سيداتي سادتي سوف أبحركم إلى خمسة وسبعين سنة ماضية من عمر الزمان أواخر الحرب العالمية الثانية سأقف بكم عند عام «1942م» حيث جئت إلى الدامر من قرية البسلي نهر عطبرة طالباً بمدرستها الأولية وهي المدرسة الوحيدة في ذلك الزمان تكون للدامر وضواحيها من القرى المجاورة.. ولم تكن هنالك رغبة في التعليم في المدارس، وكان ذلك في عهد الاستعمار حيث كان يحكم البلاد الإنجليز أولاد جون، وكانت الدامر عاصمة المديرية الشمالية بحدودها من دنقلا حتى مديرية الخرطوم وكان يحكم هذه المديرية المدير وأعوانه مفتشو المراكز الستة والمأمور ولنقف معهم عند سوق الدامر في ذلك التاريخ أولاً هنالك سوق الحيوانات في كل أنحاء السودان من غرب وشرق السودان واشتهرت جمال الركوب البشارية وكان هذا السوق يسمونه سوق السبت تأتيه الوفود من كل أنحاء السودان ثم إن الجمال التي تذهب إلى القاهرة تكون أغلبها من هذا السوق ثم يأتي إليه عساكر الهجانة من القاهرة لشراء جمال الهجانة الركوبة من هذا السوق ثم نعود بكم إلى نفق عند جغرافية السوق وتجارة بأسمائهم إن الشارع الرئيس في قلب المدينة يبدأ من ناحية الغرب ويتجه إلى الشرق وبه الدكاكين مرصوصة يمين وشمال والبناء كان من الجالوص «الطين» ونبدأ بأول الدكاكين من الناحية الجنوبية وهذه كانت دكاكين فريدة حيث أول مرة نرى أراضيها بالبلاط الأسمنت وحتى برنداتها وأول دكان منظم وهو دكان مجذوب عبد الله حسن ويسمونه ود عبد الله أفندي ودكان مجذوب هذا منظم ويسمونه شبه بقالة ومجذوب هذا يستورد البرتقال أبو نقطة من مصر وكانوا يقومون ببيع هذا البرتقال من أبناء الدامر أذكر منهم مجذوب خليل «كنش وأحمد حاج الحسن وعبد الله الخير وغيرهم» يسرحون بهذا البرتقال بالسوق وبمحطة السكة الحديد وبعده دكان العم عبد الرسول أحمد خليل وهذا متخصص في الروائح للعرسان السرتية والمحلبية، والعم عبد الرسول من بربر وهو صهر آل عبد الله حسن أو عبد الله أفندي كما يسمونه ويفصل الشارع ويكون دكان مجذوب حاج عبد الله من المجاذيب ثم بعده دكان علي بليلة وبعده عيش ودميز وقد فات عليّ في هذا الصف مطبخ الأطرش وهو أظنه يماني وقالوا إنه يذبح الكدايس. وبعده في الصف عيش ودميز ثم دكان عجلاتي اسمه الشيخ من آل المزين ثم بعده دكان عبيد مبروك والد الأستاذ يحيى عبيد وإخوانه وهو تاجر حلويات ثم دكان محمد أحمد طالب والد عبد الله طالب وكان جدهم طالب رجل كبير يلبس أنصاري ويحمل حربة في يده وأظنه جاهد في المهدية، ثم يفصل الشارع ويكون دكان المرحوم أحمد عبد الله حسن وهو أول دكان به تلفون للمحادثات ثم نقف عند دكان حسن علي وأخيه فرج الله وهذا كان مجمعًا لرجال الإدارة الأهلية والأنصار، نقف هنا ونعود لبداية الدكاكين من الناحية الشمالية بداية دكان علي جد الناس ومطبخ عبده اليماني وهو رجل ضخم الجثة ونعود إلى مقطع دكاكين ملصقة بها دكان عبد الرازق أحمد سعد منجد مراتب، وقصاده دكان محمد الشيخ الأمين ثم دكان أحمد الحبشي يماني ودكان عبد العزيز فرح المصوراتي ودكان مجذوب الطيب ترزي ونعود إلى دكان أحمد وهو شائب ودكان مجذوب الطيب ترزي ثم يفصل الشارع ويكون دكان محمد مبروك وبعده دكان هارون عثمان، إنما أشهر تاجر مبسوط وهو من أعيان الدامر وبعده دكان أولاد الزمراوي وهم متخصصون في بيع الفراو وسروج الحمير وعدتها ثم دكان عبد المحمود هارون وكان في اتجاه الغرب ودكان بشير عثمان بشير «أبو علي» وبجواره أخيه منصور عثمان بشير وهم تجار أقمشة ثم دكان علي شراط بعده قهوة ود النقر وعبد الله الشفيع، وفي ذات الاتجاه دكان عباس جعفر الحريري الحلاق وأمامهم قهوة تقلاوي وعبد الله الشفيع وسنعود إلى بقية التجار مع سوق الرواكيب مرة أخرى.