تؤكد أحدث الدراسات الاجتماعية ودراسات علم التنمية البشرية أن مظهر الإنسان مهم جداً وله دور مؤثر في علاقته مع الآخرين، فمن خلال المظهر يقوم الناس بتكوين صورة سريعة ولا شعورية لمن يقف أمامهم ولذلك تعتبر الأزياء من أهم مظاهر الأناقة وأقل خطأ يحدث فيها فإنه يكون ملاحظًا بصورة فورية، فالأناقة لا تعني ارتداء الملابس الغالية والباهظة الثمن بقدر ما تعني المظهر النظيف الذي يعكس الدواخل النقية فتنعكس تلقائيًا على الشكل الخارجي لجسم الإنسان.. وهذا بلا شك يقودنا إلى ضرورة عدم الاهتمام بثمن الذي نرتديه أو الشركة المنتجة له.. يقول خبراء الموضة إن أزياءنا تعطي للآخرين الفكرة التي يأخذونها عنا، وأن الناس أحياناً قد ينظرون إلى ملابسنا قبل أن يستمعوا إلى أفكارنا، وأن البساطة هي التي تقودك إلى الأناقة، كما أن التزامك الوسط ومظهرك المتوازن يُعبرّ عن شخصية محترمة، أنظر إلى نفسك عندما يسألك شخص أو يحدثك عن شيء ما، فإنك تنظر إلى هيئته ومظهره الخارجي ومن ثم تبدأ في الرد عليه، فإذا كان مظهره نظيف ومتناسق فإنك تعطيه أهمية وإذا كان مظهره غير نظيف فإنك تعطيه أهمية قليلة.. وبطبيعة الأشياء قد يعتقد البعض أن حديثي يعني أن المظهر هو كل شيء مكون لشخصية الإنسان ولكن أعني أن المظهر مطلوب كأحد الجوانب المهمة والتي لها أبعادها الدلالية لطبيعة شخصية الفرد.. أيضًا الحديث لا يخلو من التطرق لأهمية وطبيعة الزي الذي يتناسب وعامل السن وفرق الزمان والمكان، فمثلاً ما يصلح لك في بلدك قد لا يليق بك بمكان وبلد آخر وهكذا، وهناك بعض الاعتبارات الشكلية التي يجب مراعاتها عند اختيار الأزياء والمتعلقة بطول الشخص أو قِصره فلكل تصميم يناسبه ويتلائم وطبيعة معطيات شكله، كما لا نغفل جانب الزي القومي لكل شعوب العالم العربي والإسلامي وحتى الإفريقي والذي يكون سمة واضحة تبرزه عن بقية الشعوب، فالسودانيون مثلاً معروف زيهم القومي الجلابية والمركوب والشال أو العمة والتي تتشارك فيها كثير من الشعوب العربية والإفريقية، وهي تميزهم عن البقية لوقارها وإعطائها لمن يرتديها صفة التقدير والاحترام المكتسب منذ الوهلة الأولى لإثارتها إعجاب من يراها في دول الاغتراب والهجرة، إذن تصبح قضية الزي وكيفية ارتداؤه ترتكز على ما تحويه الدواخل من صفات جميلة ونبيلة تتضح تلقائيًا في طريقة ترتيبك لهندامك وتنسيقك له وإن كان بسيطًا وزهيداً.