هو الكاتب والمخرج والممثل التلقائي والأستاذ الجامعي والمدير السابق للمسرح القومي والحائز على وسام الجمهورية الذهبي في العلوم والآداب والفنون في عام «2003م» له رصيد ضخم من المسرحيات والأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية، إنه الأستاذ الدرامي المعروف محمد شريف علي.. = ماذا يمثل المسرح في حياتك؟ المسرح عموماً يمثل نشاطًا فكريًا وثقافيًا للبشرية منذ أن عرفت هذا النوع من الإبداع كثير من الرؤى والفلسفات ودعوات التغيير والتجديد السياسي والثقافي والاجتماعي يبشر بها المسرح وفي السودان بدأ هذا النشاط مع الرعيل الأول من المتعلمين الذين اطّلعوا على ثقافات الغرب وهم من الذين حملوا عبء الدعوة لحرية واستقلال السودان من الحكم الأجنبي أمثال عبيد عبد النور صديق فريد عبد الرحمن علي طه خضر حمد مكاوي سليمان أكرد ومثلوا بذلك جمعية ثالثة لجمعيتي الهاشماب وأبوروف حتى جاء خالد أبو الروس وإبراهيم العبادي وسيد عبد العزيز ومن ثم ميسرة السراج واستمرت المسيرة إلى يومنا هذا. لكل هذا وغيره فإن المسرح يعبر عن دواخلي الفكرية والثقافية والاجتماعية ويمثل لي تياراً قادراً على النهوض بالأمة ومعايشة الآمها وآمالها.. = المبدع السوداني مهمش لماذا؟ لأننا شعب يعيش على هامش الحياة؛ ورغم أن الإسلام أعظم من يدعو للإبداع «الرحمن خلق الإنسان علمة البيان» الآية. أليس الإبداع نوعًا من البيان؟ ومع ذلك نرى هناك من يحرم الإبداع والمسألة تحتاج لوعي ديني شامل وإلمام بأدق تفاصيل الرسالة المحمدية، لهذا تجدنا لا طبقنا الإسلام وفهمناه حق فهمه ولا عشنا في العلمانية كما يفهمها أصحابها، ومن هذا يكون التخبط فلا ننجح في السياسة ولا في الرياضة ولا في الفن بل ترتفع رايات النفاق ويعلو المنافقون، في مثل هذه الأجواء لا بد أن يُهمَّش الفن.. = هل تعتقد أن السياسيين مقصرون في حق الإبداع والمبدعين؟ في البداية أقترح على السياسيين أن يتركوا السياسة ويذهبوا إلى مناطق الذهب «أخير» يحفرو هناك بدلاً من الخربشة على جدران الوطن، لو كان في بلادنا سياسيون كبار لازدهرت الثقافة والفنون والرياضة... السياسة هي معيشة الناس وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. = أين الدراما التلفزيونية؟ هو التلفزيون ذاتو وينو؟ الفضائية السودانية أصبحت كالعجوز المخرِّف في أسرة عاقَّة تركت الناس في حجرة بعيدة وابتعدت عنهم. برامج مسطِّحة وصورة باهتة ولاجديد.. = وأين المسرح القومي؟ معظم الأعمال التي تقدم فية طَارِدة؛ مسكين المسرح القومي شَهِد أعظم الفرق العالمية والمحلية وكان رواده بالآلاف، الآن كثيراً ما يكون عدد الممثلين في المسرحية أكثر من المشاهدين.. = في رأيك من هو الدرامي الناجح في نظرك؟ هو الموهوب الذي تلقى تعليماً جيداً والمتميِّز بالثقافة وسعة الاطلاع؛ الأمين مع نفسه ومع الآخرين... = يقولون «أعطني مسرحاً أعطك أمة» إلى أي مدى استطاع مسرحنا السوداني تحقيق هذه المقولة؟ المسرح الأصيل ينبغي أن يكون معلماً ومرشداً ومبشراً بالجديد.. = لو كنت وزيرًا للإعلام ماهو أول قرار ستتخذه؟ لأعدت النظر في كل ما يجري بالفضائية السودانية هذا إذا كنت وزير إعلام حقيقي لا وزير محاصصة جهوية أو سياسية. = شخص فقدته؟ أمي في نهاية العام «2012م». = برامج تلفزيونية تحرص على متابعتها؟. معظم برامج قناه النيل الأزرق وبعض برامج قناتي العربية والجزيرة = أقلام صحفية تستوقفك وتقرأ لها؟ معظم كتابنا ممتازون = كتب شكلت وجدانك؟ كثيرة أذكر منها كتب سيد قطب والعقاد وخالد محمد خالد وحياتي للشيخ بابكر البدري. = فنان تستمع له؟ أحب كل المطربين السودانيين الجيدين.. = جوائز نلتها؟ وسام الجمهورية الذهبي في عام 2003م = قانون المهن الموسيقية والمسرحية هل يضبط حركة المسرح؟! هو يضبط حركة الفنون جميعاً، وهو لمصلحة المبدعين، هو أهم قرار صدر لصالح الإبداع في السودان، أتمنى على وزارة المالية أن تتفهم الأهداف الوطنية والفكرية والثقافية والاجتماعية لهذا القرار.. = الشهرة مذا أعطتك؟ لا شيء..! = ولا حب الناس ؟ حب الناس من الله.. = قضايا تعالجها عبر التمثيل؟ من خلال برنامج «يوميات سائق تاكسي» أحاول متابعة متناقضات ومفارقات وأحداث المجتمع السوداني وأعبر عنها بشكل ساخر.. = رسالة إلى الجيل الجديد من الدراميين؟ أوصيهم بالقراءة وأن يفهموا أن المسرح رسالة للخير والحق والجمال.. = كلمة اخيرة؟ علينا أن نعمل جميعاً وفي كل المجالات من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وهذا يتطلب توافقًا وتقديم التنازلات والتسامح و«الماببلع ريق على ريق ما بعمل لو رفيق».