عقب القرار الذي صدر عن رئاسة الجمهورية بتعيين اللواء «م» آدم محمود جار النبي والياً لولاية جنوب دارفور شوهد الوالي المعين وهو يدلف عبر بوابة القيادة العامة، وحسب مصادرنا إنه ذهب لمقابلة السيد وزير الدفاع الفريق اول ركن عبد الرحيم محمد حسين لتلقي التعليمات العسكرية الأخيرة قبل أن يذهب الي نيالا مرتدياً بزة العسكر على خطى اللواء «م» الهادي بشرى الوالي السابق للنيل الازرق، وذلك لممارسة مهامه بوصفه والياً تم تكليفه للولاية بعد تنامي ظاهرة الانفلات الأمني بصورة مخيفة عجلت بذهاب حماد إسماعيل الوالي السابق الذي شوهد وهو يدخل بيت الجنرال آدم بضاحية الفتيحاب بغرض إزجاء التحية والتهنئة وتقديم التبريكات، بجانب بعض الوصايا من منطلق شغله للمنصب باعتباره إجراءً روتينياً متفقاً عليه وسط الدستوريين الذين لا تفصلهم المحددات السياسية والحزبية، وطيبة خاطر يحسد عليها، رغم أن الرجل الأخير تشفع له قوميته المستقاة من شغله السابق بالقوات المسلحة «أم القومية» كما يقول منسوبوها ورجال الاحزاب والتكنوقراط منذ زمن طويل، ووسطيته التى تشربها من واقع مجتمعه الكبير بجنوب دارفور بمختلف أحزابها وكياناتها السياسية المختلفة. فيما قال لي القيادي بالاتحادي الديمقراطي بجنوب دارفور الأستاذ أيوب بلول إن «سعادتو» جار النبي شخص محبوب وسط أهل المنطقة، وقد استبشر كل من سمع بقرار تعيينه والياً مكلفاً للولاية لما يتميز به من حب الجميع واحترام الكل له لما يظهره لكل أهل المنطقة على مختلف مشاربها من محبة ومودة صادقة، وقال إن التعيين صادف أهله وإن الولاية بحاجة لشخصية عسكرية مثله مضيفاً: «إننا بوصفنا شركاء سنتعاون معه وسنعمل لإنجاح مهمته في إسكات صوت البندقية وإعادة الأمن والاستقرار لحياة المواطنين، بجانب عودة هيبة الدولة بعودة الاستقرار السلعي والخدمات وغيرها من المؤن التي تهم إنسان المنطقة». وأكد أن الولاية وإقليم دارفور في طريقه ليطوي قصة التمرد، وأن مقررات الدوحة ستجد التطبيق التام، مضيفاً: «سنقف معه كما وقفنا مع الوالي السابق». أما عضو شورى المؤتمر الوطني بجنوب دارفور محمود فضيل كابر فقد قال إن اختيار اللواء آدم يعتبر طوق نجاة لأهل دارفور جميعاً، كما أن اختياره على المستوى السياسي يشكل اللحمة الحقيقية التي تجمع كل السياسيين لما عرف عنه من أصالة معدنه وطيبته وعدم حمله أية ضغينة لإنسان، مضيفاً أنه يمكن أن يشكل الوحدة السياسية لكل جماهير الولاية، كما أنه بهذا التعيين يمكن أن يزيل عن كاهل الولاية كل التنقاضات، مؤكداً بإصرار أن ولايته ستشهد كل الاستقرار وذلك لأنه معهود له بالصدق والأمانة. وقاطع النور جابر أحد أعيان الولاية بقوله: «ربنا يتقبل من الوالي السابق»، مشيراً إلى الفرحة العارمة التي عمت الولاية عقب إذعان المركز لطلب الأهالي بتعيين حاكم عسكري حسب رغبتهم لحسم التفلتات الأمنية، مؤكداً أن القرار جاء في الوقت المناسب، وأن المؤهلات التي يحملها الوالي الجديد من مواصفات عسكرية وكفاءة قيادية قادرة على إزالة كابوس الخوف من شبه التمرد والانفلات الأمني ببعض المحليات، مشيراً إلى أن تولي مهام الولاية من قبل شخص من المؤسسة العسكرية المشهود لها بالطابع الأمني والقومي سيتنزل برداً وسلاماً على الولاية، وقال إنه لا تنمية بلا أمن، وأنهم سيكونون يداً تساعد الوالي الجديد لاستتباب الأمن. أما أمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني بنيالا جد العيال، فقد أكد أنهم قابلوا التعيين بارتياح شديد، وذلك لأن الولاية شهدت تفلتات أمنية منقطعة النظير، مؤكداً أن خطوة التغيير كانت حتمية، فيما أشار إلى أن المسألة الأمنية من أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه الوالي الجديد، لكنه أكد مقدرته على تجاوز هذه الصعاب إذا ما قام بتوليفة تضم العسكريين والمدنيين لتسيير العمل بديوان الولاية. فيما طالب الأستاذ علي آدم القيادي بجنوب دارفور قبل صدور إعلان القرار بتعيين محمود والياً ضرورة هذا التعيين، وأشار إلى الظروف السيئة التي تمر بها المنطقة، وأكد للصحيفة أن منزل الجنرال آدم محمود جار النبي بكل من نيالا وأم درمان شهد حشوداً كبيرة للمهنئين من أبناء الولاية من الدستوريين والتنفيذيين على المستوى الاتحادي والولائي، لتطوي بذلك الولاية صفحة أكبر مطالب أهلية شهدتها أخيراً وأجمع عليها كل أهل المنطقة، وليبدأ الوالي المكلف صفحة جديدة تبدأ بتحقيق الأمن وانعكاساته على الحياة بالولاية على كل المجالات التنموية والخدمية، فهل سينجح الوالي المكلف في هذه المهمة؟ أم أنها ستقف حجر عثرة أمام حكومته الوليدة تستعصي معها الحلول المقدمة من قبل المركز، لتبدأ الكرة تارة أخرى من جديد؟!