تختلف أساليب تربية الأطفال والتعامل مع متطلباتهم باختلاف شخصية الأهل وثقافتهم فمنهم من يفرط في الحماية و«الدلال» الزائد في تربيتهم وذلك يكون بتنفيذ الطلبات بدون قيد أو شروط ومنهم من تتغلب عقلانيته على عاطفيته ومنهم من يتعامل معهم بطريقة مدروسة تؤمن نموه بطريقة سليمة، فدلال الأطفال منه ما هو إيجابي وما هو سلبي، والأخير دائمًا يكون خوفاً على الطفل، فهذا النوع يضعف ثقة الطفل بنفسه، فكل أم تحاول أن تدلل «تدلِّع» طفلها الصغير دون معرفة الأضرار التي تلحقه من جراء تلك العادة التي قد تسبِّب للطفل عقدة نفسية في المستقبل تتجلى في تعامله مع أصدقائه أو اختيار أصدقائه والتعامل مع المحيط الخارجي ونجد في المجتمعات السودانية هنالك كثيرًا من الأمهات يُفرطن في التدليل الأمر الذي يؤدى إلى إعاقة الطفل في السن الدراسية وكثيراً ما يدمغه أصدقاؤه بأنه مدلل «مدلع» فالطفل المدلل دائمًا تكون رغباته وطلباته كثيرة ومجابة ونجد أن عائلته دائمًا تلجأ إلى توفير احتياجاته المتكررة التي لا تنتهي، في السابق نجد أن دلال الأطفال ليس كثيراً عند الأسر السودانية غير أنه بات مستشرياً بعد التغييرات التي ظهرت في نمط الحياة «المف الاجتماعي» التقى عددًا من المواطنين والمختصين الذين تحدثوا حول هذه الظاهرة ووقفوا على جوانبها السلبية. فاطمة طارق «من سكان منطقة الثورة» تقول إن ظاهرة تدليل الأطفال أصبحت منتشرة لدى الكثير من الأسر حتى التي تعيش نمطاً مدنياً حياتياً متدنياً وهو أمرٌ يؤثر على تربيته ويُحدث خللاً واضحاً وجلياً في تعامله مع الغرباء الذين يأتون إلى المنزل مطالبة بالتعامل بوعي مع الأطفال حتى لا يكون مصدر فشلهما أحد الأبوين. آمنة مصطفى من أم درمان «موظفة» وأم لثلاثة أبناء تقول إنها عندما رُزقت بابنتها الكبرى كانت تقوم بتدليلها حتى إنها تقوم بتوفير كل مستلزماتها لكن بعد فترة تفاجأت أن تربيتي لها ليست سليمة، والآن أدفع ضريبة دلالي المفرط لها مطالبة الأمهات بالتوازن في تربيتهنَّ لأبنائهنَّ حتى يتفادين تلك الأشياء. أما حليمة محمد «طالبة» فتقول: إن الدلال الزائد عند تربية الأبناء يسبب عدداً من المشكلات للطفل في المستقبل مضيفة أن الأطفال الذين يقوم أباؤهم بتدليهم في كثير من الأحيان قد يفشلون في أقل الاختبارات الربانية وذلك لعدم الثقة بأنفسهم لأنها انعدمت عندهم نسبة إلى خوف أسرهم عليهم. أكدت الباحثة الاجتماعية حنان الجاك أن الدلع المعتدل سلوك متحضر ولكن أحياناً يحدث نوع من الإفراط الكبير في التدليل وتدليع الأطفال والاستجابة لكل مطالبهم فهذا يُحدث نوعاً من الضعف السلوكي من الأم والأب تجاه الأبناء وأحيانًا يكون سبباً في انحراف الأبناء بسبب الاستجابة لمطالبهم بسبب الظروف الاقتصادية مما قد يدفع هؤلاء الأطفال إلى اللجوء إلى السرقة أو الميل إلى العنف وأيضًا يتحول إلى وسيلة ضغط سلبي من الأبناء على الأب والأم للاستجابة لكل المطالب حتى ولو كانت غير مقبولة وأيضًا يؤثر على التركيز السلوكي والنفسي لدى الأطفال ويعتمدون اعتماداً كلياً على الأم لوجودها في المنزل والأطفال المدللون نجدهم لا يستطيعون اتخاذ قرار نتيجة السلبية في تكوينهم الشخصي وأحيانًا يسبب الكثير من المشكلات وفق مفهوم الدلع الاستجابي في الروضة أو المدرسة أو المنزل، مشيرة إلى أن الوقاية تكون بالتربية الحديثة التي تعتمد على المنهج القويم من الأم والأب وأي خلل في مفهوم التنشئة الاجتماعية يشكل مخاطر سلوكية كبيرة لذلك يجب التوازن الإيجابي في تلبية المطالب والاستجابة لرغباتهم وتعميم سياسة «لا» وهي سياسة توعوية حتى يفهم الأبناء أن كل طلباتهم قد لا يُستجاب لها وأيضًا نشر قيمة الحوار بتعديل السلوك السالب لأن كثيراً من الأبناء والأمهات يميلون إلى الدلع لكن بموازنات تعزز الثقة لدي الأطفال وتمنحهم الشخصية السليمة وتكون المطالب والاستجابة وحتى المشاركة بدافع النمو التكويني لهم وتمنحهم الصفات الإيجابية التي توظف احتياجاتهم بمفهوم الطفولة فلا بد من الوسطية والاعتدال وعدم العنف والضغط الكبير وهي أشياء مهمة للتغذية السلوكية.