منذ سنوات عديدة وحزب الأمة يشهد الانشقاقات، والاندماجات من حين إلى آخر، ولعل آخر انفصال حدث بعد أن فض اندماج حزب الأمة المتحد الذي كان يضم فصيلي الإصلاح والتنمية والأمة القيادة الجماعية مع الأمة الفيدرالي الذي يرأسه دكتور بابكر نهار، وبعد هذا الانشقاق بدأت حركة دؤوبة داخل الحزب بولاية سنار لتسجيل حزب يحمل اسم الأمة المتحد. وأكد عضو المجلس الرئاسي ومستشار والي سنار للجيولوجيا المهندس الفاضل أحمد إسماعيل أن إجراءات تسجيل الحزب الجديد بدأت فعليًا لإنعاش الساحة السياسية بما يخدم مصلحة البلاد والعباد وقال الفاضل إن إجراءات تسجيل الحزب تمضي على قدم وساق موضحًا ل«الإنتباهة» أن الحزب يبدأ بدراسة متأنية بعد التسجيل والمؤتمر التأسيسي بعمل ورشة لدراسة الإصلاح والتجديد منذ «2002» يجمع فيها الخبراء من الأكاديميين والمراقبين والسياسيين للخروج بتوجهات وقرارات تسقط مسالب التجارب السابقة وتستصحب الإيجابيات، وأضاف أن الوحدة الاندماجية المنتهية مع بابكر نهار كانت تحمل عوامل الفناء منذ انطلاقة مسيرتها، وقال: ليس هناك جهة غير قيادات الحزب لها مصلحة في إيجاد حزب يعبِّر عن تطلعاتهم وأشواقهم ويجعلهم يلعبون دورًا رياديًا في الساحة، وأضاف أن الرصيد الجماهيري للحزب الوليد يتمثل في فقداء الأمل والذين يجلسون على مقاعد المتفرجين والذين تتجاذبهم تيارات الغلو القبلي والديني مؤكدًا أن فكرة الحزب الجديد بعد فض الوحدة الاندماجية تقيِّدها قيادات محترمة في جماعة نهار لها عطاؤها وبلاؤها وتاريخها النضالي وتعتبرها خطوة شجاعة للخروج من عباءة الفدرالي القبلية والجهوية لإيجاد حزب يحترم العقول ويحترم العطاء مؤكدًا أن الحزب سيكون نواة ليحمل فكره وبرامجه وخطابه السياسي، فيما يرى بعض المراقبين للساحة السياسية في سنار، أن بعض قيادات الأمة الفدرالي خالفت الوثائق التي وقَّع عليها القيادات في الوحدة الاندماجية والتي تنص على دورة الرئاسة في الحزب بسنة واحدة بدأت بأحمد نهار، موضحين أن رئيس الحزب بابكر نهار بدأ افتعال بعض المشكلات مع دكتور الصادق الهادي مما أدى إلى ابتعاده، وانتهج نهار نفس النهج مع بابكر دقنة وعطَّل أعمال المجلس الرئاسي واتخذ قرارات فردية ثم جعل الحزب في حالة من الغياب عن الاجتماعات والتشاور ولم يعالج الوضع الذي نجم عن استشهاد الأمين العام للحزب غازي الصادق، واتفق الفاضل مع المراقبين فيما ذهبوا إليه وقال إن نهار استأثر لحزبه الفيدرالي بعدد تسعة مناصب من جملة أربعة عشر منصبًا دستوريًا هي نصيب الأحزاب المندمجة علمًا بأن نصيبه «الفدرالي» قبل الوحدة كان ثلاثة مناصب دستورية، وأضاف أن نهار كوَّن ما يسمى بالمحل الرئاسي والموسع والذي لم يكن عليه في الوثائق الموقَّعة بل كان المجلس الرئاسي يتكون من خمسة وسبعين عضوًا ثلاثون منهم للفدرالي ومثلها للقيادة الجماعية وخمسة عشر للإصلاح والتنمية، وجاء نهار بمجلس رئاسي موسع من «104» في اجتماع دون أجندة وفي صيوان مفتوح، وبدأه بمهاترات مع دقنة، واتهم الفاضل نهار باتجاهاته وقراراته الفردية بفض الوحدة الاندماجية التي فرضتها ضرورات وطنية لقيام حزب يقلب صفحة الأحزاب الضعيفة التي تعتمد علي كاريزما الشخوص وتكوين حزب يعمل منصة انطلاق لجماهير وكوادر وقيادات حزب الأمة لتواصل دورها الذي تمخَّض عن حوار طويل مع المؤتمر الوطني بعد إعلان المبادئ في جيبوتي أواخر القرن الماضي .