خلق الله النفس البشرية بعدد من المشاعر المختلفة والمتعددة منها الإيجابي والسلبي ومن هذه السلوكيات الكراهية، وقد اكتشف عدد من العلماء أن مراكز المخ التي تتكون فيها مشاعر الكراهية لدى الإنسان قبل أن تظهر على سلوكه وقد أظهرت الدراسات أن الشعور بالكراهية ينشط مراكز أخرى لمشاعر متقاربة مع الكره مثل الخوف والغضب وغيرها فمتى تتحرك مشاعر الكراهية داخل الفرد؟ وما هي الدوافع التي تقود إلى ذلك؟ وكيف ينظر علم النفس إلى الكراهية والعديد من التساؤلات التي حاول «الملف الاجتماعي» الإجابة عنها... أجرته: منى النور مجري الدم تجزم إبتهال الطاهر «موظفة» بأن المرأة أكثر المخلوقات التي تعرف الكراهية بحكم تكوينها وهي من الأشياء الطبيعية لديها فهي تجري في عروقها مجرى الدم ولكن نسبة هذه الغيرة تتفاوت بين امرأة لأخرى، وتُعد غيرة المرأة من أخرى من أكثر أنواع الغيرة انتشارًا وهي التي تصل إلى حد الحقد والكراهية، فالمرأة بطبيعتها تغير إذا وجدت امرأة أحسن منها أو أفضل في أي شيء حتى ولو كانت أختها أو أعز صديقاتها فقد تكره المرأة أخرى لأنها ناجحة في حياتها العملية والزوجية أو أنها أكثر جاذبية وأصغر منها في العمر فنجد المرأة تغار من أخرى تشاركها العمل نفسه فتحاول منافستها في عملها وكذلك في طريقة لبسها، وعن نفسي أعتبر الغيرة امراً محموداً ولكن بنسبة محددة ولكن عندما تصل إلى حد الحقد والحسد والكراهية وتلفيق الأكاذيب والنقد اللاذع فهذا ما يجب على المرء الانتباه اليه. التفوُّق والتميُّز ويرى مصطفى عبد الله/ الموظف أن الكراهية من أصعب وأقسى الأشياء التي يمكن أن يصل إليها الإنسان، فعن نفسي من الصعب أن أصل إلى مرحلة الكره بين ليلة وضحاها ولكن بحكم تجربتي فإن المعاداة والحسد المنتشر في المجتمع ونجاحك في حياتك من الأسباب التي تزرع الكراهية تجاهك في قلوب الآخرين، كذلك التفوُّق والتميُّز في العمل من أهم أسباب وبواعث الكراهية في نفوس البعض، وأسباب عديدة أكثر من أن نحصيها في هذه المساحة المحدودة والنفس البشرية بطبعها ضعيفة تميل إلى كفة الخير أو الشر إذا رجحت إحداهما فالإنسان يمكن ان يكتسب الكراهية من خلال التعامل والاختلاط والاحتكاك مع الآخرين وكذلك تلعب الأسرة والتنشئة دورًا كبيرًا في زرع بذرة الكراهية في داخل الطفل من خلال التوجيه والتعبئة سواء كانت هذه الكراهية نتاج صراع شخصي أو عائلي. بداية البشرية وتؤكد سعاد الصادق «محامية» أن كره الإنسان لأخيه الإنسان يوصله إلى ارتكاب جريمة قتل، والكراهية ليست وليدة اليوم بل إنها بدأت مع بداية البشرية على الأرض بالقصة المعروفة لقابيل وهابيل والتي تجلت في أعنف صورها بقتل الأخ لأخيه فمنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا مازالت الكراهية تنتقل في المجتمع وتأخذ أشكالاً متطورة تبعًا لطبيعة الحياة فالكراهية تربك الحياة وتشلها ومن أسبابها الحقد وعدم الأمان من أسباب الكراهية والحسد عدم قناعة الإنسان بما عنده وهي سبب في انتهاء علاقات الصداقة والقرابة عندما يبدأ التنافس وتؤدي إلى الكثير من المشكلات. عدم قناعة عدم القناعة والرضا بالمقسوم من أهم الأسباب في تشكيل شعور الكراهية هكذا حسم الأستاذ موسى عثمان القضية، وقال إن الفرد الذي ينشأ على الشعور بالرضا والقناعة ينعدم لديه الشعور بالكراهية، وعن نفسي أرى أن من الأشياء التي تحرك مشاعر الكراهية داخل النفس البشرية هي الحقد والغيرة وكذلك قد يكره الإنسان أخاه ويترجم ذلك في شكل سلوكيات عديدة. علم النفس د. نجدة محمد أستاذة علم النفس عرَّفت الكراهية بأنها إحساس عاطفي موجود داخل كل الكائنات البشرية بما فيها الإنسان فهي تنمو مع الذات منذ عمر أربعة أعوام، ففي فترة الطفولة تكون كراهية جزئية لعدم توفر خبرة أو تجارب عكس وجودها في الشخص الناضج الذي يملك خبرات وتجارب وهي تنقسم إلى قسمين شخص يتناقض معه في تصرفاته وسلوكه ولا يشبهه، وهنا تظهر الكراهية في شكل عدوانية وعدم الرغبة في رؤية الشخص الآخر وإلى حد ما هي الأكثر انتشارًا، والثانية هي أن يكون هناك شخص يكره في نفسه أشياء محددة فيترجم ذلك إلى سلوكيات تجاه الآخرين كأن يرفض خصائصه الداخلية، ومثل هذه الشخص لم يحدث له استقرار نفسي أو مصالحة مع الذات لذلك تنمو في داخله مشاعر النقص وتؤكد د. نجدة أن الشخص الطبيعي المستقر نفسيًا في حال شعوره بالكراهية فهي تظهر في شكل سلوكيات مثل الحزن والكآبة مستنكرًا لمشاعر الكراهية، وتختم حديثها بأن الله خلق النفس البشرية وبها عدد من المشاعر المختلفة المتعددة منها الإيجابي والسلبي وهما مرتبطان بعضهما ببعض تبعًا للفطرة.