وللعمائم طرائف كما للشالات، منها ما ورد في أدبنا الشعبي من حكايات وأشعار. وإبان حكم المهدية في السودان كان الزي القومي للسوداني هو الجبة القصيرة والعمة و«العزبة» وهي التي تتدلى من العمة تأسياً بالسلف الصالح. وفي فترة المهدية كان «التمباك» محرماً فما بالك بالخمر؟ وبالتأكيد كان الذي يقبض عليه متلبساً يقام عليه الحد الشرعي.. والشاعر الشعبي أنشد لذلك أبيات من الشعر الطريف وهو يدخل البلدة بعد العشاء، ويبدو أنه أو من معه كانوا قد تعاطوا شيئاً من هذا القبيل، فصور المشهد خوفاً أن يقبض عليهم الأنصار وقال: شكمنا لحمير خوف النهيق والهنقة وطولنا العمم بقت حلاة الخنقة ويعني بذلك أنهم كانوا يلبسون زي الأنصار حتى لا يؤخذوا بالشبهة، ويلبسون العمائم وقد طولوا «العزبة». والعرب كانوا قد عُرفوا بأربع فيقال: العمائم تيجانها والدروع حيطانها والسيوف سيجانها والشعر ديوانها فهي كانت علامات الشرف والفخر عندهم: لكن أبا دلامة في أبيات طريفة من الشعر ذهب بها منحى آخر، فقد كان أبو دلامة شاعراً فكهاً جميل الدعابة نال اعجاب الخلفاء والأمراء.. فكان ذات يوم أن دخل على المهدي وعنده جماعة من بني هاشم كرام قوم.. فقال له المهدي: إن لم تهج أحداً من هؤلاء عاقبتك!! ووقع أبو دلامة في حرج شديد لأنه لا يستطيع أن يهجو أمثال هؤلاء وهم جديرون بالتكريم والمدح وليس الهجاء.. ولكنه بذكائه خرج من هذا المأزق الحرج فهجا نفسه قائلاً: ألا أبلغ اليك أبا دلامة فليس من الكرام ولا كرامة إذا لبس العمامة صار قرداً وخنزيراً إذا نزع العمامة فضحك القوم لشعره وسرعة بديهته وأجزلوا له العطاء. والعمامة تناولها الحجاج أيضاً في بيت مشهور ويقال إنه استعان بذلك البيت من الشعر فهو ل «سحيم بن وثيل» وهو من فرسان تميم يقول فيه: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني وإن مكاننا من حميري مكان الليث في وسط العرين. ويروى أنه كان من أجمل الناس، ومن الذين لا يدخلون مكة إلا متلثمين مخافة النساء على أنفسهم. والعمائم كانت لها عند العرب أشكال وأطوال، وتختلف من قبيلة لقبيلة، وباتت تختلف من دولة لدولة، بعد أن تطورت وتزركشت وازدانت فأصبحت كأنها تعبر عن تنوع الشعوب العربية وتراثها، فمنها ما يعرف بالمكور والعصابة والمعجر والعمار والمشوذ والمقمطة والتلثيمة وغيرها.. كما أنها في طريقة لفها ووضعها على الرأس أيضاً لها مسميات أطلقواعليها: الميلاء «التي تميل قليلاً» والقفواء التي لا عزبة لها، والعقداء وهي المعقودة من الخلف والعجزاء وهي الضخمة المكورة.. ولعل أمثال تلك العمائم مشهور بها بعض المشاهير في السودان. (شال ستافورد) ما توالي الكُفر مهما ارتفع عاليهو وعندو النصرة ما بتلقاها منو وفيهو الشال ما بجملو مهما ختوا عليهو ونحن إسلامنا معروف الكريم حاميهو قرشي الأمين 0122031371