افضل وتؤدى خدماتها للسودانيين وتسهل كثيرًا من الامور والإجراءات لهم، اما طبيعة عمل الجالية فليس لديّ فكرة عنه نسبة لطبيعة عملي وانشغالي المستمر.. وماذا عن جهاز المغتربين؟ جهاز المغتربين لا يقدم خدمات متطورة للمغتربين ومع ذلك يطالبهم بالدفع بالعملة الصعبة بدلاً من العملة المحلية وايضًا يأخذ من المغترب السودانى كل وقته ان اتى لاجازة فى السودان او لاي غرض آخر ويضيع زمن المغترب في المماطلة الشديدة.. الضرائب المفروضة عليكم هل تجدون لها مقابلاً؟ ان مسألة الضرائب مسألة مرهقة للمغترب السوداني، فمثلاً عندما ينزل المغترب السودانيا فجأة لسبب وفاة مثلاً او في اي ظروف اضطرارية يطالبه وطنه بدفع الضرائب، فمن اين يأتي بالمال في هكذا حالات؟؟ ان مسألة الضرائب من اهم المعوقات التى لا تجعل المغترب يرجع لوطنه وعندما تدفع هذه الضرائب لا نجد خدمات مقابلها!! كيف تقرأ الوضع الاقتصادي الراهن؟ الوضع الاقتصادى بالبلاد لا يشجع المغترب ان يعود لوطنه بسرعة، وكل يوم تزداد الأسعار جنونًا ويفقد الجنيه قيمته.. ونأمل ان تتحسن الأوضاع والظروف وتوجد فرص عمل للمغتربين عند عودتهم وان يرجع كل مغترب الى وطنه ويعيش بين اهله.. كلمة أخيرة لمن توجهها؟ اتمنى ان يعم السلام والخير كل ارجاء وطننا الحبيب وان يتبدل الحال الى الافضل ويعود المغترب الى دياره وان تنظر الدولة الى احوال المغتربين وقضاياهم وان توفر فرص عمل اكثر لابنائها فنسبة الاغتراب زادت كثيرًا خاصة هذا العام ففيه نسبة عالية جدًا مقارنة بالسنين الماضية، كما صحيفة «الانتباهة» على هذه المساحة التى تخفف عن المغتربين كثيرًا وعبركم ابعث تحياتى للوطن وللاهل بشكيرة الوادى والفوار والاهل بالجزيرة عمومًا..