عندما تجلس إلى العم حسن عمر الجزولي، فأنت تجلس في حضرة مكتبة إرشيفية متنقلة تحتوي على العديد من المقتنيات النادرة. فهو مهتم بجمع التراث والوثائق القديمة والموروثات الثقافية والاجتماعية للمجتمع، فبعض مقتنياته تجاوز عمرها ال «80» عاماً. والعم حسن الجزولي من مواليد مدينة القضارف عام 1936م، وهو يقيم الآن بمدينة القضارف حي ديم النور، ويمتهن الزراعة، لديه خمس من البنات وولدان، وهو والد المذيعة المميزة رجاء حسن الجزولي بتلفزيون السودان. التقته «الإنتباهة» في مهرجان السياحة والتسوق العالمي الأول بالخرطوم، فكان عرضه لمقتنياته النادرة جاذباً داخل صالة المعرض بجناح ولاية القضارف. ما هي المقتنيات القديمة التي تحتفظ بها؟ - لدي صينية نحاس تجاوزت الثمانين عاماً تركتها لنا جدتنا، وفي السابق كان لونها أحمر، وتغير لونها لطول المدة، وكانت فألاً حسناً، يتم إحضارها في يوم حنة العريس. وأيضاً لدي صينية مصنوعة من الرخام منذ الثلاثينيات ومعها الصحن الباشري. كذلك أيضاً لدي راديو من الخمسينيات وهو يعمل ببطارية السيارة وهو إنجليزي الصنع تركه لي جدي، وكانت الحلة جميعها تجتمع في منزلنا للاستماع إليه لأنه لم يكن وقتها متوفراً إلا عند أناس قليلين. أيضاً لدي اهتمام بجمع الصحف القديمة فلدي أرشيف كبير مليء بها. وماذاعن مشاركاتك في المعارض؟ - شاركت في العديد من الفعاليات في العاصمة، منها مشاركتي في معرض الجهاز القضائي لولاية القضارف في مؤتمر رؤساء المحاكم العليا العرب الذي انعقد بالخرطوم في العام الماضي، وقد وجد إشادة من رئيس الجهاز القضائي بولاية القضارف، وشاركت في معارض أخرى. نلاحظ أنك تجمع كل أدوات الإنارة القديمة بتدرج مراحلها، حدثنا عنها؟ - بداية استخدم الناس المسرجة وهي تضيء بالزيت العادي، وبعدها اللمبة التي تُسمى «معذورين» وهي تضيء بالجاز، ثم قدم الفانوس، وبعده الرتينة، وأملك فناراً منذ الأربعينيات وهو أشبه بالرتينة استخدم في السابق لإنارة الشوارع والأسواق والسكة الحديد. نود التعرف منك على مراحل تطور العملات في السودان خصوصاً أنك تملك عملات قديمة مثل التعريفة والمليم؟ - تداول الناس الريال المجيدي في فترة حكم السلطان عبد المجيد، وتزامن ذلك مع ولاية محمد على باشا على مصر وقد تم في عهده غزو السودان، وخلال حصار الخرطوم عام «1884-1885» حدثت ندرة في العملة المعدنية مما جعل الجنرال الإنجليزي غردون يصدر أوراقاً مالية. وبعد استيلاء المهدي على الخرطوم صنع عملة من الذهب والفضة، وبعده عندما تولى الخليفة عبد الله التعايشي الحكم وجد نقصاً كبيراً في حجم العملات المتداولة، فاستعمل قطعاً من قماش الدمور، ولكنها تمزقت واتسخت فتم إيقاف التعامل بها، بعدها أمر الخليفة بإنشاء مصنع لسك العملة وهو أول مصنع لسك العملة في السودان. أما في فترة الحكم الثنائي عام «1889-1956م» تم إدخال نظام النقد السائد في مصر، وعندما تم سحب العملة المصرية من السودان عام 1957م تمت الإستعاضة عنها بالعملة السودانية، وتم إصدار أول عملة ورقية سودانية لتحل محل العملات المتداولة، وبعد ذلك بفترة آلت كل أصول لجنة العملة لبنك السودان المركزي، وتم تعيين مأمون بحيري رئيساً للجنة العملة السودانية، وظهر توقيعه على كل العملات الورقية آنذاك.