شهدت مدينة الجنينة مباحثات بين حركة التحرير والعدالة برئاسة نائب رئيس الحركة أحمد عبد الشافع والحركات المنضوية تحت مظلة اتفاقية أبوجا وملحقاتها على هامش زيارة وفد حركة التحرير والعدالة لولاية غرب دارفور للتبشير بوثيقة الدوحة التي وُقِّعت أخيراً بين الحكومة والحركة، وقد تزامنت الزيارة مع قرار رئاسة الجمهورية الذي قضى بتعيين الدكتور التجاني سيسي رئيساً للسلطة الإقليمية الانتقالية لدارفور باعتبارها بداية فعلية لتطبيق وثيقة الدوحة، وقد أبدت الحركات المسلحة ترحيبها بالقرار مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها التام للتعاون مع حركة التحرير والعدالة من أجل تنفيذ الاتفاقية ورفع المعاناة عن مواطني الإقليم، ووصف قادة الحركات وثيقة الدوحة بأنها إضافة حقيقية لسلام دارفور. وفي الاتجاه ذاته دعا أحمد سليمان من حركة القوى الشعبية للحقوق والديمقراطية إلى خلق شراكة قوية بين الحركات الموقعة على سلام أبوجا وحركة التحرير والعدالة لخدمة الوطن والمواطن، وقال: سنعمل على تذليل كافة العقبات التي تقف عقبة أمام عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم التي هجروها بسبب العنف، وطالب الجميع بالالتفاف حول اتفاقيات السلام حتى يتم تحقيق المكاسب التي جاءت بها.. فيما يرى شيخ الدين محمد ماهن من حركة الأحرار والإصلاح التي انضمت لمسيرة السلام قُبيل التوقيع على وثيقة الدوحة إن مرحلة السلام أصعب من مرحلة الحرب.. أما «شريف» من حركة العدل والمساواة جناح السلام فطالب السياسيين بعدم الانشغال بالمناصب وترك المقاتلين في الميدان يعانون الإهمال الأمر الذي يقود إلى انشقاقات وتمرد جديد. وفي ذات الاتجاه أكد أحمد عبد الشافع نائب رئيس الحركة استعداد حركة التحرير والعدالة للعمل مع الجميع من أجل رفع المعاناة عن أهل دارفور وقال نحن لم نأتِ لإقصاء أحد وإن الوثيقة ليست خصماً من أحد في إشارة منه لاتفاقية أبوجا، وأضاف: نحن مكملون بعضنا لبعض والاتفاقية إضافة لما هو موجود، وأضاف عبد الشافع سنعمل على إزالة الأسباب التي تمنع النازحين واللاجئين من العودة إلي قراهم. أما فيما يتعلق بالحركات التي ما زالت تحمل السلاح وتسعى لإشعال الحرب من جديد طالبهم عبد الشافع بأن يتخذوا التقديرات الصحيحة والانحياز للسلام وعما إذا كان هذا الاتفاق قد لبى آمال وطموحات أهل الإقليم أوضح عبد الشافع أن الوثيقة ليست في مستوى الطموحات والتطلعات لكن هذا ما استطعنا تحقيقه، وقال إن الانقسامات والانشطارات التي أصابت الحركات المسلحة جعلت من الصعب تحقيق أكثر من الذي تحقق. رغم تعدد الاتفاقيات ومسميات الحركات وانشطاراتها تظل قضية إنزال السلام لأرض الواقع حلمًا يراود الجميع مع البدء في تنفيذ أي اتفاقية يتم التوصل إليها مع جماعة مسلحة لكن سرعان ما تتبخر أحلامهم التي تذهب في الغالب لصالح أشخاص أوجهات بعينها ودونكم سلطة ميناوي ومفوضياتها التي كان التوظيف فيها يمر ببوابة ميناوي وحاشيته.. إذن هل نحن مقبلون على اتفاقية لكل أهل دارفور كما يدعي موقعوها أم أنها فرية .. هذا ما ستجيب عنه مجريات الأمور.